إنا عرضنا الأمانةََََََََََ علي السموات والأرضِ والجبالِ فأبينَ أن يحملنهاَ وأشفقنَ منها وحملهاَ الإنسانُ إنهُ كانَ ظلوماً جهولاً، ليعذبَ اللهُ المنفقين والمنفقاتِ والمشركينَ والمشركاتِ ويتوبَ اللهُ على المؤمنينَ والمؤمناتِ، وكانَ اللهُ غفوراً رحيماً}.. إن هذه الآية من الآيات العتابية في القرآن الكريم.. ويبدو أن الله عز وجل خلق الخلق لهدف ما؟.. وهذا الهدف لم يتحقق في حياة الإنسان، لوجود عنصر من عناصر الشر اسمه الشيطان.. وجد مع خلق بني آدم، ولو شاء الله عز وجل لم يخلق الشهوات، ولم يخلق الشيطان.. لكن الإنسان يسير إلى ربه سيراً حثيثاً مستقيماً، شأنه شأن الملائكة.. لكن الله عز وجل أراد من بني آدم، أن يتقرب إليه من خلال المجاهدة.
إن الملائكة أشبه بجهاز مبرمج، ويتحرك على وفق البرنامج الذي وضع فيه.. ولهذا فإن الإنسان مستعد لأن يكون له انسان واحد مطيع، ولو إطاعة ناقصة.. ولا يريد عشرات الآليين، لأن الإنسان الآلي وجوده وجود مفطور على ما خُلق له. فالإنسان المبتلى بموانع الخير، ومُبتلى بشهوة أكبر من المتعارف، وبغضب أشد من المتعارف، وبسهوٍ، وبنسيانٍ، وبميلٍ إلى الدنيا.. هذا الإنسان صحيح أنه يتأذى بما هو فيه، ولكن عليه أن يفرح بأنه لو أمكن أن تيجاوز العقبة، لوصل إلى الدرجات العليا.. ولهذا تقول الروايات: بأن من يحفظ القرآن على ثقل، أي إنسان بطيئ الحفظ، ولكن يجاهد نفسه ليحفظ القرأن، فهذا إنسان مأجور أكثر ممن يحفظ القرآن باسترسال.
إن الله عز وجل يقول: { إنا عرضنا الأمانة على السموات الأرض و الجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها...}.. فما هذه الأمانة التي امتنعت الجبال من حملها؟.. إن كانت هي التوحيد، فالجبال وما في الوجود -كما نعلم- مطيعة وخاضعة لله عز وجل، وما من ذرة في هذا الوجود، وما من خلية، وما من حيوان ونبات و جماد، الإ وهو يسير في الفلك الذي رسمه الله عز وجل له.. حتى أن القرآن يعبر تعبيرا غريبا عن الطير: {وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم}.. فهذه الأمم من الطيور تسبح الله {كل قد علم صلاته وتسبيحه}.. قد يكون تسبيح الطاووس يغاير تسبيح الغراب والحمام وغير ذلك.. فهكذا يفهم من الآية.
إذن فإن كان المراد من الأمانة هو التوحيد، فالكل موحد.. ولكن ما هو الامتياز الذي وضع لبني آدم في خلال هذا الوجود المترامي الأطراف؟.. الامتياز هو عبارة عن التكامل بالعلم والعمل.. فالجبال والأرض والسموات، خُلقت لتسير في مسار ثابت، لا تتعالى ولا تتسافل، ولا تتقدم ولا تتأخر.. أما الإنسان فهو الموجود الوحيد الذي رشح، لأن يكون متكاملاً في المجال العلم، وفي مجال العمل.. لماذا؟.. لأنه أُعطي القابلية في العالمين، وأُعطي القابلية في الحقلين: حقل التدبر والتفكر، وحقل المجاهدة والعمل.. ولكن القرآن يقول: {أنه كان ظلوماً جهولاً}.. فهذا الإنسان ظلوم جهول.. لأنه لم يعط حق هذه الأمانة، ولعل الظلم إشارة إلى جانب العمل، والجهل إشارة إلى جانب الفكر والتأمل.. فظلوم جهول: أي ظالم لنفسه في مقام العمل، وجهول كثير الجهل في مقام التدبر والتفكر.
ومن هذه الآية نعلم أنه لا سبيل إلى التكامل إلا بالاعتماد علي العالمين معاً.. فالإنسان المؤمن الذي يريد أن يتحمل الأمانة، عليه أن يتكامل في الحقلين.. و(الأمانة): هو ذاك الشيء الذي تُعطى لفترة مؤقتة، ثم تُطالب به، وتُطالب بأصله وبسلامته.. فمثلا لو أعطيت سيارة أمانة، فإن فيها عدة عناصر:
أولاً: هي ليست تمليك، ولا هبة، وإنما هي أمانة.
ثانياً: هي أمانةٌ تطالب بإرجاعها.
ثالثاً: تطالب بإرجاعها سالمةً.. فإن أرجعت الأمانة ناقصةً، فأنت مؤاخذ.
وعليه، فإن معنى ذلك أن الإنسان يوم القيامة يقال له: هذه النفس، وهذا الوجود، إنما اُعطيتها أمانة مؤقتة.. فهل أرجعتها سالمة؟.. وهذه الفطرة هل أرجعتها سالمة؟.. وهذا القلب السليم، هل ارجعته سليما؟.. ولهذا فإن الذي يلتفت إلى روحه التي بين جنبيه، على أنها أمانة مؤقتة من الله عز وجل، ويُطالب بها يوم.. فكم ينتابه الخوف!.. وهل يتعامل مع نفسه بكل حرية، وكأنه مالك لكل شيء؟.. أم أنه يبقى خائفاً وجلاً؟..
