السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ....
اللهم صلى على محمد وآل محمد
في كثير من الآيات القرآنيّة يقترن ذكر الإيمان بذكر العمل الصالح ..
حتّى كان الاثنان متلازمين دونما افتراق.
والحقّ كذلك، لأنّ الإيمان والعمل يكمل بعضه الآخر... فلو نفذ الإيمان إلى أعماق النفس، لتجلّت آثاره في الأعمال حتماً
مثله كمثل مصباح لو أضاء في غرفة لشعّ نوره من كلّ نوافذ الغرفة.
ومصباح الإيمان كذلك، لو شعّ في قلب إنسان، لسطع شعاعه من عين ذلك الإنسان وأذنه ولسانه ويده ورجله.
يقول تعالى :
" وَمَن يُؤْمِن بِاللهِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا"
ويقول : " وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ "
فالإيمان بمثابة جذر شجرة والعمل الصالح ثمرتها... ووجود الثمر السليم دليلٌ على سلامة الجذر... ووجود الجذر السليم يؤدّي إلى نموّ الثمر الطيّب.
فمن الممكن أن يصدر عملٌ صالحٌ أحياناً عن أفراد ليس لهم إيمان، ولكن ذلك لا يحدث باستمرار حتماً. فالذي يضمن بقاء العمل الصالح هو الإيمان المتغلغل في أعماق وجود الإنسان، الإيمان الذي يضع الإنسان دوماً أمام مسؤوليّاته...
::: الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل - الشيخ ناصر مكارم الشيرازيّ- ج 1 ص 131 :::
تعليق