((إعراض الإنسان عن إمام العصر والزمان))
==========================
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله المعصومين
إنّ الإنسان نفسه هو الذي اعرض عن دعوة الله تعالى على مر التاريخ البشري
وهذا ما بيّنه القرآن الكريم جليّا بقوله تعالى:
((أَفَكُلَّمَا جَاءكُمْ رَسُولٌ بِمَا لاَ تَهْوَى أَنفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقاً تَقْتُلُونَ ))البقرة87
وامتنع عن قبول طاعة الإمام المهدي (عجّلَ الله تعالى فرجه الشريف)
وامامته الحقة. فتسبب بوجه من الوجوه في غيبة الإمام المهدي:ع:
أما كيف غيّبَ الناس انفسهم عن الإمام المهدي (عليه السلام) فغاب عنهم
فهذا يرجع الى عدة امور اهمها :
::1 :: تلوث الفطرة الانسانية وتغيِّب دور العقل القويم في التعاطي مع امرالله تعالى
فالله زود الانسان بعقل قويم ليتعرف به على ربه
وعن الإمام علي (عليه السلام) أنه قال:
((العقل ما عُبدَ به الرحمن واكتُسِبَ به الجنان ))
إنظر:الكافي:الكليني:ج1/ص:11:
فالناس اغلبهم فارقوا عقولهم بذنوبهم
والقران الكريم أكّدَ هذه الحقيقة المرة للبشرية في قوله تعالى:
{أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ }الجاثية23
:أي:
أفرأيت -أيها الرسول- من اتخذ هواه إلهًا له, فلا يهوى شيئًا إلا فَعَله, وأضلَّه الله بعد بلوغ العلم إليه وقيام الحجة عليه
فلا يسمع مواعظ الله, ولا يعتبر بها, وطبع على قلبه, فلا يعقل به شيئًا, وجعل على بصره غطاء, فلا يبصر به حجج الله؟
وأبرزها اليوم حجيّة الإمام المهدي:ع: على الإنسان مطلقا:
فمن يوفقه لإصابة الحق والرشد بعد إضلال الله إياه؟
أفلا تذكرون -أيها الناس- فتعلموا أنَّ مَن فَعَل الله به ذلك فلن يهتدي أبدًا
ولن يجد لنفسه وليًا مرشدًا؟
والآية أصل في التحذير من أن يكون الهوى هو الباعث للمؤمنين على أعمالهم.
فلذا على الناس أن يعودوا الى صوابهم الفطري الاصيل ويُفعّلوا دور العقل في امر الله تعالى
ووصف الامام علي :ع :الناس الذين يريدون الوصول الى الله واوليائه لاسيما إمامنا المهدي:ع:
بقوله::
(( قد أحيا عقله وأمات نفسه حتى دقّ جليله ولطفَ غليظه وبرق له لامع مع كثير البرق فأبان له الطريق وسلك به السبيل وتدافعته الابواب الى باب السلامة ودار الاقامة ))
:نهج البلاغة: خطبة:220:
.
فالعقل شرط اساسي في العبادة والعمل الصالح والانتظار الواعي للإمام المهدي (عليه السلام)
::2:: الغفلة الذاتية للإنسان عن الحقيقة الالهية
قال تعالى:
{يَعْلَمُونَ ظَاهِراً مِّنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ }الروم7
ويقول الامام علي :ع: في هذا الشأن ::
((والفسق على اربع شعب على الجفاء والعمى والغفلة والعتو
ومن غفل جنى على نفسه وانقلب على ظهره وحسب غيه رشدا وغرته الاماني واخذته الحسرة والندامة اذا قُضيَ الامر وانكشف الغطاء وبدا له ما لم يحتسب))
:الكافي:الكليني: ج2:ص393:
::3:: ارتكاب الذنوب والمعاصي .
وهو خطيئة البشر الملازمة لحركته في الحياة ..
وتلك الخطيئة لها اثارها الوضعية على الناس
قال تعالى:
{كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ }المطففين14
{ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاؤُوا السُّوأَى أَن كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَكَانُوا بِهَا يَسْتَهْزِئُون }الروم10
::4:: دور المذاهب العقدية والفكرية والسلوكية والثقافية الباطلة التي عملت ولازالت تعمل على إضلال الناس وتسفيلهم اخلاقيا ،
من اهل البدع ومستعملي الرأي البشري المخترع المعاند لمنهج الله تعالى.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
:مرتضى علي الحلي :النجف الأشرف :
تعليق