بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على نبينا محمد واله الطاهرين
البكاء علىالحسين(عليه السلام) من وجهة نظر قرآنية
ان البكاء من الامور التي حببها الشارع المقدس وقد اشار القران الى مسالة البكاء فياكثر من اية
وقد مدح القران اؤلئك الذين يبكون عند سماءالحق
الاية الاولى
قُلْ آَمِنُوا بِهِ أَوْ لَا تُؤْمِنُوا إِنَّ الَّذِينَأُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَلِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا (107) وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُرَبِّنَا لَمَفْعُولًا (108) وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْخُشُوعًا (109)الاسراء
وهذه التلاوة تثبت لهم ثلاثة امور
1- يخرون للاذقان سجدا اي انهم في الحالة الاولىيسجدون لله تعالى ويعترفون ان الوعد الالهي حق لاريب فيه
2- يخرون للأذقان يبكون أي أنهم تكون عندهمحالة من التفاعل مع هذه الآيات البينات التي تتلى عليهم
2- زيادة الخشوع واللطيف ان الاية تثبت لهم زيادة الخشوع اي عند سماع او تلاوةهذه الايات يزداد عندهم الخشوع لا ان الخشوع حالة طارئة عليهم فهؤلاء من قبل لديهمخشوع الا ان التلاوة تزيدهم خشوعا .
الآية الثانية
وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْتَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَرَبَّنَا آَمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ (83)المائدة
هذه هي الاية الثانية التي تثبت البكاء لاؤلائكالذين يسمعون تلاوة القران واللطيف ان هذهالاية تؤكد ان هؤلاء لافقط انهم يبكون بل اعينهم تفيض من الدمع اي عندهم حالة كثرة البكاء
الاية الثالثة
لَيْسَ عَلَى الضُّعَفَاءِ وَلَا عَلَىالْمَرْضَى وَلَا عَلَى الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ مَا يُنْفِقُونَ حَرَجٌ إِذَانَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ وَاللَّهُغَفُورٌ رَحِيمٌ (91) وَلَا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْقُلْتَ لَا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُمِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا أَلَّا يَجِدُوا مَا يُنْفِقُونَ(92) إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ وَهُمْ أَغْنِيَاءُرَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الْخَوَالِفِ وَطَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْفَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (93)الايات من سورة التوبة
هؤلاء كانت اعينهم تفيض من الدمع لانهم لميجدوا ماينفقونه في سبيل الله والقصة مذكورة في محلها في كتب التفسير
الآية الرابعة
أَفَمِنْ هَذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ (59) وَتَضْحَكُونَ وَلَا تَبْكُونَ (60)النجم
الملاحظ من هاتين الايتين ان الكفار كانوايضحكون على نحو الاستهزاء من هذا الحديث والمقصود من الحديث هو القران العظيم ويقول القران كان الحري بكم انكم تبكونولاتضحكون
السماء والارض يبكيان
فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ وَمَاكَانُوا مُنْظَرِينَ (29)الدخان
ان القران عندما تعرض لقصة فرعون وجنودهوكيفيت اغراقهم في البحر، الله عز وجل نفى ان السماء والارض بكيتا عليهم ،اذن انالسماء والارض من شانهما البكاء والا لما قال القران فما بكت عليهم السماء والارضفاذن لامانع عندما نقول ان السماء والارض بكيتا على الحسين بن علي عليهما السلام
فقد روى الشيخ الاقدم ابي القاسم جعفر بن محمد بنقولويه القمي(رحمه الله) المتوفي 368 ه. ق
عن ابي يعقوب، عن ابان ابن عثمان، عن زرارة، قال: قالأبو عبد الله (عليهالسلام): يا زرارة انالسمأ بكت على الحسين اربعين صباحا بالدم، وان الارض بكت اربعين صباحا بالسواد،وان الشمس بكت اربعين صباحا بالكسوف والحمرة، وان الجبال تقطعت وانتثرت وان البحارتفجرت وان الملائكة بكت اربعين صباحا على الحسين (عليه السلام)، وما اختضبت منا امرأة ولا ادهنت ولا اكتحلت ولا رجلت حتىأتانا رأس عبيد الله بن زياد، وما زلنا في عبرة بعده، وكان جدي إذا ذكره بكى حتى تملاعيناه لحيته، وحتى يبكي لبكائه رحمة له من رآه. وان الملائكة الذين عند قبرهليبكون، فيبكي لبكائهم كل من في الهواء والسماء من الملائكة، و لقد خرجت نفسه (عليه السلام) فزفرت جهنم زفرة كادت الارض تنشق لزفرتها،و لقد خرجت نفس عبيد الله بن زياد ويزيد بن معاوية فشهقت جهنم شهقة لولا ان اللهحبسها بخزانها لاحرقت من على ظهر الارض من فورها، ولو يؤذن لها ما بقي شئ الاابتلعته، ولكنها مأمورة مصفودة، ولقد عتت على الخزان غير مرة حتى أتاها جبرئيلفضربها بجناحه فسكنت، وانها لتبكيه وتندبه وانها لتتلظى على قاتله، ولولا من علىالارض من حجج الله لنقضت الارض واكفئت بما عليها، وما تكثر الزلازل الا عند اقترابالساعة. وما من عين أحب الى الله ولا عبرة من عين بكت ودمعت عليه، وما من باكيبكيه الا وقد وصل فاطمة (عليهماالسلام) وأسعدها عليه،ووصل رسول الله وادي حقنا، وما من عبد يحشر الا وعيناه باكية الا الباكين على جديالحسين (عليه السلام)، فانه يحشر وعينه قريرة، والبشارة تلقاه،والسرور بين على وجهه، والخلق في الفزع وهم آمنون، والخلق يعرضون وهم حداث الحسين (عليه السلام) تحت العرش وفي ظل العرش لا يخافون سوءالحساب، يقال لهم: ادخلوا الجنة فيأبون ويختارون مجلسه وحديثه. وان الحور لترسلإليهم انا قد اشتقناكم مع الولدان المخلدين، فما يرفعون رؤوسهم إليهم لما يرون فيمجلسهم من السرور والكرامة، وان اعداءهم من بين مسحوب بناصيته الى النار، ومن قائلما لنا من شافعين ولا صديق حميم، وانهم ليرون منزلهم وما يقدرون ان يدنوا إليهم،ولا يصلون إليهم. وان الملائكة لتأتيهم بالرسالة من ازواجهم ومن خدامهم على مااعطوا من الكرامة، فيقولون: نأتيكم ان شأ الله، فيرجعون الى أزواجهم بمقالاتهم،فيزدادون إليهم شوقا إذا هم خبروهم بما هم فيه من الكرامة وقربهم من الحسين (عليه السلام)، فيقولون: الحمد لله الذي كفانا الفزع الاكبروأهوال القيامة، ونجانا مما كنا نخاف، ويؤتون بالمراكب والرحال على النجائب،فيستوون عليها وهم في الثنأ على الله والحمد لله والصلاة على محمد وآله حتى ينتهواالى منازلهم .كامل الزيارات والحمد لله اولا واخرا
تعليق