ثم يقول الله عز وجل: { ليعذب الله المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات ويتوب الله على المؤمنين والمؤمنات وكان الله غفورا رحيما}.. فالناس تنقسم إلى ثلاث طبقات: الشرك، والنفاق، والإيمان.. فنتيجة تحميل هذه الأمانة، انقسم الناس إلى هذه الأقسام الثلاث.
إن الملائكة أشبه بجهاز مبرمج، ويتحرك على وفق البرنامج الذي وضع فيه.. ولهذا فإن الإنسان مستعد لأن يكون له انسان واحد مطيع، ولو إطاعة ناقصة.. ولا يريد عشرات الآليين، لأن الإنسان الآلي وجوده وجود مفطور على ما خُلق له. فالإنسان المبتلى بموانع الخير، ومُبتلى بشهوة أكبر من المتعارف، وبغضب أشد من المتعارف، وبسهوٍ، وبنسيانٍ، وبميلٍ إلى الدنيا.. هذا الإنسان صحيح أنه يتأذى بما هو فيه، ولكن عليه أن يفرح بأنه لو أمكن أن تيجاوز العقبة، لوصل إلى الدرجات العليا.. ولهذا تقول الروايات: بأن من يحفظ القرآن على ثقل، أي إنسان بطيئ الحفظ، ولكن يجاهد نفسه ليحفظ القرأن، فهذا إنسان مأجور أكثر ممن يحفظ القرآن باسترسال.
إن الله عز وجل يقول: { إنا عرضنا الأمانة على السموات الأرض و الجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها...}.. فما هذه الأمانة التي امتنعت الجبال من حملها؟.. إن كانت هي التوحيد، فالجبال وما في الوجود -كما نعلم- مطيعة وخاضعة لله عز وجل، وما من ذرة في هذا الوجود، وما من خلية، وما من حيوان ونبات و جماد، الإ وهو يسير في الفلك الذي رسمه الله عز وجل له.. حتى أن القرآن يعبر تعبيرا غريبا عن الطير: {وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم}.. فهذه الأمم من الطيور تسبح الله {كل قد علم صلاته وتسبيحه}.. قد يكون تسبيح الطاووس يغاير تسبيح الغراب والحمام وغير ذلك.. فهكذا يفهم من الآية.
إذن فإن كان المراد من الأمانة هو التوحيد، فالكل موحد.. ولكن ما هو الامتياز الذي وضع لبني آدم في خلال هذا الوجود المترامي الأطراف؟.. الامتياز هو عبارة عن التكامل بالعلم والعمل.. فالجبال والأرض والسموات، خُلقت لتسير في مسار ثابت، لا تتعالى ولا تتسافل، ولا تتقدم ولا تتأخر.. أما الإنسان فهو الموجود الوحيد الذي رشح، لأن يكون متكاملاً في المجال العلم، وفي مجال العمل.. لماذا؟.. لأنه أُعطي القابلية في العالمين، وأُعطي القابلية في الحقلين: حقل التدبر والتفكر، وحقل المجاهدة والعمل.. ولكن القرآن يقول: {أنه كان ظلوماً جهولاً}.. فهذا الإنسان ظلوم جهول.. لأنه لم يعط حق هذه الأمانة، ولعل الظلم إشارة إلى جانب العمل، والجهل إشارة إلى جانب الفكر والتأمل.. فظلوم جهول: أي ظالم لنفسه في مقام العمل، وجهول كثير الجهل في مقام التدبر والتفكر.
ومن هذه الآية نعلم أنه لا سبيل إلى التكامل إلا بالاعتماد علي العالمين معاً.. فالإنسان المؤمن الذي يريد أن يتحمل الأمانة، عليه أن يتكامل في الحقلين.. و(الأمانة): هو ذاك الشيء الذي تُعطى لفترة مؤقتة، ثم تُطالب به، وتُطالب بأصله وبسلامته.. فمثلا لو أعطيت سيارة أمانة، فإن فيها عدة عناصر:
أولاً: هي ليست تمليك، ولا هبة، وإنما هي أمانة.
ثانياً: هي أمانةٌ تطالب بإرجاعها.
ثالثاً: تطالب بإرجاعها سالمةً.. فإن أرجعت الأمانة ناقصةً، فأنت مؤاخذ.
وعليه، فإن معنى ذلك أن الإنسان يوم القيامة يقال له: هذه النفس، وهذا الوجود، إنما اُعطيتها أمانة مؤقتة.. فهل أرجعتها سالمة؟.. وهذه الفطرة هل أرجعتها سالمة؟.. وهذا القلب السليم، هل ارجعته سليما؟.. ولهذا فإن الذي يلتفت إلى روحه التي بين جنبيه، على أنها أمانة مؤقتة من الله عز وجل، ويُطالب بها يوم.. فكم ينتابه الخوف!.. وهل يتعامل مع نفسه بكل حرية، وكأنه مالك لكل شيء؟.. أم أنه يبقى خائفاً وجلاً؟..
ثم يقول الله عز وجل: { ليعذب الله المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات ويتوب الله على المؤمنين والمؤمنات وكان الله غفورا رحيما}.. فالناس تنقسم إلى ثلاث طبقات: الشرك، والنفاق، والإيمان.. فنتيجة تحميل هذه الأمانة، انقسم الناس إلى هذه الأقسام الثلاث.
تعليق