(( لَمحَةٌ من معالم شخصية الإمام الحسن العسكري:عليه السلام)
===============================
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله المعصومين
ولِدَ الإمام الحسن بن الإمام علي الهادي :ع: في المدينة المنورة في ربيع الثاني من سنة 232 للهجرة
وسُميَ بالعسكري نسبَةً
الى محلة(العسكر) في سامراء التي سكن فيها مع ابيه الإمام علي الهادي :ع:
وقد تواردت النصوص القطعية على امامة الحسن العسكري :ع:
فظهر أمرُ إمامته في عصر ابيه الإمام الهادي :ع:
ومن هذه النصوص ما ذكره الشيخ المفيد (رحمه الله )
في كتابه :الارشاد :ص335 و337
حيثُ نقل النص
عن الإمام الهادي :ع:
قال:ع:
أنه هو الخلف
:ويقصد الحسن العسكري :
وإليه تنتهي عُرى الأمامة واحكامنا:
وفعلاً تولى الإمام الحسن العسكري :ع: مهام الإمامة الحقة بعد شهادة ابيه:ع: مدة (ست سنوات )
مارس فيها مسؤوليات المعصوم العلمية والقيادية بجدارة وكفاءة تامة كما نقل التاريخ ذلك واعترف به .
إنَّ الإمام العسكري:ع: هو إمامٌ معصومًٌ وقدوة حسنة في الدين والدنيا وبفضله وعلمه إعترف المخالف قبل المؤالف.
وحتى أنّ أحمد بن عبد الله بن خاقان وهو من خصوم الإمام العسكري:ع: وكان هذا ناصبيا شديد العداوة لآل علي:ع:
قال:
(ما رأيتُ منهم مثل الحسن بن علي بن محمد بن الرضا جاء ودخل حجّابه على أبي (كان أبوه عبد الله بن خاقان من وزراء المعتمد العباسي وأركان سلطته).
فقال :
أبو محمد بن الرضا بالباب فزجرهم الأذن واستقبله ثم أجلسه على مصلاه وجعل يكلمه ويفديه بنفسه فلما قام شيّعه فسألتُ أبي عنه فقال:
يا بني ذاك إمام الرافضه:أي الإمام العسكري:
ولو زالتْ(أي :السلطة) عن بني العباس ما استحقها أحدٌ من بني هاشم غيره لفضله وعفافه وصومه وصلاته وصيانته وزهده وجميع أخلاقه .
ولقد كنتُ أسأل عنه دائما فكانوا يُعظّمونه ويذكرون له كرامات.
وقال: ما رأيتُ أنقع ظرفاً :أي: أغزر علما وأدبا.
ولا أغض طرفا ولا أعف لسانا وكفّاً من الحسن العسكري)
مناقب آل أبي طالب:ابن شر آشوب: ج4:ص423
وعن علي بن عبد الغفار قال :
دخل العباسيون على صالح بن وصيف ودخل صالح ابن علي وغيره من المنحرفين عن هذه الناحية على صالح بن وصيف عندما حبس أبا محمد العسكري:عليه السلام:
فقال لهم صالح :
وما أصنع قد وكّلتُ به رجلين من أشرِّ من قَدَرتُ عليه
فقد صارا من العبادة والصلاة والصيام إلى أمر عظيم ،
فقلتُ : لهما ما فيه ؟
فقالا :
ما تقول في رجل يصوم النهار ويقوم الليل كله ، لا يتكلم ولا يتشاغل
وإذا نظرنا إليه ارتعدت فرائصنا ويداخلنا ما لا نملكه من أنفسنا ، فلما سمعوا ذلك انصرفوا خائبين
:الكافي: الكليني:ج1:ص512
والسلامُ عليكم ورحمة الله وبركاته
مرتضى علي الحلي : النجف الأشرف: