لقد وصف تعالى كتابه العزيز بأنه (قرآن عربي - كتاب مبين - كتاب للناس) وكلمة عربي لا تعني فقط أنه مكتوب بالعربية بل تعني أنه واضح للعرب غير مبهم وهو مبين يفهمه الناس.ومن هنا كان التعبد بتلاوة القرآن لأنه قراءة معان وآيات وأحكام وقصص قرآني وليس قراءة ألغاز.القرآن كتاب بيّن لا لبس فيه لسان عربي مبين ولم يكن الله لينزل علينا كتاب مبهما يطلب منا التعبد به قال تعالى: ( وَمِن قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَامًا وَرَحْمَةً وَهَذَا كِتَابٌ مُّصَدِّقٌ لِّسَانًا عَرَبِيًّا لِّيُنذِرَ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَبُشْرَى لِلْمُحْسِنِينَ) (سورة الاحقاف12) نص القرآن على انه كتاب مبين في آياته، وأن آياته واضحة مفهومة، وجاءت لتكون نورا وهدى للناس. ( وما قدروا الله حق قدره إذ قالوا ما أنزل الله على بشر من شيء قل من أنزل الكتاب الذي جاء به موسى نورا وهدى للناس تجعلونه قراطيس تبدونها وتخفون كثيرا وعلمتم ما لم تعلموا أنتم ولا آباؤكم قل الله ثم ذرهم في خوضهم يلعبون) (سورة الأنعام 91 )ويندرج تحت هذا البحث مسألة حجية ظواهر القرآن التي يبحثها علماء أصول الفقه، حيث أكدوا أنّ ظهورات القرآن حجّة، فضلاً عمّا هو صريح فيه.فهنا اسئلة تطرح هو هل يمكن معرفة القرآن؟ وهل يمكن التفكر والتدبر في مواضيع ومسائل القرآن؟ أم أن هذا الكتاب فقط للتلاوة والقراءة والتبرك والتيمن وأخذ الثواب؟ومن الواضح ان الإجابة على هذه الأسئلة ان القران الكريم للمعرفة و الهداية وأيضا للتلاوة والقراءة والتبرك والتيمن وأخذ الثواب.((أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا)) (محمد - 24). في عيون أخبار الرضا، نقل من قول الإمام الرضا (ع)، أنه سئل الإمام الصادق (ع): ما هو السر في بقاء القرآن على طراوته كلما يتلى أكثر، وكلما يمضي عليه الزمان زمنا أطول؟ فأجاب الإمام: "لأن القرآن لم ينزل لزمان دون زمان ولناس دون ناس". الشواهد على ان القران الكريم مبين وليس بمبهمويمكن أن نستشهد لذلك بمجموعة من الشواهد من نفس القرآن ومن غيره، وهي..1 ـ الأمر بالتدبر والتمعن هناك مجموعة من الآيات الشريفة في دعوتها للتأمل والتمعن في القرآن الكريم ،فالقرآن يدعو المؤمنين، بل وحتى المخالفين بالتفكير والتأمل في آياته:قوله تعالى: (أفلا يتدبّرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً) (سورة النساء: 82). قوله تعالى: (أفلا يتدبّرون القرآن أم على قلوب أقفالها) (سورة محمد: 24).قوله تعالى: (وإذا قُرىء القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلّكم ترحمون) (سورة الأعراف: 204).قوله تعالى: (إنّ هذا القرآن يقص على بني إسرائيل أكثر الذي هم فيه يختلفون) (سورة النمل: 76).قوله تعالى: ((كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الأَلْبَابِ)) (سورة ص : 29).قال سبحانه: (وَ لَقَدْ يَسّرنا القُرآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِر )( سورة القمر:17)2 ـ الكثير من النصوص الداعية إلى الرجوع للقرآن والالتزام والعمل به وهو كاشف عن إمكانية فهمه من ـ ولو من خلال العلماء ـ.