ما هي آية المودة و في من نزلت هذه الآية ؟
تُسمى الآية ( 23 ) من سورة الشورى بآية المودة و هي المشتملة على قول الله تعالى : ﴿ ... قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى ... ﴾ [1] ، و تؤكد أكثر كتب التفسير و الحديث و السيرة و التاريخ على أن هذه الآية نزلت في قربى الرسول الأكرم محمد ( صلَّى الله عليه و آله ) و هم :
1. الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السَّلام ) .
2. السيدة فاطمة الزهراء ( عليها السَّلام ) .
3. الإمام الحسن بن علي بن أبي طالب ( عليه السَّلام ) .
4. الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب ( عليه السَّلام ) .
5. ذريتهم الطاهرين ( عليهم السَّلام ) .
و قد أكد العلماء في العشرات من الكتب بأن الآية نزلت في قربى الرسول ( صلَّى الله عليه و آله ) و ذكروا في ذلك أحاديث عن الرسول ، و ها نحن نذكر نماذج ممن صرّح بذلك منهم على سبيل المثال :
1. السيوطي : جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر المتوفى سنة : 911 هجرية قال بالإسناد إلى ابن عباس : لما نزلت هذه الآية : ﴿ ... قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى ... ﴾ [2] ، قالوا يا رسول الله من قرابتك هؤلاء الذين و جبت علينا مودتهم ؟ قال : " علي و فاطمة و ولداهما " [3] .
2. البغوي : أبو محمد الحسين بن مسعود الفراء البغوي الشافعي المتوفى سنة : 516 هجرية ، بالإسناد إلى ابن عباس قال : عندما نزلت الآية : ﴿ ... قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى ... ﴾ [4] قال رسول الله ( صلَّى الله عليه و آله ) : " أن تحفظوا قرابتي و تودّوني و تصلوا رحمي " [5] .
3. ابن الكثير : ابن الفداء إسماعيل بن كثير القرشي الدمشقي المتوفى سنة : 774 هجرية ، قال : و الحق تفسير هذه الآية : ﴿ ... قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى ... ﴾ [6] بما فسرها به حبر الأمة و ترجمان القرآن عبد الله بن عباس كما رواه عنه البخاري و لا تنكر الوصاية بأهل البيت و الأمر بالإحسان إليهم و احترامهم و إكرامهم فانهم من ذرية طاهرة ، من أشرف بيت و جد على الأرض فخرا و حسبا و نسبا و لا سيما إذا كانوا متبعين للسنة النبوية الصحيحة الواضحة الجليّة كما كان عليه سلفهم كعلي و أهل بيته و ذريته رضي الله عنهم أجمعين [7] ، إلى غيرها من الأحاديث المتواترة التي لا مجال لذكرها هنا .
نقاط ذات أهمية :
و هنا لابد من الإشارة إلى نقاط هامة هي :
1. إن حالة التوازي بين " الأجر المحدد لأتعاب الرسالة " و بين " المودّة لأهل البيت " تبرز الخصوصية التي تميّز آل محمد ( صلَّى الله عليه و آله ) على سائر الأمة ، و هذه الخصوصية لا تنطلق من مجرد القرابة و إن كان للقرابة إعتبارها الكبير .
2. إن الهدف من المودة في الآية حسب ما تؤكده المصادر الإسلامية هو تأصيل المبدأ القيادي المتجسد في خط الأئمة من أهل البيت ( عليهم السَّلام ) .
3. على ضوء هذا الفهم يمكن أن نعتبر الولاء لأهل البيت من العناصر الأساسية التي تحدد الهوية الإيمانية للامة ، فالتفريط به يحدث خللا كبيرا في البنية العقيدية و الإيمانية و الرسالية .
[1] القران الكريم : سورة الشورى ( 42 ) ، الآية : 23 ، الصفحة : 486 .
[2] القران الكريم : سورة الشورى ( 42 ) ، الآية : 23 ، الصفحة : 486 .
[3] الدُر المنثور : 7 / 348 ، طبعة : محمد أمين / بيروت .
[4] القران الكريم : سورة الشورى ( 42 ) ، الآية : 23 ، الصفحة : 486 .
[5] معالم التنزيل : 7 / 363 ، طبعة دار المعرفة بيروت .
[6] القران الكريم : سورة الشورى ( 42 ) ، الآية : 23 ، الصفحة : 486 .
[7] تفسير القرآن العظيم : 7 / 365 ، طبعة : دار المعرفة / بيروت .
تعليق