ماذا كان سيحصل لو سجل التأريخ بمصداقية وموضوعية ما حصل في واقعة كربلاء ؟ أي ماذا لو ذكر أسباب خروج الأمة على إمام زمانها بالنص ؟ ووقوفهم مع سلطان جائر باطل هاتك للحرمات ؟ لماذا زوروا التأريخ فصار أعمى وأخرس وأعضب لا يكتب الا ما يشتهيه الطغاة ؟ وهل نحن نستطيع أن نتحدث عن الطف ونصفها بكلمة أدق وأشد اختصاراً من أنها (صراع بين الولاء لله وبين الولاء للطاغوت)...لكننا نعلم يقيناً إن هذان الولاءان تقابلا في كربلاء الفاصل بين الحق والباطل، ولو تمحصنا ودققنا وبحثنا عن حجم الفارق بين الولائين لوجدنا إن الأول ينطوي على أسمى القيم وأشرف المعاني في حضارة الإنسان، والآخر يضم بين دفتيه أحط المعاني والأهداف، وبأختصار نقول أحداهما هي دائرة النور وبالتأكيد هي التي تضم أهل بيت الهدى والحق سفن الرحمة والنجاة، والأخرى دائرة الكفر والظلام، يقول الباري عزوجل في محكم كتابه الكريم بسم الله الرحمن الرحيم (الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور) صدق الله العلي العظيم .. إذن أولياء الله تبارك وتعالى دائماً في دائرة النور.
وعن الآخر يقول الباري عزوجل (والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات) أولياء الظلمة والطاغوت هم في دائرة الظلام.
وفي الوقت الذي يتحول الفرد من نقطة الى أخرى فكأنما ينتقل من عالم إلى عالم آخر مغاير في الشكل والمضمون عن عالمه الأول في أهدافه..
هنا يكمن جوهر التغيير نحو فهم الحقيقة التي يسعى الإنسان العاقل لمعرفتها ويصرف جُل وقته ويفني عُمره من أجلها، والعبرة تكون في الخاتمة فعندما ندعو الله تبارك وتعالى من أجل نيل حُسن العاقبة علينا أن نعي ذلك وندرك القضية التي من أجلها جاءت واقعة الإصلاح الكبرى طف التغيير ..طف التضحية ...طف الحقيقة ... طف الولاء المطلق للخالق جل وعلا ...فعلينا أن نتعامل مع معطيات النهضة الحسينية الخالدة بكل روحية وولاء ونغترف منها طريقة الحياة بكرامة ...
تعليق