بسم الله الرحمن الرحيم
صحيح البخاري، كتاب الإيمان، نفس الباب، ح 48.
عبد الله عن النبيّ (ص) قال: >سباب المسلم فسوق وقتاله كفر< .
ونرى الصّحابة قتل بعضهم بعضاً، وسبّ بعضهم بعضاً، وكذّب بعضهم بعضاً!.
* صحيح البخاري، كتاب العلم، باب الإنصات للعلماء، ح 121.
عن جرير أنّ النبيّ (ص) قال له في حجّة الوداع: >استنصت النّاس< فقال: >لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض< .
وقد ثبت أنّهم لم يعملوا بهذا القول، بل ضرب بعضهم رقاب بعض، وقدّموا الثارات والانتقامات على وصيّة سيّد الكائنات, هذه الرواية في أصح كتاب عند إخواننا السنة، وإذا أخذناها على ظاهرها تبيّن كفر الصحابة الذين تقاتلوا، ولكنهم إذا وجدوا شبيه هذه الرواية في كتبنا اتهمونا بتهم تنوء بها الجبال .
* صحيح البخاري، كتاب الصّلاة، باب التعاون في بناء المسجد.
عن عكرمة قال لي ابن عبّاس، ولابنه عليّ: انطلقا إلى أبي سعيد فأسمعا في حديثه. فانطلقنا فإذا هو في حائط يصلحه، فأخذ رداءه فاحتبئ، ثمّ أنشأ يحدثنا حتى أتى على ذكر بناء المسجد فقال: كنا نحمل لبنة لبنة، وعمار لبنتين لبنتين، فرآه النبيّ (ص) فينفض التراب عنه ويقول: >ويح عمار، تقتله الفئة الباغية، يدعوهم إلى الجنّة ويدعونه إلى النّار<. قال: يقول عمّار: أعوذ بالله من الفتن. وذكر الحديث أيضاً في كتاب الجهاد والسير، باب مسح الغبار عن الرأس بلفظ: >.. عمار يدعوهم إلى الله ويدعونه إلى النار<.
بيّن النبيّ الأكرم (ص) للأمة أنّ معاوية رئيس الفئة الباغية، وميّز بين الطائفتين، فطائفة معاوية تدعو عمّاراً إلى النّار، وهو - مع عليّ - وجنديٌّ من جنود عليّ (ع) يدعوهم لمبايعة عليّ، يدعوهم إلى الجنّة.
قال السّنديّ ([1])- شارح صحيح البخاريّ - في شرح الحديث المذكور، في كتاب الجهاد والسير، باب مسح الغبار عن الرّأس: قوله: >يدعوهم إلى الله< أي: إلى طاعة الإمام الحقّ، الذي طاعته من طاعة الله تعالى. >ويدعونه إلى النّار< أي: إلى طاعة من طاعته سبب للنّار .
وبذلك تبيّن بدون أيّ لبس أنّ خطّ معاوية يدعو إلى النّار، وخطّ علي (ع) دعوة إلى الجنّة، وإلى اليوم نحن مختلفون؛ فنحن ندعو إلى منهاج عليّ، والمخالفون يدعوننا لولاء معاوية، ونحن نبرأ إلى الله من معاوية وابنه يزيد وأتباعهما, ولا ننسى انسجام الحديث مع الآيةالشريفة: {وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لاَ يُنصَرُونَ} [القصص: 41] .
فعلي(ا) ومعاوية متضادين في المنهج متعاديين ، ولا يجوز حبهما جميعا وقد قال تعالى:"ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه.." 4 الاحزاب
* صحيح البخاري، كتاب مواقيت الصلاة، باب تضييع الصلاة عن وقتها.
الزهريّ يقول: دخلت على أنس بن مالك بدمشق وهو يبكي، فقلت له: ما يبكيك؟ فقال : لا أعرف شيئاً ممّا أدركت إلاّ هذه الصّلاة، وهذه الصلاة قد ضُيّعت .
* صحيح البخاري، كتاب الأذان، باب إتمام التّكبير في الركوع.
