بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على سيد الانام محمد واله الكرام
لاشك ان في قراءة القصة اثر في نفس الانسان سواء علىالصعيد الاخلاقي او العقائدي او ماشابه ذلك حسب القصة التي يقرئها الانسان ولنقراجميعا هذه القصة التي حصلت مع اميرالمؤمنين عليه السلام واحد الاطباء انذاك
مرّ أمير المؤمنين كرم الله وجهه(عليه السلام) فيبعض شوارع البصرة، فإذا هو بحلقة كبيرة والناس حولها، يمدّون إليها الأعناقويشخصون إليها بالأحداق، فمضى إليهم لينظر ما سبب اجتماعهم، فإذا فيهم شاب حسنالشباب نقي الثياب، عليه هيبة ووقار وسكينة الأخيار، وهو جالس على كرسيّ والناسيأتونه بقوارير من الماء، وهو ينظر بدليل المرض، ويصف لكلّ واحد منهم ما يوافقه منأنواع الدواء، فتقدّم إليه كرّم الله وجهه(عليه السلام) وقال: السّلام عليك أيّهاالطبيب ورحمة الله وبركاته، هل عندك شيء من أدوية الذنوب فقد أعيى الناس دواءهايرحمك الله! فأطرق الطبيب برأسه إلى الأرض ولم يتكلّم، فناده الإمام ثانية فلميتكلّم، فناده ثالثة كذلك، فرفع الطبيب رأسه بعدما ردّ السّلام وقال: أوَتعرف أنتأدوية الذنوب بارك الله فيك؟ قال كرّم الله وجهه(عليه السلام): نعم، قال: صِفوبالله التوفيق، فقال كرّم الله وجهه(عليه السلام): تعمد إلى بستان الايمان فتأخذمنه عروق النيّة وحبّ الندامة، وورق التدبّر وبزر الورع، وثمر الفقه وأغصاناليقين، ولبّ الإخلاص وقشور الإجتهاد، وعروق التوكّل وأكمام الإعتبار وسِيقانالإنابة وتعرياق التواضع.تأخذ هذه الأدوية بقلب حاضر وفهم وافر، بأنامل التصديقوكفّ التوفيق، ثمّ تضعها في طبق التحقيق، وتغسلها بماء الدموع، ثمّ تضعها في قدرالرجاء وتوقد عليها بنار الشوق حتّى ترعى زبد الحكمة، ثمّ تفرغها في صحاف الرضاوتروّح عليها بمراوح الأستغفار، ينعقد لك من ذلك شربة جيّدة، ثمّ تشربها في مكانلا يراك فيه أحد إلاّ الله تعالى، فإنّ ذلك يزيل عنك الذنوب حتّى لا يبقى عليك ذنبأبداً. فأنشأ الطبيب قائلا:
شمّر فتقوى الله من مهرها ... يا خاطبالحوراء في خدرها
وجاهد النفسعلى صبرها ... وكن مجدّاً لا تكن وانياً
ثمّ شهق شهقة فارق بها الدنيا