﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ﴾. القلم: 1-4 نداء سماويّ رفيع نزل على رجل أمين صالح تقيّ نقيّ إذْ لم تنجّسه الجاهليّة بأنجاسها، ولم تلبسه من مدلهمّات ثيابها، وبهذا النّداء الإلهيّ قربُ موعده مع الرّسالة، ومع بعثه رسولاً مبينًا هاديًا ومصلحًا في أمّته، لا يخفى على أحد أنّه أبو القاسم محمّد بن عبد الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم). بدأ طريق الهداية والنّور بالدّعوة إلى القراءة أوّلاً، بل بالتّشديد على الدّعوة إلى القراءة، وذلك بتكرار الطلب مرّتين في سورة العلق المباركة، فلنلاحظَ أحبّتي أنّ الأمر نازل على نبيّنا الأعظم 0صلّى الله عليه وآله) من ربّ العزّة والجلالة، أي أنّ الله تعالى بعزّته وجلاله يؤكد على أهمية القراءة، والعلم، والتّعلّم، واليوم ونحن أمّة اقرأ، هل نقرأ فعلاً؟! اليوم وبعد مرور أربعة عشر قرنًا على المبعث النبويّ الشريف هل لبّينا هذا النّداء الجليل؟! أحبّائي، لنتأمّل أكثر، ونلاحظ أنّ سورة العلق التي هي أول سورة مباركة أنزلها الله تعالى على نبيِّنا محمّد بن عبد الله (صلّى الله عليه وآله) حُفظت ومعها مائة وثلاث عشرة سورة كريمة بين دفّتي كتابنا المقدّس القرآن الكريم، واسم هذا الكتاب الشريف مشتقّ من الفعل (قرأ)، وكانت أولى كلماته (اقرأ)، فهل نستشعر من كلّ هذا أهمية القراءة، وليست أيّ قراءة، بل القراءة الهادفة. فالدّعوة ليست لقراءة أيّ كتاب! نعم فكما نعرف أنّ محمدًا المصطفى وآله (عليهم السلام) هم القرآن النّاطق، والدّعوة لنا اليوم أنْ نقرأ الكتاب الأعظم - أي النّبيّ محمّد (صلّى الله عليه وآله وسلم) -، فالبداية (اقرأ رسولك)؛ لنتمكّن من أنْ نصلَ إلى دعوة (اقرأ إسلامك...).
صدق الله العلي العظيم
تعليق