عن مطرف عن عمران بن حصين قال: صلّى مع عليّ (رض) بالبصرة فقال: ذكّرنا هذا الرجل صلاةً كنّا نصلّيها مع رسول الله (ص)، فذكر أنّه كان يكبّر كلّما رفع وكلّما وضع .
وقد بيّنا أنه محيي الشريعة الداعي إلى الله على بصيرة من أمره، هو ومن اتّبعه([2]) .
وهذه من الحقائق الدالّة على انحراف نهج من اعتلى سدّة الحكم من بعد الرسول الأكرم ، وترسيخ هذا الانحراف من قبل معاوية وأركان حكمه، بدلالة بكاء أنس، واستذكار عمران بن حصين بما كان عليه المسلمون وقت رسول الله (ص). وهذا الأمر أيضاً يبيّن أنّ الدّين المحمّديّ حمله أهل البيت (ع) وأتباعهم، وأنّ الانحراف بدأ من رزية الخميس والسقيفة، وازداد الوضع سوءاً إلى أن وصل إلى بكاء أنس على الدّين، وتفاقم الأمر واستفحل الداء، إلى أن أدّى إلى قتل الحسين (ع)، ورمي الكعبة بالمنجنيق وهدمها، واستباحة المدينة المنورة في وقعة الحرّة،وما كان فيها من انتهاك الأعراض والحرمات، وانتهاءً بتمزيق القرآن من قبل الوليد أحد حكّام بني أميّة، فهل نجد انحراف أكبر من هذا؟ وهذا الانحراف ينبؤك بأنّ الأساس غير صحيح، فبنوا عليه بنيانهم وكانت هذه النتيجة([3]) .
* صحيح البخاري، كتاب الإيمان، باب 37، خوف المؤمن من أن يحبط عمله وهو لا يشعر.
قال إبراهيم التيميّ: ما عرضت قولي على عملي إلاّ خشيت أن أكون مكذّباً. وقال ابن أبي مليكة: أدركت ثلاثين من أصحاب النبيّ (ص) كلّهم يخاف النّفاق على نفسه، ما منهم أحد يقول إنه على إيمان جبريل وميكائيل .
هذه عقيدة الصحابة في أنفسهم، وأنّهم لو خالفوا الشّريعة لكان جزاؤهم النّار؛ ولهذا هم وجلون من سوء العاقبة , لا كما يعتقد البعض.
يتبع ان شاء الله
([1]) حاشية السندي على صحيح البخاري ، ج2، ص61 .
([2]) نقل الهيثمي في مجمع الزوائدج9، ص173 : عن أبي هريرة، أن علي بن أبي طالب (رض) قال: >يا رسول الله، أيّما أحبّ إليك أنا أم فاطمة؟< قال: >فاطمة أحبّ إليّ منك، وأنت أعزّ عليّ منها، وكأني بك وأنت على حوضي تذود عنه الناس، وإن عليه لأباريق مثل عدد نجوم السماء، وإني وأنت والحسن والحسين وفاطمة وعقيل وجعفر في الجنة، إخواناً على سرر متقابلين، أنت معي، وشيعتك في الجنة<. ثمّ قرأ رسول الله(ص) {إخواناً على سرر متقابلين} لاينظر أحد في قفا صاحبه. رواه الطبراني في الأوسط، وفيه سلمى بن عقبة ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات.
([3]) قال ابن القيم الجوزية في شرح منظومة ابن القيم، ج2، ص4 : وكانت وقعة الحرّة يوم الأربعاء لليلتين بقيتا من ذي الحجة، سنة ثلاث وستين، ويقال لها: حرّة زهرة، وكانت الوقعة بموضع يعرف بواقم، على ميل من مسجد رسول الله (ص)، فقتل بها بقايا المهاجرين والأنصار وخيار التابعين، وهم ألف وسبعمائة، وقتل من أخلاط النّاس عشرة آلاف، سوى النساء والصبيان، وقتل بها من حملة القرآن سبعمائة رجل، من قريش سبعة وتسعون قتلوا جهراً ظلماً في الحرب وصبراً. كذا ذكر القرطبي رحمه الله في التذكرة .....
