لا شك أن زيارة شخص ما من قبل محبيه تدخل السرور على قلبه ، لما تعنيه الزيارة من حب وود واحترام من قبل الزائرين للمزور ، وهكذا الأمر بالنسبة للنبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) ولأهل البيت(عليهم السلام) ، فزيارته (صلى الله عليه وآله) من قبل محبيه تسعد قبله وتسر روحه (صلى الله عليه وآله) ، سواء في حياته أو بعد وفاته (صلى الله عليه وآله)
فقد روي عنه ( صلى الله عليه وآله) أنه قال :
"من زارني في حياتي أو بعد موتي فقد زار الله تعالى "(1)
وعن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:
« قال رسول الله صلى الله عليه وآله:
" من أتى مكة حاجاً ولم يزرني إلى المدينة جفوته يوم القيامة، ومن جاءني زائراً وجبت له شفاعتي ومن
وجبت له شفاعتي وجبت له الجنة "(1)
فمن لم يستطع زيارته(صلى الله عليه وآله) ، فليزر أهل بيته (صلوات الله عليهم أجمعين) فهم في شتى بقاع الأرض ، فيحظى بالأجر والثواب ويفوز بشفاعة النبي(صلى الله عليه وآله)
قبــورٌ بكوفــانٍ واُخرَى بطَيبــةٍ *** واُخرَى بفخٍّ نالَها صلواتـي
قبورٌ بجَنبِ النّهرِمن أرضِ كربَلا *** مُعرّسُــهمْ فيـها بشطِّ فُـراتِ
تُوفوا عُطاشَى بالفُــراتِ فليتَنـــي *** تُوفّيتُ فيهِم قبلَ حينِ وفاتي
وأُخرى بأرضِ الجوزجان محلّها *** وقبرٌ بباخمرى لدى الغرباتِ
وقبــرٌ ببـغــدادَ لنفـــسٍ زكيّـــــــةٍ *** تَضمّنها الرّحمنُ في الغُرفاتِ
قبورٌ بجَنبِ النّهرِمن أرضِ كربَلا *** مُعرّسُــهمْ فيـها بشطِّ فُـراتِ
تُوفوا عُطاشَى بالفُــراتِ فليتَنـــي *** تُوفّيتُ فيهِم قبلَ حينِ وفاتي
وأُخرى بأرضِ الجوزجان محلّها *** وقبرٌ بباخمرى لدى الغرباتِ
وقبــرٌ ببـغــدادَ لنفـــسٍ زكيّـــــــةٍ *** تَضمّنها الرّحمنُ في الغُرفاتِ
عن سيد العابدين علي بن الحسين، عن أبيه، عن جده(صلوات الله علیهم أجمعین) قال:
« زارنا رسول الله (صلى الله عليه وآله) فعملنا له خزيرة (2) وأهدت إليه ام أيمن قعباً من زبد وصحفة من تمر، فأكل رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأكلنا معه ثم وضأت رسول الله (صلى الله عليه وآله) فمسح رأسه ووجهه بيده، واستقبل القبلة فدعا الله ما شاء، ثم أكب إلى الارض بدموع غزيرة مثل المطر، فهبنا رسول الله (صلى الله عليه وآله) أن نسأله، فوثب الحسين (عليه السلام) فأكب على رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال:
" يا أبه رأيتك تصنع ما لم تصنع مثله قط "
قال(صلى الله عليه وآله) : "يا بني سررت بكم اليوم سروراً لم أسر بكم مثله، وإن حبيبي جبرئيل أتاني وأخبرني أنكم قتلى ومصارعكم شتى، وأحزنني ذلك، فدعوت الله لكم بالخيرة "
فقال الحسين (عليه السلام):" فمن يزورنا على تشتتنا وتبعد قبورنا ؟ "
فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : " طائفة من امتي يريدون به بري وصلتي، إذا كان يوم القيامة زرتها بالموقف، وأخذت بأعضادها فأنجيتها من أهواله وشدائده "»(3)
(1) بحار الأنوار - العلامة المجلسي - (ج 97 / ص 140)
(2) الخزير والخزيرة: لحم يقطع صغارا على ماء كثير فإذا نضج ذر عليه الدقيق. [كتاب الصحاح للجوهري - (ج 6 / ص 2351)]
(3) بحار الأنوار - العلامة المجلسي - (ج 18 / ص 125)
تعليق