نصائح للمناضل الشيعي أبي ذر :"لَوْ قَبِلْتَ دُنْيَاهُمْ لأَحَبُّوكَ"
فمن ذلك ، ما رواه الحاكم النيسابوري: عن أبي ذر رضي الله عنه قال : قال النبي 9 : « يا عليُّ ، مَن فارقني فقد فارق الله ، ومَن فارقك يا عليُّ ، فقد فارقني »[قال الحاكم:] « صحيح الإسناد ، ولم يخرجاه »R[1].
وفي رواية أخرى عن أبي ذر رضي الله عنه قال : قال رسول الله 9: من أطاعني فقد أطاع الله و من عصاني فقد عصى الله و من أطاع عليًّا فقد أطاعني و من عصى عليًّا فقد عصاني
هذا حديث صحيح الإسناد و لم يخرجاهR[2].. وفي الهامش: وافقه الذهبي في التلخيص : صحيح.
قال السيد الامين في أعيان الشيعة :
(ومن المشهور أن تشيع جبل عامل كان على يد أبي ذر ، وأنه لما نفي إلى الشام ، وكان يقول في دمشق ما يقول ، أخرجه معاوية إلى قرى الشام ، فجعل ينشر فيها فضائل أهل البيت ( عليهم السلام ) فتشيع أهل تلك الجبال على يده . فلما علم معاوية ، أعاده الى دمشق ، ثم نفي إلى المدينة ، ثم نفاه عثمان إلى الربذة)
ولمّا أخرجه عثمان بن عفان من مدينة الرسول (صلى الله عليه ةآله)إلى الربَذَة، خاطبه أمير المؤمنين(ع) مواسياً له وناصحاً، ومن كلام أمير المؤمنين عليه السلام لأبي ذر رحمه الله:
يَا أَبَا ذَرَّ ، إِنَّكَ إِنَّمَا غَضِبْتَ للَّهِ سُبْحَانَهُ فَارْجُ مَنْ غَضِبْتَ لَهُ .
إِنَّ الْقَوْمَ خَافُوكَ عَلى دُنْيَاهُمْ ، وَ خِفْتَهُمْ عَلى دينِكَ ، فَأَرْحَلُوكَ عَنِ الْفِنَاءِ ، وَ امْتَحَنُوكَ بِالْبَلاَءِ .
فَاتْرُكَ في أَيْديهِمْ مَا خَافُوكَ عَلَيْهِ ، وَ اهْرُبْ مِنْهُمْ بِمَا خِفْتَهُمْ عَلَيْهِ ، فَمَا أَحْوَجَهُمْ إِلى مَا مَنَعْتَهُمْ عَنْهُ ، وَ مَا أَغْنَاكَ عَمَّا مَنَعُوكَ . وَ سَتَعْلَمُ مَنِ الرَّابِحُ غَداً ، وَ الأَكْثَرُ حُسَّداً .
وَ اللَّهِ لَوْ أَنَّ السَّموَاتِ وَ الأَرْضينَ كَانَتَا عَلى عَبْدٍ رَتْقاً ، ثُمَّ اتَّقَى اللَّهَ تَعَالى لَجَعَلَ اللَّهُ لَهُ مِنْهُمَا مَخْرَجاً .
يَا أَبَا ذَرَّ ، فَلاَ يُؤْنِسَنَّكَ إِلاَّ الْحَقُّ ، وَ لاَ يُوحِشَنَّكَ إِلاَّ الْبَاطِلُ .
فَلَوْ قَبِلْتَ دُنْيَاهُمْ لأَحَبُّوكَ ، وَ لَوْ قَرَضْتَ مِنْهَا لأَمِنُوكَ .
[1] المستدرك على الصحيحين للحاكم النيسابوري: 3/336 [كتاب معرفة الصحابة/ذكر إسلام أمير المؤمنين علي رضي الله عنه، ح. 4682]، تحقيق وتقديم ودراسة: د. محمود مطرجي، وبهامشه كتاب تلخيص المستدرك للذهبي، دار الفكر، بيروت- لبنان،ط. 1422هـ- 2002م.
[2] المستدرك على الصحيحين للحاكم النيسابوري: 3/381[كتاب معرفة الصحابة/ذكر إسلام أمير المؤمنين علي رضي الله عنه، ح. 4675]، تحقيق وتقديم ودراسة: د. محمود مطرجي، وبهامشه كتاب تلخيص المستدرك للذهبي، دار الفكر، بيروت- لبنان،ط. 1422هـ- 2002م.