صحيح البخاري، كتاب الإيمان، نفس الباب، ح 48.
عبد الله عن النبيّ (ص) قال: >سباب المسلم فسوق وقتاله كفر< .
ونرى الصّحابة قتل بعضهم بعضاً، وسبّ بعضهم بعضاً، وكذّب بعضهم بعضاً!.
* صحيح البخاري، كتاب العلم، باب الإنصات للعلماء، ح 121.
عن جرير أنّ النبيّ (ص) قال له في حجّة الوداع: >استنصت النّاس< فقال: >لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض< .
وقد ثبت أنّهم لم يعملوا بهذا القول، بل ضرب بعضهم رقاب بعض، وقدّموا الثارات والانتقامات على وصيّة سيّد الكائنات, هذه الرواية في أصح كتاب عند إخواننا السنة، وإذا أخذناها على ظاهرها تبيّن كفر الصحابة الذين تقاتلوا، ولكنهم إذا وجدوا شبيه هذه الرواية في كتبنا اتهمونا بتهم تنوء بها الجبال .
* صحيح البخاري، كتاب الصّلاة، باب التعاون في بناء المسجد.
عن عكرمة قال لي ابن عبّاس، ولابنه عليّ: انطلقا إلى أبي سعيد فأسمعا في حديثه. فانطلقنا فإذا هو في حائط يصلحه، فأخذ رداءه فاحتبئ، ثمّ أنشأ يحدثنا حتى أتى على ذكر بناء المسجد فقال: كنا نحمل لبنة لبنة، وعمار لبنتين لبنتين، فرآه النبيّ (ص) فينفض التراب عنه ويقول: >ويح عمار، تقتله الفئة الباغية، يدعوهم إلى الجنّة ويدعونه إلى النّار<. قال: يقول عمّار: أعوذ بالله من الفتن. وذكر الحديث أيضاً في كتاب الجهاد والسير، باب مسح الغبار عن الرأس بلفظ: >.. عمار يدعوهم إلى الله ويدعونه إلى النار<.
بيّن النبيّ الأكرم (ص) للأمة أنّ معاوية رئيس الفئة الباغية، وميّز بين الطائفتين، فطائفة معاوية تدعو عمّاراً إلى النّار، وهو - مع عليّ - وجنديٌّ من جنود عليّ (ع) يدعوهم لمبايعة عليّ، يدعوهم إلى الجنّة.
قال السّنديّ ([1])- شارح صحيح البخاريّ - في شرح الحديث المذكور، في كتاب الجهاد والسير، باب مسح الغبار عن الرّأس: قوله: >يدعوهم إلى الله< أي: إلى طاعة الإمام الحقّ، الذي طاعته من طاعة الله تعالى. >ويدعونه إلى النّار< أي: إلى طاعة من طاعته سبب للنّار .
وبذلك تبيّن بدون أيّ لبس أنّ خطّ معاوية يدعو إلى النّار، وخطّ علي (ع) دعوة إلى الجنّة، وإلى اليوم نحن مختلفون؛ فنحن ندعو إلى منهاج عليّ، والمخالفون يدعوننا لولاء معاوية، ونحن نبرأ إلى الله من معاوية وابنه يزيد وأتباعهما, ولا ننسى انسجام الحديث مع الآيةالشريفة: {وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لاَ يُنصَرُونَ} [القصص: 41] .
فعلي(ا) ومعاوية متضادين في المنهج متعاديين ، ولا يجوز حبهما جميعا وقد قال تعالى:"ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه.." 4 الاحزاب
* صحيح البخاري، كتاب مواقيت الصلاة، باب تضييع الصلاة عن وقتها.
الزهريّ يقول: دخلت على أنس بن مالك بدمشق وهو يبكي، فقلت له: ما يبكيك؟ فقال : لا أعرف شيئاً ممّا أدركت إلاّ هذه الصّلاة، وهذه الصلاة قد ضُيّعت .
* صحيح البخاري، كتاب الأذان، باب إتمام التّكبير في الركوع.
