(( وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ ))
========================
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله المعصومين
بعدما أمر الله تعالى الرسول الأكرم محمد:صلى الله عليه وآله وسلّم
: في قوله سبحانه
بسم الله الرحمن الرحيم
(( وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ{214} وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ{215} فَإِنْ عَصَوْكَ فَقُلْ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تَعْمَلُونَ{216} وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ )):الشعراء.
إمتثل الرسول :ص: لأمر ألله تعالى بدعوة قريش الى الإسلام فأقام: ص: وليمة في بيته فلما أكلواوشربوا قام فيهم : ص : خطيبا
فقال: ص:
(أيكم يؤازرني على هذا الامر (أي الاسلام ) على أن يكون أخي ووصي وخليفتي من بعدي ؟
فإمتنع القوم عن اجابته إلاّ عليا :ع:
فقال :ع: (أنا يا رسول الله أؤازك على هذا الامر )
وكان علي :ع : حينها أصغر الحاضرين سنَّا
فكرر الرسول :ص: الدعوة على مسامع قريش عدة مرات فلم يجبه احد إلاّ عليٌ : ع:
وعندها إلتفت الرسول: ص: الى علي :ع:
قائلا: ص : ( اجلس فأنت أخي ووصيي ووزيري ووارثي وخليفتي من بعدي )
: تاريخ الرسل والملوك: الطبري: ج2 : ص 217 .
ويدل هذا على أنّ علياً :ع: هو وزير رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) من نص الكتاب والسنة
وهويماثل قول الله - تعالى - :
((وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَا مَعَهُ أَخَاهُ هَارُونَ وَزِيراً )) الفرقان35
(( َاجْعَل لِّي وَزِيراً مِّنْ أَهْلِي{29} هَارُونَ أَخِي{30} اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي{31} وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي{32} كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيراً{33} وَنَذْكُرَكَ كَثِيراً{34} إِنَّكَ كُنتَ بِنَا بَصِيراً 35 ))
وقال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في الخبر المُجمع على روايته بين سائر فرق الاسلام :
(( أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلاّ انه لا نبي بعدي .))
:الهداية :الصدوق: ص159.
فاثبت له :ع: جميع مراتب هارون عن موسى .
فإذن عليٌ :ع: هو وزير رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وشاد أزره .
ولولا أنّ النبي محمداً:ص: خاتم النبيين لكان عليٌ:ع: شريكا في أمره .
وبعد رفض المشركين دعوة الرسول الأكرم:ص: لهم إلى الإسلام.
وممانعتهم العملية للدعوة الإسلامية بأشخاصها وفكرها وعقيدتها
لجأ الرسول الأكرم محمد:ص : إلى الدعوة السرية لأنّه وبحسب ثقافة الرسول: ص: الدعوية
كان لابد للرسالة الالهية من قاعدة رصينة ومتينة عقديا وعلميا وفكريا وأخلاقيا وخاصة في بداية الدعوة
ولأجل التأصيل والتأسيس لفكر ومنهج الإسلام القائد
ولأجل بناء الكوادر القرأنية الواعية الأولى القادرةعلى تحمل ثقل الرسالة الإلهية ومواصلة دعوتها
كان لابد للدعوة من أن تتبع منهج السرية المؤقتة والتحفظ والحيطة
ولذا أستمرت المرحلة السرية ثلاث سنين نتج عنها بناء قادة وحواريين للرسول :ص: لم تعصف بهم ريح الجاهلية الرعناء ولم تهزهم الشدائد
أمثال بطل الاسلام الخالد
(علي ):ع: وجعفر أخيه وعمهما (الحمزة بن عبد المطلب )
فقال الحافظ الأندلسي في الاستيعاب ج 1 :ص 101 :
ما لفظه (أسلم :حمزة بن عبد المطلب :في السنة الثانية من المبعث )
وعمار بن ياسر وغيرهم من الاصحاب الاوفياء لله ولرسوله :ص:
وهكذاكان الامر أنذاك فالتحفظ والكتمان ضروريان في ولادة الفكر الجديد
(فكر السماء المعصوم ) وحتى يحافظ الرسول :ص: على ذات الفكر وعلى حامليه القلا ئل
من بطش التيارات السفيانية الوثنية
والتي كانت تقتل وتعذب وتشرد كل من ينتمي لفكر السماء السديد فتصادر امواله وتهدر دمه
فكان تخطيط الرسول :ص: حكيما
حيث جاءت النتائج صائبة وفق ظروف المرحلة السرية وفي صالح الاسلام والمسلمين
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مرتضى علي الحلي : النجف الأشرف:
تعليق