الألم و الأمل
الإهداء
إلى كل من أهتم أن يكون صديقا ... باخلاصه...وصدقه...ومحبته...ووفائه... إلى كل من جعل لهذه الكلمة عين اعتبار... إلى كل من أعتنى ليبني صداقة حميمة... إلى أصدقائي وأخوتي وأخواني... إلى أبناء العالم إلاسلامي...
...أهدي...
أبسط ما يمكن أن يهدى كلماتا..خرجت من أعماق كياني ...وكتبت لتلتمس أروحا... ولتجيب كل نفسا لم تتذوق معنى الصداقة ... ولتصنع قلبا صدوق...فهيا معا لنبحر في بحر الخيال...
ولنستمع أول الكلمات...
اللهم صل على محمد وآل محمد
وأفتح لي خزائن رحمتك وارحمني رحمة لا تعذبني بعدها أبدا في الدنيا والآخرة وارزقني من فضلك الواسع رزقا حلالا طيبا ولا تفقرني إلى أحد بعده سواك ، تزيدني بذلك شكرا، وإليك فاقة وفقرا، وبك عمن سواك غنى وتعففا.
(الجزء الأول)
جك...جك...جك...الساعة الآن الثامنة ونصف ولقد تأخر عن الوقت المحدد... ومن المفروض أن تكون طيارته وصلت في الساعة الثامنة ترى ما سبب تأخره نصف ساعة عن الوقت المحدد ربما زحمة الركاب أوغيره...أتمنى أن يكون بخير... رن جرس الهاتف... أهلا... السلام عليك يأبي
الوالد:وعليك السلام يا بني.. أين أنت يا مجتبى؟
مجتبى: أنا الآن في المطار .
الوالد: إلى أين ذهاب ! إلى المطار؟
مجتبى: أنتظر أحد أصدقائي.
الوالد: سوف تتأخر؟
مجتبى: لا أعلم من المفروض أن طيارته سوف ترجع في ساعة الثامنة
الوالد: والآن التاسعة ساعة كاملة وأنت تنتظر؟
مجتبى: لا أعرف سوف أسئل عنه إلى اللقاء يا والدي
فأخذ يرتشف فنجانا" من القهوة فانزلق الفنجان ونسكب عليه
فقال في نفسه يآلهي ترى ماذا يحدث مع صديقي؟
شعر باختناق يتمالك صدره قام بفتح أزر قميصه
وأخذ يتنفس الصعداء
وتذكرا هذا الدعاء الذي كان يحفظه في صغره
اللهم يا حافظ نوح في الماء ويا حافظ إبراهيم في النار ويا حافظ يونس في بطن الحوت ويا . حافظ يوسف في الجب ويا حافظ محمد بن عبد الله في الغار
أحفظنا
من جميع العاهات والبليات والعيون الناظرات بحق محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين والله خير حافظا وهو أرحم الراحمين
يا الله أحفظ صديقي من العاهات والباليات بحق محمد وآل محمد
وبات يردده مرارا" إلى أن جاءه نداء
الطائرة القادمة من لندن التي تحمل الرقم (5) قد حصل
لها خلل في المحركات وقد تم نقل المصابين إلى المستشفى
صحة المركزي وكررها مرارا"
أزدد ارتباكا" ضاقت الدنيا في عيني مجتبى دون أن يشعر وقف صامتا"متحيرا"لم يدرك لأحد أي انتباه سرعان ما عاد لوعيه وذهب مسرعا" إلى المستشفى (صحة المركزي) وسئل عنه عند الاستقبال
قال وهو قلق وصوته مبحوح: لو سمحتي لقد وصلوا لكم
ركاب مصابين لطائرة رقم (5) أردت لو أستفسر عن أحدهم
فردت عليه : نعم ما هو أسمه؟
قال مجتبى : مهدي بن محمد سالم
فأجابته: لحظه سوف أبحث لق عنه في ألائحات
الموجوده آه أن لله وأن إليه راجعون لقد توفي .
صمت برهتا" وقد أبتانت عليه أثار الحزن فحمر وجه وعرق جبينه وتجمعت في عينيه الدموع و ازدادت ضربات قلبه.
