الزهرآء وحآجتنآ للقدوة ...
*الحديث عن حاجة اﻹنسان للقدوة، وأن القدوة يمكن أن تكون أنثى كما يمكن أن تكون ذكراً، نطلّ على حياة سيدتنا فاطمة الزهراء (ع) التي هي من أهل البيت الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً، ونلتقي بها في مرحلة يضجّ العالم فيه بقضية المرأة ليتساءل ما هو دور المرأة في الحياة؟ هل هي إنسانٌ من الدرجة الثانية؟ أو هي إنسان تماماً كما هو الرجل إنسان؟ هل لها الحق في أن تخوض الصراع اﻻجتماعي والصراع السياسي؟ وأن تدخل في معركة الحياة لتتحدى أو لتواجه التحدي؟ أو أنها معزولة عن أيّ نشاط اجتماعي أو سياسي، ﻷن البيت هو مملكتها وليس لها أن تخرج من هذه المملكة؟ ما هو حقها في العمل؟ هل أن أجرها أقلّ من أجر الرجل عندما تعمل أو ﻻ فرق بين عملها وعمله؟ ما الموقف من مسألة العنف الذي يمارسه الرجل ضد المرأة؟ سواء العنف في البيت اﻷبوي الذي يضطهد المرأة فيلغي لها إرادتها وشخصيتها، أو العنف في البيت الزوجي الذي يتحول فيه الزوج إلى سيّد للمرأة ﻻ تملك معه أي خيار في أن تريد أو ﻻ تريد؟
***هذه أمور بدأت تهز العالم، وقد ﻻ يكفي أن نرجم كل هؤﻻء بأحجارنا؛ أحجار الكلمات الشاتمة أو المكفّرة أو المزندقة، ﻷن ذلك لن يحل المشكلة، بل أخشى أن نكون كالنعامة التي تدفن رأسها في الرمال، فﻼ ترى الصيّاد بينما الصياد يراها جيداً ويصوّب إليها بندقيته. علينا أن نتعرّف على كل الصيادين جيداً؛ الصيادين في الماء العكر، والصيادين في الماء الصافي، وإذا أردنا أن نكون واعين وأن نكون رساليين في مستوى الرسالة ونحمل رسالة اﻹسﻼم من أجل أن نطلقها للعالم كله، علينا أن ندخل المعركة بسﻼح العقل والمنطق، فنجعل عقولنا تنطلق في ميادين المعركة، ونجعل ثقافتنا تتحرك في ساحات المعركة، ﻷن المعركة ليست معركة بندقية أو مدفع فحسب، ولكنها معركة فكر، فإذا لم نتسلّح لها بالعلم والفكر والوعي لكلِّ قضايا العصـر، فلن نستطـيع أن نخدش شيئاً في جـدار العصر فضﻼً عن أن ننسفه.*
*من هنا حاجتنا إلى الزهراء.. حاجتنا إليها هي حاجتنا إلى القدوة والمثل والنموذج، حاجتنا إليها هي حاجتنا إلى الشخصية التي جمعت كل العناصر الحيّة التي تتوازن وتتكامل فيها الشخصية.*
*الزهراء(ع) مظهر الفضائل ورمز الطهارة*
*إنّ فاطمة الزهراء ( ع) هي مظهر حيّ لفضائل أهل البيت(ع) في كل كلماتها وأعمالها، في زهدها وعبادتها، في أخﻼقها ومشاعرها، في إيمانها وتقواها.*
*فاطمة(ع) هي اﻻسم الذي عندما نذكره أو نتذكره فإنه ﻻ يوحي لنا إﻻ بالطهارة كأصفى ما تكون الطهارة، وبالنقاء كأعذب ما يكون النقاء، وباﻹنسانية التي تعطي اﻹنسان قيمته، وبالعصمة التي تتمثلها فكراً في فكرها، وخلقاً في أخﻼقها، وسلوكاً في كل حياتها، وشجاعة في الموقف مع الحق، شجاعة رسالية ﻻ شجاعة انفعالية.. كانت وقفاتها وقفات من أجل الحق، وكان حزنها حزن القضيّة وفرحها فرح الرسالة، ومثّلت عمق اﻹسلام في عمق شخصيتها، واختزنت في داخلها كل الفضائل اﻹنسانية اﻹسلامية، باعتبار أن كونها سيدة نساء العالمين يفرض أن تكون في المستوى اﻷعلى من حيث القيمة الروحية واﻷخلاقية.*
*سر اﻻهتمام بالزهراء*