منها: حديث الثقلين: "إنّي تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي، أحدهما أعظم من الآخر كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي ولن يفترقا حتى يردا علي الحوض، فانظروا كيف تخلفوني فيهما"(5).ومنها: قول الإمام علي(عليه السلام) في نهج البلاغة: "جعله الله ريًا لعطش العلماء وربيعًا لقلوب الفقهاء ومحاج لطرق الصلحاء ودواء ليس بعده داء ونورًا ليس بعده ظلمة.. وبرهانًا لمن تكلّم به وشاهدًا لمن خاصم به وفلجًا لمن حاجّ به.. وعلمًا لمن وعى وحديثًا لمن روى، وحكمًا لمن قضى"(6).ومنها: قوله(عليه السلام) في نهج البلاغة أيضًا: "كتاب ربّكم فيكم مبيّناً حلاله وحرامه وفرائضه وفضائله وناسخه ومنسوخه ورخصه وعزائمه وخاصه وعامه مفسِّرًا مجمله ومبيِّناً غوامضه.."، وهناك نصوص كثيرة جدًا في السنّة تدعو إلى العمل بالقرآن والرجوع إليه.ومنها: مجموعة من النصوص التي يُوجّه فيها أهل البيت(عليهم السلام) أصحابَهم إلى القرآن، مثل ما رواه عبدالأعلى في حكم من عثر فقطع ظفره فجعل على اصبعه مرارة، فقال الإمام الصادق(عليه السلام): "يُعرف هذا وأشباهه من كتاب الله عزّوجل، قال الله تعالى: (ما جعل عليكم في الدين من حرج) امسح عليه"(7).فالقرآن إذن ـ كما يبدو من هذه النصوص وغيرها ـ ليس كتاب رموز وألغاز بحيث لا يحقّ للناس الرجوع إليه ولا يمكنهم فهمه، وإنّما هو كتاب هداية يفترض في المسلمين التمعن فيه والاهتداء بهديه.القران لا يفهم إلا بالرجوع إلى أهل البيت (عليهم السلام)نعم قد يبدو من بعض النصوص انّه لا يمكن الاعتماد على ما يفهمه الإنسان من القرآن إلاّ بعد الرجوع لأئمة أهل البيت(عليهم السلام) بعد رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلّم)..منها: صحيحة منصور بن حازم قال: قلت لأبي عبدالله(عليه السلام): إنّ الله أجلّ وأكرم من أن يعرف بخلقه.. إلى أن قال: وقلت للناس: أليس تعلمون ان رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلّم) كان الحجة من الله على خلقه؟ قالوا: بلى، قلت: فحين مضى رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلّم) من كان الحجة على خلقه؟ قالوا: القرآن، فنظرت في القرآن فإذا هو يخاصم به المرجىء والقدري والزنديق الذي لا يؤمن به حتى يغلب الرجالَ بخصومته، فعرفت ان القرآن لا يكون حجة إلاّ بقيّم، فما قال فيه من شيء كان حقّاً... إلى أن قال: فأشهد أنّ علياً(عليه السلام) كان قيّم القرآن، وكانت طاعته مفترضة وكان الحجة على الناس بعد رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلّم) وانّ ما قاله في القرآن فهو حق، فقال: "رحمك الله"( وسائل الشيعة: 18 / 129، باب: 13 من أبواب صفات القاضي.). ومنها: رواية عبيدة السلماني... فقام عبيدة وعلقمة والأسود وأناس معهم فقالوا: يا أمير المؤمنين فما تصنع بما قد خُبِّرنا به في المصحف؟ فقال: يُسأل عن ذلك آل محمد(وسائل الشيعة: 18 / 137، باب: 13 من أبواب صفات القاضي.).