عن مطرف عن عمران بن حصين قال: صلّى مع عليّ (رض) بالبصرة فقال: ذكّرنا هذا الرجل صلاةً كنّا نصلّيها مع رسول الله (ص)، فذكر أنّه كان يكبّر كلّما رفع وكلّما وضع .
وقد بيّنا أنه محيي الشريعة الداعي إلى الله على بصيرة من أمره، هو ومن اتّبعه([2]) .
وهذه من الحقائق الدالّة على انحراف نهج من اعتلى سدّة الحكم من بعد الرسول الأكرم ، وترسيخ هذا الانحراف من قبل معاوية وأركان حكمه، بدلالة بكاء أنس، واستذكار عمران بن حصين بما كان عليه المسلمون وقت رسول الله (ص). وهذا الأمر أيضاً يبيّن أنّ الدّين المحمّديّ حمله أهل البيت (ع) وأتباعهم، وأنّ الانحراف بدأ من رزية الخميس والسقيفة، وازداد الوضع سوءاً إلى أن وصل إلى بكاء أنس على الدّين، وتفاقم الأمر واستفحل الداء، إلى أن أدّى إلى قتل الحسين (ع)، ورمي الكعبة بالمنجنيق وهدمها، واستباحة المدينة المنورة في وقعة الحرّة،وما كان فيها من انتهاك الأعراض والحرمات، وانتهاءً بتمزيق القرآن من قبل الوليد أحد حكّام بني أميّة، فهل نجد انحراف أكبر من هذا؟ وهذا الانحراف ينبؤك بأنّ الأساس غير صحيح، فبنوا عليه بنيانهم وكانت هذه النتيجة([3]) .
* صحيح البخاري، كتاب الإيمان، باب 37، خوف المؤمن من أن يحبط عمله وهو لا يشعر.
قال إبراهيم التيميّ: ما عرضت قولي على عملي إلاّ خشيت أن أكون مكذّباً. وقال ابن أبي مليكة: أدركت ثلاثين من أصحاب النبيّ (ص) كلّهم يخاف النّفاق على نفسه، ما منهم أحد يقول إنه على إيمان جبريل وميكائيل .
هذه عقيدة الصحابة في أنفسهم، وأنّهم لو خالفوا الشّريعة لكان جزاؤهم النّار؛ ولهذا هم وجلون من سوء العاقبة , لا كما يعتقد البعض.
يتبع ان شاء الله
([1]) حاشية السندي على صحيح البخاري ، ج2، ص61 .
([2]) نقل الهيثمي في مجمع الزوائدج9، ص173 : عن أبي هريرة، أن علي بن أبي طالب (رض) قال: >يا رسول الله، أيّما أحبّ إليك أنا أم فاطمة؟< قال: >فاطمة أحبّ إليّ منك، وأنت أعزّ عليّ منها، وكأني بك وأنت على حوضي تذود عنه الناس، وإن عليه لأباريق مثل عدد نجوم السماء، وإني وأنت والحسن والحسين وفاطمة وعقيل وجعفر في الجنة، إخواناً على سرر متقابلين، أنت معي، وشيعتك في الجنة<. ثمّ قرأ رسول الله(ص) {إخواناً على سرر متقابلين} لاينظر أحد في قفا صاحبه. رواه الطبراني في الأوسط، وفيه سلمى بن عقبة ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات.
([3]) قال ابن القيم الجوزية في شرح منظومة ابن القيم، ج2، ص4 : وكانت وقعة الحرّة يوم الأربعاء لليلتين بقيتا من ذي الحجة، سنة ثلاث وستين، ويقال لها: حرّة زهرة، وكانت الوقعة بموضع يعرف بواقم، على ميل من مسجد رسول الله (ص)، فقتل بها بقايا المهاجرين والأنصار وخيار التابعين، وهم ألف وسبعمائة، وقتل من أخلاط النّاس عشرة آلاف، سوى النساء والصبيان، وقتل بها من حملة القرآن سبعمائة رجل، من قريش سبعة وتسعون قتلوا جهراً ظلماً في الحرب وصبراً. كذا ذكر القرطبي رحمه الله في التذكرة .....
تعليق