تويت
استنزفت التجربة الإنسانية الكثير من التضحيات الجسام وكل بحسب عظمة التجربة وأهميتها . وكان للمصلحين من رواد هذه التجارب المقام الرفيع الذي يؤهلهم لخوض تلك المهام العظام بالمستوى المطلوب لكي لا يبقى للخليقة من حجة على ربّ العباد . وبلا أدنى شك كانت التجربة الإسلامية لها الثقل الأكبر سواء على مستوى المعطيات أو النتائج بل وحتى على مستوى المداخلات والإرهاصات التي حاولت عرقلة مسيرة النبوة الخاتمة . وبحق أفرزت هذه التجربة الأطروحة الأمثل والقائد الأمهر لقيادة البشرية نحو السلام والوئام . ما يهمنا إثارته في هذه العجالة خصوصا ونحن نعيش ذكرى أعظم فاجعة مرت على تأريخ البشرية على الإطلاق ذكرى الفاجعة المزدوجة التي يتمثل الشطر الأول منها بإنقطاع الوحيّ والشطر الثاني هو الإنحراف داخل المجتمع الإسلامي ! حيث تعرضت هذه الظاهرة – التجربة الإسلامية - التي لم يناظرها أي نظير في القدسية والكمال والتأثير على واقع البشرية إلى مؤامرة من قبل جماعة تدعي الإنتساب والإحتساب على الإسلام وقائده ! كلنا يتفق على عظمة ومهارة وبراعة شخص الرسول الأعظم في أداء الرسالة وكلنا يستشهد بمواقفه ويفتخر بمآثره لكننا إختلفنا في خليفته ! ومن يحمل رايته ! تشضينا في أنحاء مختلفة ! وعلى حساب من ؟ على حساب مشروع السماء ومستقبل البشرية ! . ولا نريد الآن سرد السيرة العطرة للنبي الخاتم الأعظم صلى الله عليه واله بقدر ما نريد أن نشير إلى ضرورة الالتفات والاكتراث بهذه الشخصية العظيمة محاولين قدر الإمكان التأسي والاقتداء بنهجها القدسي لتحقيق أهداف السماء ملتفتين في الوقت نفسه إلى عدم خلو الأرض من حجة يقود الخليقة ويكون شهيدا على الأمة لأن الحكمة الإلهية تقتضي تزويد الإنسان بطريق آخر للهداية غير الطريق العقلي وهو الوحي الإلهي ( النبي ) أو من يمثله ( الأمام أو المرجع ) وبهذا تكون سلسلة الحجج مستمرة إلى قيام يوم الدين .
مشكلتنا تكمن في الإختلاف في تحديد الوسيط بين الأرض والسماء سواء على مستوى الأديان أو المذاهب أو حتى داخل المذهب الواحد وهذا الإختلاف ليس بالأمر الهيّن بل هو في الحقيقة الجوهر والقاعدة التي يصح عليها البناء أو لا يصح . تعالوا جميعا لندقق من غير تعصب أو هوى في إرث التجربة الإسلامية ونغترف منه الأصلح في تحديد المسار الصحيح كي لا نضل الطريق ونسير مبتعدين عن جادة سيد المرسلين ! والدعوة موجهة لجميع المسلمين بكافة مذاهبهم وطوائفهم ، ولتكن فيها وحدتنا وخيرنا وبركتنا ولمّ شملنا .
إذ أننا ومن خلال منبر منتديات مهديّ الامم العالمية نعلن حملتنا المباركة ( شهر الانتصارات لسيد الكائنات ) آملين أن نساهم في نصرة حبيب الله الأقدس صلى الله عليه وآله من خلال حملتنا المذكورة بكل ما هو متاح للأفكار والأقلام لتكون زادا نافعا لسلوكياتنا وأثرا عمليا نقتفي آثاره . لنعمل بجد وإخلاص لرفع التقصير والظلامة عن شخصه الأعظم بكل ما يحمل من عظمة وسمو ، لنصدق النوايا في تجسيد سيرته وتخليد منهجه ، لنسمو لننجو بنشر أهدافه التي تشمل كل جوانب الحياة على أتساعها وإختلافها ، لنكن مؤمنين أقوياء في قول الحق ورفض الباطل ، في إحياء حصن الفرائض _ الأمر بالمعروف والنهيّ عن المنكر - ، لنساهم معا في تحقيق حلم الأنبياء والأوصياء وكل الصالحين المتمثل بتشييد وإقامة الحكومة العالمية المقدسة التي ينعم فيها كل الخلق بالعدالة والهناء ، لنقف جنبا إلى جنب كالبنيان المرصوص متسلحين بخلق محمد وفكر محمد وإرث محمد منتصرين لشخصه ودينه ومشروعه والله نعم المولى ونعم النصير .