ولكن التأمّل الدقيق في مجموع الروايات الواردة في الموضوع يوضّح انّه ليس المقصود عدم الاعتماد على كل ما يفهمه الإنسان من القرآن، وإنما ذلك في نمط من الآيات وفي مستوى معيّن من الفهم فحسب، وذلك ان آيات القرآن على ثلاثة أصناف..الصنف الأول: هي الآيات الواضحة التي يفهم معناها ـ ولو فهماً بسيطاً ـ كل من كانت لديه معرفة باللغة العربية مثل كثير من الآيات المشتملة على تمجيد الله وحمده والثناء عليه، والآيات الاخلاقية والتربوية، وكثير من الآيات غيرها.الصنف الثاني: الآيات التي يفهم معناها العلماء والمتخصصون بالمعارف والعلوم الإسلامية، وهي الآيات التي تتطلب مستوى رفيعاً لمعرفة معناها، وأحيانا آية واحدة تحمل معنى سطحياً يفهمه الناس عامّة ومعنى أعمق لا يدركه إلاّ العلماء والمتخصصون مثل بعض الآيات التي تتحدث عن التوحيد وصفات الله، وبعض المفاهيم المذكورة في القرآن مثل الحكمة، وحبط العمل، والهداية، وغير ذلك.الصنف الثالث: وهي الآيات الغامضة والتي ترمز إلى معان في غاية الدقة مثل القضاء والقدر، أو تشير إلى الأمور الغيبية مثل عوالم ما بعد الموت أو آيات الأحكام القابلة للنسخ والتخصيص ونحو ذلك، وآيات أخرى كثيرة متعارضة ـ بظاهرها ـ فيما بينها، وكذلك المعاني العميقة والدقيقة لكثير من الآيات.أمّا الصنف الأول من الآيات وأحياناً الفهم البسيط لبعض الآيات الأخرى فلا يحتاج فيه للرجوع إلى أحد حيث يفهمه الناس بشكل عام، كما تدل على ذلك مجموعة من النصوص المتقدم بعضها.بالإضافة إلى سيرة المسلمين والمؤمنين على مرِّ العصور حيث كانوا يقرؤون القرآن بتمعن وخشوع ويذكّر بعضهم بعضاً بالآيات القرآنية، ومن دون ذلك يتحول القرآن إلى كتاب ألغاز ورموز ويفقد فاعليته وتأثيره بين الناس، ويفقد ميزته البلاغية المعجزة.أمّا الصنف الثاني فإنّه في متناول العلماء والمتخصصين يغترفون منه ما يمكنهم استيعابه ويفهمون معاني أعمق وأدق مما يفهمه العامّة، ولذلك أمر الله سبحانه وتعالى بالتمعن في القرآن الكريم والاستفادة القصوى منه وعدم الاكتفاء بالفهم العابر الذي يتحقق لدى كل قارئ عربي.نعم نحن نعتقد ان من جملة ما يمنح العلماءَ قدرةً على سبر أغوار القرآن، ويقرّبهم من الفهم الصحيح للآيات القرآنية هو رجوعهم إلى أحاديث الرسول(صلى الله عليه وآله وسلّم) وأهل بيته(عليهم السلام) والأنس بمنطقهم والتثقف بعلومهم، لأنّهم قرين القرآن وعديله كما ورد عنه(صلى الله عليه وآله وسلّم): "إنّي تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي، وانّهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض"(11).وأمّا الصنف الثالث فهو الصنف الذي لابد فيه من مراجعة الرسول(صلى الله عليه وآله وسلّم) وأهل بيته(عليهم السلام)، فهم المطّلعون على أسرار كتاب الله العزيز والمحيطون بحدود التشريع حيث يعتبر هذا من جملة مزاياهم التي تميّزوا بها على غيرهم، ولذلك تضمنت كثير من النصوص التي تدعو إلى الرجوع للأئمة(عليهم السلام) بيان انّهم الراسخون في العلم، وانّهم العارفون بالتأويل والناسخ والمنسوخ ونحو ذلك مما يدل على أن ضرورة الرجوع إليهم إنّما هو في هذا النمط الخاص من الآيات أو في نمط خاص من الفهم الأعمق للآيات الكريمة(12) فحسب.