*هذا الذي يجعلنا نهتم بفاطمة الزهراء (ع) ،ﻷننا عندما نذكرها نذكر قضية الرسالة ودور الزهراء فيها، ونذكر حركة اﻹسلام في القضايا المتحركة التي كانت الزهراء عنصراً حيوياً فيها، إننا نذكرها في ذلك كلِّه، وبذلك نشعر أنها معنا في كل قضايانا وأنها حيّة تعيش بيننا، فإن أشخاصاً في التاريخ ينتهون عندما يموتون، ﻷن حياتهم تختصر في مدى عمرهم، وهناك أشخاص يبقون في الحياة ما دامت الحياة، ليبقوا ما بقيت رسالتهم وبقي أناسٌ ينفتحون على رسالتهم..وفاطمة الزهراء(ع) تقع في قمة هؤﻻء اﻷشخاص، ذلك أنك ﻻ تستطيع أن تذكر رسول الله(ص) إﻻ وتذكرها، ﻷنها صنيعته وروحه التي بين جنبيه، وﻻ تستطيع أن تذكر علياً إﻻ وتذكرها، ﻷنها شريكته في الحياة والمعاناة، وﻻ تستطيع أن تذكر الحسن والحسين وزينب(عليهم السلام) إﻻّ وتذكرها، ﻷنها سرّ الطهر في طفولتهم وشخصيتهم على مدى الحياة.*
*هذا هو سر فاطمة(ع) الذي يفرض علينا أن نبقيها في عقولنا وقلوبنا رسالة وفكراً ﻻ دمعة فحسب، فإننا وإن كنّا ﻻ نملك إﻻ أن ننفتح عليها بدموعنا، ولكن اﻷهم من ذلك أن ننفتح عليها برسالتها، ﻷنها عاشت كل دموعها وكل حياتها للرسالة ولم تعشها لنفسها طرفة عين، وهذا هو سر كل أهل البيت(عليهم السلام) ، أنهم عاشواالاسلام كله وقدموا حياتهم فداءً للاسلام والرسالة.*
*ومن هنا، فإننا وبكلِّ فخر واعتزاز نقدم الزهراء(ع) إلى المسلمين جميعاً، كنموذج حي ومثل أعلى جسّدت الرسالة اﻹسلامية أسمى تجسيد، وعاشت في شخصيتها شخصية رسول الله(ص) بعناصرها المميزة والملهمة والمسددة .
ونسالكم الدعاء
*الحديث عن حاجة اﻹنسان للقدوة، وأن القدوة يمكن أن تكون أنثى كما يمكن أن تكون ذكراً، نطلّ على حياة سيدتنا فاطمة الزهراء (ع) التي هي من أهل البيت الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً، ونلتقي بها في مرحلة يضجّ العالم فيه بقضية المرأة ليتساءل ما هو دور المرأة في الحياة؟ هل هي إنسانٌ من الدرجة الثانية؟ أو هي إنسان تماماً كما هو الرجل إنسان؟ هل لها الحق في أن تخوض الصراع اﻻجتماعي والصراع السياسي؟ وأن تدخل في معركة الحياة لتتحدى أو لتواجه التحدي؟ أو أنها معزولة عن أيّ نشاط اجتماعي أو سياسي، ﻷن البيت هو مملكتها وليس لها أن تخرج من هذه المملكة؟ ما هو حقها في العمل؟ هل أن أجرها أقلّ من أجر الرجل عندما تعمل أو ﻻ فرق بين عملها وعمله؟ ما الموقف من مسألة العنف الذي يمارسه الرجل ضد المرأة؟ سواء العنف في البيت اﻷبوي الذي يضطهد المرأة فيلغي لها إرادتها وشخصيتها، أو العنف في البيت الزوجي الذي يتحول فيه الزوج إلى سيّد للمرأة ﻻ تملك معه أي خيار في أن تريد أو ﻻ تريد؟
***هذه أمور بدأت تهز العالم، وقد ﻻ يكفي أن نرجم كل هؤﻻء بأحجارنا؛ أحجار الكلمات الشاتمة أو المكفّرة أو المزندقة، ﻷن ذلك لن يحل المشكلة، بل أخشى أن نكون كالنعامة التي تدفن رأسها في الرمال، فﻼ ترى الصيّاد بينما الصياد يراها جيداً ويصوّب إليها بندقيته. علينا أن نتعرّف على كل الصيادين جيداً؛ الصيادين في الماء العكر، والصيادين في الماء الصافي، وإذا أردنا أن نكون واعين وأن نكون رساليين في مستوى الرسالة ونحمل رسالة اﻹسﻼم من أجل أن نطلقها للعالم كله، علينا أن ندخل المعركة بسﻼح العقل والمنطق، فنجعل عقولنا تنطلق في ميادين المعركة، ونجعل ثقافتنا تتحرك في ساحات المعركة، ﻷن المعركة ليست معركة بندقية أو مدفع فحسب، ولكنها معركة فكر، فإذا لم نتسلّح لها بالعلم والفكر والوعي لكلِّ قضايا العصـر، فلن نستطـيع أن نخدش شيئاً في جـدار العصر فضﻼً عن أن ننسفه.