عاد لوعيه من جديد وأسترجع قواه ثم أضاف: من هو الدكتور الذي أشرف على حالته؟
أجابته بعد مهلة: لا ليس دكتور أنها الدكتورة ياسمين عبد الله
مجتبى: شكرا"
ذهب وهو يحمل كل شرود على أن يكون صديقه حي كان يحمل بصيص من الأمل يجعله غير مصدق ما سمعه
سرعان ما وصل ورأى الدكتورة
فقال لها يصوتا" شجين : لو سمحتي دكتورة ياسمين
فألتفت دكتورة إلى شخص المتحدث وقالت: نعم هل من
خدمه؟
قال مجتبى وهو مكبوت: أردت أن أستفسر عن أحد أصدقائي أسمه...مهدي بن محمد سالم.
قالت الدكتورة: أسئل مديرة الأستقبال فلأسماء مدونه في جهاز الحاسب
أجابها مجتبى بحزن: لقد سئلت وأردت أن أتأكد منك؟
قالت الدكتورة : أذن تعال معي
شرد ذهنه في دعاء المنتظر (ع) وبات يردده ويقول:
يا مالك الرقاب ويا هازم الأحزاب ويا مفتح
الأبواب ويا مسبب الأسباب سبب لنا سببا" لا نستطيع له طلبا" بحق لا أله ألا الله محمد رسول الله صلى الله عليه و على آله أجمعين
ووصلنا إلى غرفة الدكتورة ياسمين وباتت تبحث طويلا"عن أسمه إلى أن وجدته وقالت: لقد قلت ما أسمه؟
قال مجتبى بعجلة : مهدي بن محمد سالم
قالت الدكتورة: هذا صحيح فليرحمه الله
قال مجتبى وقد ألتمعت عيناه:هل أستطيع أن أره فأنا لم أودعه أرجوك أريد أن أره لأخر مرة
قالت الدكتورة بحزن: هل هو من أقرباك؟
قال مجتبى بصوتا" شجين: هو أكثر من قريب هو
حبيبي وصديقي ورفيقي وصاحبي وأخي
قالت الدكتورة بلطف: تفضل بجلوس تفضل أرجوك تفضل هذا المصحف وقرأ ما تيسر من القرآن و أدعوا له فأنه محتاجا" إلى دعاك
ولفت أقرص الهاتف وقالت: أهلا أحضر عصير ليمون لو سمحت ...شكرا"
وباشرت الدكتورة مجتبى وقاست له الضغط إلى أن تم إحضار العصير ثم ناولته مجتبى وقالت له بشفقه: أشرب لق رشفتا" لتهدى لق أعصابك
ولكن مجتبى ما زال غير مصدق وفاة صديقه مهدي
فعاد يلح على الدكتورة ويطلب منها ملقاة ويقول: لو
سمحتي يا دكتورة أريد أن أره ولو لي نظره
فهو قال لي :بأنه مشتاقا" لي ويريد أن يصل بسرعة حتى يعانقني
فهو مازال يظن أني زعلانا" منه لأنه أطال في سفرته ومددها هذه المرة أردت أن أبلغه أني سعيدا" به لأنه حقق جزا" من أحلامه وأخيه (حبيب) الذي لم يبقى له أحد سواه هو الآخر تركه ورحل فماذا أقول له عندما يسألني عنه؟ أقول له لحق بأمك وأبيك لا أستطيع ف(حبيب) متعلق بأخيه (مهدي) فلم يتمالك نفسه وأغمي عليه
حاولت الدكتورة أن تعيده إلى وعيه فأخذت زجاجة عطرها وبختها على ورقة منديل وبادرت في أيقظه و مسحت على وجه بورقة مبلولة بالماء إلى أن عاد إلى رجدة ووصل في البكاء فلم تجد الدكتورة غير أن تعطيه أبره مهدئه أخذ يهدى إلى أن تم سكون في غرفتها وخرجت لتباشر المرضى
ولكنه سرعان ما عاد إلى وعيه بعد ثلاث ساعات و
ذهب إلى دكتورة وطلب منها أن تريه صديقه حتى وافقته
أجهش في البكاء وقال له: ألم أقل لق حافظ على نفسك؟ صديقي لما رحلت وتركتني؟! فمن لي من بعدك صديق؟ ولكني أعهدك أمام الله وهذه الدكتورة في أن لا أترك أخاك مهما صار وأنا ووالدي من سيتكفل به من بعدك فلا تقلق عليه وودعا" يا أعز صديق
وتذكر الآية الكريمة وبات يرددها ليريح نفسه
(الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا أليه راجعون)
الإهداء
إلى كل من أهتم أن يكون صديقا ... باخلاصه...وصدقه...ومحبته...ووفائه... إلى كل من جعل لهذه الكلمة عين اعتبار... إلى كل من أعتنى ليبني صداقة حميمة... إلى أصدقائي وأخوتي وأخواني... إلى أبناء العالم إلاسلامي...