ويؤكد ما ذكرناه من النصوص..منها: رواية زرارة عن أبي جعفر الباقر(عليه السلام)، قال:"تفسير القرآن على سبعة أوجه، منه ما كان ومنه ما لم يكن بعد، يعرفه الأئمة(عليهم السلام) "(13).ومنها: رواية إسماعيل بن جابر عن الصادق(عليه السلام) (14).. إلى أن قال: ثم سألوه(عليه السلام) عن تفسير المحكم من كتاب الله، قال: "أمّا المحكم الذي لم ينسخه شيء فقوله عزّوجل: (هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هنّ أم الكتاب وأخر متشابهات) (15) الآية، وانّما هلك الناس في المتشابه، لأنّهم لم يقفوا على معناه ولم يعرفوا حقيقته فوضعوا له تأويلاً من عند أنفسهم بآرائهم واستغنوا بذلك عن مسألة الأوصياء ونبذوا قول رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) وراء ظهورهم..." الحديث(16).حيث يبدو من الحديث اختصاص الأوصياء بخصوص المتشابه الذي هلك به الناس، وان الناس في ذلك فقط نبذوا قول الرسول(صلى الله عليه وآله وسلّم).ومنها: ما عن أمير المؤمنين(عليه السلام) في احتجاجه على زنديق سأله عن آيات متشابهات من القرآن فأجابه ـ إلى أن قال ـ: "ثم إنّ الله قسّم كلامه ثلاثة أقسام: فجعل قسماً منه يعرفه العالم والجاهل، وقسماً لا يعرفه إلاّ من صفا ذهنه ولطف حسّه وصح تمييزه ممن شرح الله صدره للإسلام، وقسماً لا يعلمه إلاّ الله وملائكته والراسخون في العلم..." إلخ(17).وقد اتضح من خلال ما تقدم أن ما سوى الصنف الثالث يمكن للعالم المتخصص البصير بلغة القرآن وأحاديث الرسول(صلى الله عليه وآله وسلّم) وأهل البيت(عليهم السلام) أن يفهمه من القرآن الكريم ويستنير بهداه.وأمّا الصنف الثالث فبعضه مبيّن في النصوص الواردة عن الرسول(صلى الله عليه وآله وسلّم) وأهل البيت(عليهم السلام)، لكن يجب توخي النصوص المعتبرة التي يمكن الاعتماد عليها. ولا يكفي مجرد ورود الرواية عنهم صلوات الله عليهم.
أن وجود الإبهام في القرآن الكريم ليس أمراً يعاب وجوده بإطلاق، بل ربما كان أمراً محموداً حيث يعرف به العالم من الجاهل، ولو تساوى الناس في فهمه فأي فضيلة تكون،.ولا يخفى أنَّ الإشكال هذا يرجع إلى القول بوجود ألفاظ ومعانٍ مجملة ومبهمة في كتاب الله، أي أنَّ الناس لا يفهمون مراد الشارع عندما قال : (أَقِيمُوا الصَّلاَةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ)هذا، مضافاً إلى أنّه إذا كانت هذه الألفاظ مبهمة وغير واضحة في بداية بعثة الرسول اتضحت بعدما بيّنها الرسول وبعدما مارسها المسلمون عملياً. وعلى أقل تقدير كون معانيها اتضحت في زمن المتشرعة أو زمن الصادقين عليهما السلام.هذا، مع أنَّ لسان القرآن عربي ومخاطبوه عرب يفهمون ما كان ينطق به الرسول صلّى الله عليه وآله، ولم يكن لسان الكتاب فرنسياً لكي يُعدُّ مبهماً ومجهولاً.إن قلت: للقرآن بطون وهذا يكشف عن إبهام معانيه وعدم اتضاحها.