*
*من هنا حاجتنا إلى الزهراء.. حاجتنا إليها هي حاجتنا إلى القدوة والمثل والنموذج، حاجتنا إليها هي حاجتنا إلى الشخصية التي جمعت كل العناصر الحيّة التي تتوازن وتتكامل فيها الشخصية.*
*الزهراء(ع) مظهر الفضائل ورمز الطهارة*
*إنّ فاطمة الزهراء ( ع) هي مظهر حيّ لفضائل أهل البيت(ع) في كل كلماتها وأعمالها، في زهدها وعبادتها، في أخﻼقها ومشاعرها، في إيمانها وتقواها.*
*فاطمة(ع) هي اﻻسم الذي عندما نذكره أو نتذكره فإنه ﻻ يوحي لنا إﻻ بالطهارة كأصفى ما تكون الطهارة، وبالنقاء كأعذب ما يكون النقاء، وباﻹنسانية التي تعطي اﻹنسان قيمته، وبالعصمة التي تتمثلها فكراً في فكرها، وخلقاً في أخﻼقها، وسلوكاً في كل حياتها، وشجاعة في الموقف مع الحق، شجاعة رسالية ﻻ شجاعة انفعالية.. كانت وقفاتها وقفات من أجل الحق، وكان حزنها حزن القضيّة وفرحها فرح الرسالة، ومثّلت عمق اﻹسلام في عمق شخصيتها، واختزنت في داخلها كل الفضائل اﻹنسانية اﻹسلامية، باعتبار أن كونها سيدة نساء العالمين يفرض أن تكون في المستوى اﻷعلى من حيث القيمة الروحية واﻷخلاقية.*
*سر اﻻهتمام بالزهراء*
*هذا الذي يجعلنا نهتم بفاطمة الزهراء (ع) ،ﻷننا عندما نذكرها نذكر قضية الرسالة ودور الزهراء فيها، ونذكر حركة اﻹسلام في القضايا المتحركة التي كانت الزهراء عنصراً حيوياً فيها، إننا نذكرها في ذلك كلِّه، وبذلك نشعر أنها معنا في كل قضايانا وأنها حيّة تعيش بيننا، فإن أشخاصاً في التاريخ ينتهون عندما يموتون، ﻷن حياتهم تختصر في مدى عمرهم، وهناك أشخاص يبقون في الحياة ما دامت الحياة، ليبقوا ما بقيت رسالتهم وبقي أناسٌ ينفتحون على رسالتهم..وفاطمة الزهراء(ع) تقع في قمة هؤﻻء اﻷشخاص، ذلك أنك ﻻ تستطيع أن تذكر رسول الله(ص) إﻻ وتذكرها، ﻷنها صنيعته وروحه التي بين جنبيه، وﻻ تستطيع أن تذكر علياً إﻻ وتذكرها، ﻷنها شريكته في الحياة والمعاناة، وﻻ تستطيع أن تذكر الحسن والحسين وزينب(عليهم السلام) إﻻّ وتذكرها، ﻷنها سرّ الطهر في طفولتهم وشخصيتهم على مدى الحياة.*
*هذا هو سر فاطمة(ع) الذي يفرض علينا أن نبقيها في عقولنا وقلوبنا رسالة وفكراً ﻻ دمعة فحسب، فإننا وإن كنّا ﻻ نملك إﻻ أن ننفتح عليها بدموعنا، ولكن اﻷهم من ذلك أن ننفتح عليها برسالتها، ﻷنها عاشت كل دموعها وكل حياتها للرسالة ولم تعشها لنفسها طرفة عين، وهذا هو سر كل أهل البيت(عليهم السلام) ، أنهم عاشواالاسلام كله وقدموا حياتهم فداءً للاسلام والرسالة.*
*ومن هنا، فإننا وبكلِّ فخر واعتزاز نقدم الزهراء(ع) إلى المسلمين جميعاً، كنموذج حي ومثل أعلى جسّدت الرسالة اﻹسلامية أسمى تجسيد، وعاشت في شخصيتها شخصية رسول الله(ص) بعناصرها المميزة والملهمة والمسددة .
ونسالكم الدعاء
تعليق