...أهدي...
أبسط ما يمكن أن يهدى كلماتا..خرجت من أعماق كياني ...وكتبت لتلتمس أروحا... ولتجيب كل نفسا لم تتذوق معنى الصداقة ... ولتصنع قلبا صدوق...فهيا معا لنبحر في بحر الخيال...
ولنستمع أول الكلمات...
اللهم صل على محمد وآل محمد
وأفتح لي خزائن رحمتك وارحمني رحمة لا تعذبني بعدها أبدا في الدنيا والآخرة وارزقني من فضلك الواسع رزقا حلالا طيبا ولا تفقرني إلى أحد بعده سواك ، تزيدني بذلك شكرا، وإليك فاقة وفقرا، وبك عمن سواك غنى وتعففا.
(الجزء الأول)
جك...جك...جك...الساعة الآن الثامنة ونصف ولقد تأخر عن الوقت المحدد... ومن المفروض أن تكون طيارته وصلت في الساعة الثامنة ترى ما سبب تأخره نصف ساعة عن الوقت المحدد ربما زحمة الركاب أوغيره...أتمنى أن يكون بخير... رن جرس الهاتف... أهلا... السلام عليك يأبي
الوالد:وعليك السلام يا بني.. أين أنت يا مجتبى؟
مجتبى: أنا الآن في المطار .
الوالد: إلى أين ذهاب ! إلى المطار؟
مجتبى: أنتظر أحد أصدقائي.
الوالد: سوف تتأخر؟
مجتبى: لا أعلم من المفروض أن طيارته سوف ترجع في ساعة الثامنة
الوالد: والآن التاسعة ساعة كاملة وأنت تنتظر؟
مجتبى: لا أعرف سوف أسئل عنه إلى اللقاء يا والدي
فأخذ يرتشف فنجانا" من القهوة فانزلق الفنجان ونسكب عليه
فقال في نفسه يآلهي ترى ماذا يحدث مع صديقي؟
شعر باختناق يتمالك صدره قام بفتح أزر قميصه
وأخذ يتنفس الصعداء
وتذكرا هذا الدعاء الذي كان يحفظه في صغره
اللهم يا حافظ نوح في الماء ويا حافظ إبراهيم في النار ويا حافظ يونس في بطن الحوت ويا . حافظ يوسف في الجب ويا حافظ محمد بن عبد الله في الغار
أحفظنا
من جميع العاهات والبليات والعيون الناظرات بحق محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين والله خير حافظا وهو أرحم الراحمين
يا الله أحفظ صديقي من العاهات والباليات بحق محمد وآل محمد
وبات يردده مرارا" إلى أن جاءه نداء
الطائرة القادمة من لندن التي تحمل الرقم (5) قد حصل
لها خلل في المحركات وقد تم نقل المصابين إلى المستشفى
صحة المركزي وكررها مرارا"
أزدد ارتباكا" ضاقت الدنيا في عيني مجتبى دون أن يشعر وقف صامتا"متحيرا"لم يدرك لأحد أي انتباه سرعان ما عاد لوعيه وذهب مسرعا" إلى المستشفى (صحة المركزي) وسئل عنه عند الاستقبال
قال وهو قلق وصوته مبحوح: لو سمحتي لقد وصلوا لكم
ركاب مصابين لطائرة رقم (5) أردت لو أستفسر عن أحدهم
فردت عليه : نعم ما هو أسمه؟
قال مجتبى : مهدي بن محمد سالم
فأجابته: لحظه سوف أبحث لق عنه في ألائحات
الموجوده آه أن لله وأن إليه راجعون لقد توفي .
صمت برهتا" وقد أبتانت عليه أثار الحزن فحمر وجه وعرق جبينه وتجمعت في عينيه الدموع و ازدادت ضربات قلبه.