قلت: البطن غير المعنى، وتفسير القرآن وترجمته ليس صعباً، ولا يوجد في القرآن لفظ لا يمكن تفسيره، والصعوبة تكمن في العثور على مصاديق معانيه، وهذا أمر كان يمارسه الأئمّة عليهم السلام، وكانت هذه هي وظيفتهم حيال القرآن.إن قلت: الحروف المقطّعة في القرآن شواهد اُخرى على الإجمال والإبهام.قلت: لا تدل الحروف المقطّعة على هذا المعنى، بل معانيها واضحة، وهي بمنزلة الرموز التي كان يستخدمها الرسول ـ صلّى الله عليه وآله ـ تبعاً لعلاقته بالوحي، وقد يُعدُّ بعضها سرياً للغاية ولا يدركه أحد غير الرسول ـ صلّى الله عليه وآله ـ والأئمّة عليهم السلام.
أن وجود الإبهام في القرآن الكريم ليس أمراً يعاب وجوده بإطلاق، بل ربما كان أمراً محموداً حيث يعرف به العالم من الجاهل، ولو تساوى الناس في فهمه فأي فضيلة تكون،.ولا يخفى أنَّ الإشكال هذا يرجع إلى القول بوجود ألفاظ ومعانٍ مجملة ومبهمة في كتاب الله، أي أنَّ الناس لا يفهمون مراد الشارع عندما قال : (أَقِيمُوا الصَّلاَةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ)هذا، مضافاً إلى أنّه إذا كانت هذه الألفاظ مبهمة وغير واضحة في بداية بعثة الرسول اتضحت بعدما بيّنها الرسول وبعدما مارسها المسلمون عملياً. وعلى أقل تقدير كون معانيها اتضحت في زمن المتشرعة أو زمن الصادقين عليهما السلام.هذا، مع أنَّ لسان القرآن عربي ومخاطبوه عرب يفهمون ما كان ينطق به الرسول صلّى الله عليه وآله، ولم يكن لسان الكتاب فرنسياً لكي يُعدُّ مبهماً ومجهولاً.إن قلت: للقرآن بطون وهذا يكشف عن إبهام معانيه وعدم اتضاحها.قلت: البطن غير المعنى، وتفسير القرآن وترجمته ليس صعباً، ولا يوجد في القرآن لفظ لا يمكن تفسيره، والصعوبة تكمن في العثور على مصاديق معانيه، وهذا أمر كان يمارسه الأئمّة عليهم السلام، وكانت هذه هي وظيفتهم حيال القرآن.إن قلت: الحروف المقطّعة في القرآن شواهد اُخرى على الإجمال والإبهام.قلت: لا تدل الحروف المقطّعة على هذا المعنى، بل معانيها واضحة، وهي بمنزلة الرموز التي كان يستخدمها الرسول ـ صلّى الله عليه وآله ـ تبعاً لعلاقته بالوحي، وقد يُعدُّ بعضها سرياً للغاية ولا يدركه أحد غير الرسول ـ صلّى الله عليه وآله ـ والأئمّة عليهم السلام.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ (5) صحيح الترمذي: 5/663. والصواعق المحرقة: 147 و 226. وأسد الغابة: 2/12. وتفسير ابن الأثير: 4/113. وغيرها.(6) الخطبة: 196.(7) وسائل الشيعة: 1 / 327. (10) المقدمة، ج: 4 / 792، طبع بيروت 1956.(11) المستدرك على الصحيحين للحاكم النيسابوري: 3 / 184، وأخرجه الذهبي واعترف كلاهما بصحته على شرط الشيخين.(12) يراجع وسائل الشيعة: 18، باب 13 من أبواب صفات القاضي 129.(13) وسائل الشيعة: 18 / 145.(14) في مقدمة الحديث بأنّ الله بعث محمّداً... فجعله ـ يعني القرآن ـ النبي علماً باقياً في أوصيائه فتركهم الناس.(15) سورة آل عمران: 7.(16) وسائل الشيعة: 18 / 147.(17) وسائل الشيعة: 18 / 143.من أبحاث العلامة السيد رياض الحكيم : دروس منهجية في علوم القرآن.