لابد وأن يعتقد العبد أن المولى عز وجل قد خلقه رحمةً به, وإن رحمة المولى عز وجل بإيجاده تشمل جميع نعم أسباب الحياة, وذلك رحمةً بالإنسان.
وكذلك على الإنسان أن يعتقد أن المولى أنعم عليه بنعمة الوجود ليتكامل ويسمو في وجوده فينال النعيم والدرجات العليا في الآخرة. وكذلك قد أنعم المولى عز وجل على الإنسان بأسباب الهداية من سمع وبصر وأفئدة. وأنزل الكتب وأرسل الرسل, واحتج وأبلغ. وإذا ما أخذ الإنسان بأسباب الهداية واجتهد في ذلك فإن المولى عز وجل لابد وأن يهديه إلى السراط المستقيم, رحمةً من عنده.
(يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلامِ وَيُخْرِجُهُم مِّنِ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ)
فإذا انطلق أسلوب تفكير العبد بأن المولى قد خلق الكون رحمةً به, وأنه لم يخلقه عبثاً أو ظلماً, بل إن جميع ما يحل بالإنسان من نعمة أو بلاء, في دار الدنيا, هو رحمةً به. وإلا فإن سوء الظن بالخالق يحجب الإنسان ويمنعه من أن يسعى و يعمل ويتكامل, أو يعبد و يدرك المعاني السامية في القرآن الكريم, بل إن سوء الظن بالخالق, وعدم التسليم له, يحرم الإنسان من فيوضات الرحمة الرحيمية.
والحمد لله رب العالمين،،،،
تعليق