عاد لوعيه من جديد وأسترجع قواه ثم أضاف: من هو الدكتور الذي أشرف على حالته؟
أجابته بعد مهلة: لا ليس دكتور أنها الدكتورة ياسمين عبد الله
مجتبى: شكرا"
ذهب وهو يحمل كل شرود على أن يكون صديقه حي كان يحمل بصيص من الأمل يجعله غير مصدق ما سمعه
سرعان ما وصل ورأى الدكتورة
فقال لها يصوتا" شجين : لو سمحتي دكتورة ياسمين
فألتفت دكتورة إلى شخص المتحدث وقالت: نعم هل من
خدمه؟
قال مجتبى وهو مكبوت: أردت أن أستفسر عن أحد أصدقائي أسمه...مهدي بن محمد سالم.
قالت الدكتورة: أسئل مديرة الأستقبال فلأسماء مدونه في جهاز الحاسب
أجابها مجتبى بحزن: لقد سئلت وأردت أن أتأكد منك؟
قالت الدكتورة : أذن تعال معي
شرد ذهنه في دعاء المنتظر (ع) وبات يردده ويقول:
يا مالك الرقاب ويا هازم الأحزاب ويا مفتح
الأبواب ويا مسبب الأسباب سبب لنا سببا" لا نستطيع له طلبا" بحق لا أله ألا الله محمد رسول الله صلى الله عليه و على آله أجمعين
ووصلنا إلى غرفة الدكتورة ياسمين وباتت تبحث طويلا"عن أسمه إلى أن وجدته وقالت: لقد قلت ما أسمه؟
قال مجتبى بعجلة : مهدي بن محمد سالم
قالت الدكتورة: هذا صحيح فليرحمه الله
قال مجتبى وقد ألتمعت عيناه:هل أستطيع أن أره فأنا لم أودعه أرجوك أريد أن أره لأخر مرة
قالت الدكتورة بحزن: هل هو من أقرباك؟
قال مجتبى بصوتا" شجين: هو أكثر من قريب هو
حبيبي وصديقي ورفيقي وصاحبي وأخي
قالت الدكتورة بلطف: تفضل بجلوس تفضل أرجوك تفضل هذا المصحف وقرأ ما تيسر من القرآن و أدعوا له فأنه محتاجا" إلى دعاك
ولفت أقرص الهاتف وقالت: أهلا أحضر عصير ليمون لو سمحت ...شكرا"
وباشرت الدكتورة مجتبى وقاست له الضغط إلى أن تم إحضار العصير ثم ناولته مجتبى وقالت له بشفقه: أشرب لق رشفتا" لتهدى لق أعصابك
ولكن مجتبى ما زال غير مصدق وفاة صديقه مهدي
فعاد يلح على الدكتورة ويطلب منها ملقاة ويقول: لو
سمحتي يا دكتورة أريد أن أره ولو لي نظره
فهو قال لي :بأنه مشتاقا" لي ويريد أن يصل بسرعة حتى يعانقني
فهو مازال يظن أني زعلانا" منه لأنه أطال في سفرته ومددها هذه المرة أردت أن أبلغه أني سعيدا" به لأنه حقق جزا" من أحلامه وأخيه (حبيب) الذي لم يبقى له أحد سواه هو الآخر تركه ورحل فماذا أقول له عندما يسألني عنه؟ أقول له لحق بأمك وأبيك لا أستطيع ف(حبيب) متعلق بأخيه (مهدي) فلم يتمالك نفسه وأغمي عليه
حاولت الدكتورة أن تعيده إلى وعيه فأخذت زجاجة عطرها وبختها على ورقة منديل وبادرت في أيقظه و مسحت على وجه بورقة مبلولة بالماء إلى أن عاد إلى رجدة ووصل في البكاء فلم تجد الدكتورة غير أن تعطيه أبره مهدئه أخذ يهدى إلى أن تم سكون في غرفتها وخرجت لتباشر المرضى
ولكنه سرعان ما عاد إلى وعيه بعد ثلاث ساعات و
ذهب إلى دكتورة وطلب منها أن تريه صديقه حتى وافقته
أجهش في البكاء وقال له: ألم أقل لق حافظ على نفسك؟ صديقي لما رحلت وتركتني؟! فمن لي من بعدك صديق؟ ولكني أعهدك أمام الله وهذه الدكتورة في أن لا أترك أخاك مهما صار وأنا ووالدي من سيتكفل به من بعدك فلا تقلق عليه وودعا" يا أعز صديق
وتذكر الآية الكريمة وبات يرددها ليريح نفسه
(الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا أليه راجعون)