زيارة الأربعين فوق الشبهات
لقد أثيرت في العقود الأخيرة الكثير من الشبهات حول الكثير من الزيارات الخاصة بمراقد المعصومين(ع) ضمن منهج للتشكيك في ثوابت المعتقدات الشيعية.. وزيارة الأربعين كانت لها نصيباً من هذه الشبهات.. فقد ذهب أصحاب هذا المنهج الخطير بأن المقصود من كلمة (زيارة الأربعين) الواردة في رواية الإمام العسكري(ع) المشهورة إنما يقصد بها زيارة أربعين مؤمناً وليس زيارة الحسين(ع)..
لذا فقد انبرى مراجعنا العظام وعلمائنا الأعلام في الدفاع عن تلك المعتقدات الحقة عبر الكتب والمحاضرات والاستفتاءات.. وهنا نستعرض واحداً من تلك الاستفتاءات التي وجهت إلى أحد أبرز علمائنا المحققين وهو العلامة السيد جعفر مرتضى العاملي في كتابه (مختصر مفيد، ج1):
السؤال:
ما هو حكم إقامة مجلس الأربعين للمؤمنين بعد مرور أربعين يوماً على وفاتهم؟!
هل هو مأثور عن أهل البيت(ع)؟
هل هو من السنن المستحبة في الشريعة الإسلامية؟
أم أنه كما يزعم البعض: «ربما يكون أصلها يهودياً»؟
الجواب:
1 ـ زيارة الأربعين:
لا ريب في استحباب زيارة الأربعين للإمام الحسين(ع).. وقـد دلت على ذلك النصوص، حتى إن ثمة روايات ذكرت نص الـزيـارة التي يستحب أن يزور بها المؤمن الإمام الحسين(ع) في هذا اليوم (مصباح الزائر: ص152-154).
هذا بالإضافة إلى ما روي: من علامات المؤمن خمس: صلاة إحدى وخمسين، وزيارة الأربعين، والجهر بـ (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ)، والتختم في اليمين، وتعفير الجبين (تهذيب الأحكام للطوسي: ج6 ص52). وقد حكم العلماء باستحباب هذه الزيارة، فراجع كتبهم (رضوان الله تعالى عليهم) (زيارة الأربعين، لكمال زهر)... فزيارة الأربعين إذن ليس أصلها يهودياً..
2 ـ مجلس الأربعين:
أما بالنسبة لمجلس الأربعين للمؤمنين، فهو أيضاً ليس يهودياً، إذ أن اليهود إنما يعيدون الحداد على فقيدهم بعد مرور ثلاثين يوماً، وبمرور تسعة أشهر، وعند تمام السنة (مقتل الحسين (ع) للمقرم: ص365).
على أنه ليس بالضرورة أن يكون كل ما عند اليهود باطلاً، فقد تكون لديهم بعض الأمور الصحيحة، التي بقيت من دين موسى.. تماما كما بقيت بعض اللمحات من دين الحنيفية في عرب الجاهلية..
أضف إلى ما تقدم: أن في الروايات الواردة عن أهل البيت(ع) ما يشير إلى الأربعين، فقد روي عن أبي ذر، وابن عباس، عن النبي(ص) قوله: «إن الأرض لتبكي على المؤمن أربعين صباحاً» (مقتل الحسين(ع) للمقرم: ص364).
وقد روي نظير ذلك بالنسبة للإمام الحسين(ع)، فعن زرارة عن أبي عبد الله(ع): «إن السماء بكت على الحسين(ع) أربعين صباحاً بالدم، والأرض بكت عليه أربعين صباحاً بالسواد، والشمس بكت عليه أربعين صباحاً بالكسوف والحمرة، والملائكة بكت عليه أربعين صباحاً... إلخ» (مستدرك الوسائل ج10 ص313)..
وعن أبي جعفر(ع): «ما بكت السماء على أحد بعد يحيى بن زكريا إلا على الحسين بن علي (صلوات الله عليهما)، فإنها بكت عليه أربعين يوماً» (البحار: ج45 ص211 عن كامل الزيارات).
وقد ورد في الروايات: «أن آدم [عليه السلام] قد بكى على هابيل أربعين ليلة» ( سفينة البحار: ج1 ص504).
وعلى كل حال، فإن الاجتماع بعد أربعين يوماً إنما يراد به تذكُّر الميت، وإتحافه بالهدايا عبر الدعاء له بالرحمة والمغفرة، وإهداؤه ثواب قراءة القرآن، وليس في ذلك غضاضة.. خصوصاً إذا لم يقصد التعبد والاستحباب.
بل إنه حتى لو قصد ذلك، استناداً إلى بعض ما ذكرناه آنفاً، مما أشار إلى خصوصية في الأربعين، أو للتأسي بالأئمة(ع) في ما أعلنوه من ذكرى أربعين الإمام الحسين(ع)، على اعتبار أنهم هم الأسوة والقدوة، إذا لم يثبت أن ذلك مختص بالحسين(ع).
نعم.. لو قصد ذلك استناداً إلى ذلك، فإن فاعل ذلك لا يكون قد تجاوز الحد فيه، خصوصاً مع الأخذ بقاعدة التسامح في أدلة ما هو من هذا القبيل.
لذا فقد انبرى مراجعنا العظام وعلمائنا الأعلام في الدفاع عن تلك المعتقدات الحقة عبر الكتب والمحاضرات والاستفتاءات.. وهنا نستعرض واحداً من تلك الاستفتاءات التي وجهت إلى أحد أبرز علمائنا المحققين وهو العلامة السيد جعفر مرتضى العاملي في كتابه (مختصر مفيد، ج1):
السؤال:
ما هو حكم إقامة مجلس الأربعين للمؤمنين بعد مرور أربعين يوماً على وفاتهم؟!
هل هو مأثور عن أهل البيت(ع)؟
هل هو من السنن المستحبة في الشريعة الإسلامية؟
أم أنه كما يزعم البعض: «ربما يكون أصلها يهودياً»؟
الجواب:
1 ـ زيارة الأربعين:
لا ريب في استحباب زيارة الأربعين للإمام الحسين(ع).. وقـد دلت على ذلك النصوص، حتى إن ثمة روايات ذكرت نص الـزيـارة التي يستحب أن يزور بها المؤمن الإمام الحسين(ع) في هذا اليوم (مصباح الزائر: ص152-154).
هذا بالإضافة إلى ما روي: من علامات المؤمن خمس: صلاة إحدى وخمسين، وزيارة الأربعين، والجهر بـ (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ)، والتختم في اليمين، وتعفير الجبين (تهذيب الأحكام للطوسي: ج6 ص52). وقد حكم العلماء باستحباب هذه الزيارة، فراجع كتبهم (رضوان الله تعالى عليهم) (زيارة الأربعين، لكمال زهر)... فزيارة الأربعين إذن ليس أصلها يهودياً..
2 ـ مجلس الأربعين:
أما بالنسبة لمجلس الأربعين للمؤمنين، فهو أيضاً ليس يهودياً، إذ أن اليهود إنما يعيدون الحداد على فقيدهم بعد مرور ثلاثين يوماً، وبمرور تسعة أشهر، وعند تمام السنة (مقتل الحسين (ع) للمقرم: ص365).
على أنه ليس بالضرورة أن يكون كل ما عند اليهود باطلاً، فقد تكون لديهم بعض الأمور الصحيحة، التي بقيت من دين موسى.. تماما كما بقيت بعض اللمحات من دين الحنيفية في عرب الجاهلية..
أضف إلى ما تقدم: أن في الروايات الواردة عن أهل البيت(ع) ما يشير إلى الأربعين، فقد روي عن أبي ذر، وابن عباس، عن النبي(ص) قوله: «إن الأرض لتبكي على المؤمن أربعين صباحاً» (مقتل الحسين(ع) للمقرم: ص364).
وقد روي نظير ذلك بالنسبة للإمام الحسين(ع)، فعن زرارة عن أبي عبد الله(ع): «إن السماء بكت على الحسين(ع) أربعين صباحاً بالدم، والأرض بكت عليه أربعين صباحاً بالسواد، والشمس بكت عليه أربعين صباحاً بالكسوف والحمرة، والملائكة بكت عليه أربعين صباحاً... إلخ» (مستدرك الوسائل ج10 ص313)..
وعن أبي جعفر(ع): «ما بكت السماء على أحد بعد يحيى بن زكريا إلا على الحسين بن علي (صلوات الله عليهما)، فإنها بكت عليه أربعين يوماً» (البحار: ج45 ص211 عن كامل الزيارات).
وقد ورد في الروايات: «أن آدم [عليه السلام] قد بكى على هابيل أربعين ليلة» ( سفينة البحار: ج1 ص504).
وعلى كل حال، فإن الاجتماع بعد أربعين يوماً إنما يراد به تذكُّر الميت، وإتحافه بالهدايا عبر الدعاء له بالرحمة والمغفرة، وإهداؤه ثواب قراءة القرآن، وليس في ذلك غضاضة.. خصوصاً إذا لم يقصد التعبد والاستحباب.
بل إنه حتى لو قصد ذلك، استناداً إلى بعض ما ذكرناه آنفاً، مما أشار إلى خصوصية في الأربعين، أو للتأسي بالأئمة(ع) في ما أعلنوه من ذكرى أربعين الإمام الحسين(ع)، على اعتبار أنهم هم الأسوة والقدوة، إذا لم يثبت أن ذلك مختص بالحسين(ع).
نعم.. لو قصد ذلك استناداً إلى ذلك، فإن فاعل ذلك لا يكون قد تجاوز الحد فيه، خصوصاً مع الأخذ بقاعدة التسامح في أدلة ما هو من هذا القبيل.
منير الحزامي (الخفاجي)
كربلاء المقدسة
مرقد كفيل زينب (ع)
كربلاء المقدسة
مرقد كفيل زينب (ع)
تعليق