بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين
1. عن سعيد بن جبير قال: سمعت سيد العابدين علي بن الحسين(عليه السلام) يقول: (في القائم منّا سنن من الأنبياء سنّة من أبينا آدم وسنّة من نوح وسنّة من إبراهيم وسنّة من موسى، وسنّة من عيسى، وسنّة من أيوب وسنّة من محمد صلوات الله عليهم، وأما موسى، فالخوف والغيبه، وأمّا عيسى فاختلاف الناس فيه، وأما أيّوب فالفرج بعد البلوى، وأما محمّد(صلى الله عليه وآله) فالخروج بالسيف).(1)2. عن ثابت الثمالي عن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب(عليه السلام) أنّه قال: (فينا نزلت هذه الآية: (واُولو الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله)(2) وفينا نزلت هذه الآية: (وجعلها كلمة باقية في عقبه)(3) والإمامة في عقب الحسين بن علي بن أبي طالب(عليه السلام) إلى يوم القيامة وأن للقائم منّا غيبتين إحداهما أطول من الاُخرى).(4)
عن أبي بصير قال: (قلت لأبي عبد الله: لقائم آل محمد غيبتان إحداهما أطول من الاُخرى؟: فقال: نعم ولا يكون ذلك حتى يختلف سيف بني فلان وتضيق الحلقة، ويظهر السفياني ويشتدّ البلاء ويشمل الناس موت وقتل يلجأون فيه إلى حرم الله وحرم رسوله(صلى الله عليه وآله).(5)
4. عن محمد بن مسلم الثقفي، عن الباقر أبي جعفر(عليه السلام) أنه سمعه يقول: (إنّ للقائم غيبتين يقال له في إحداهما: هلك ولا يُدرى في أيّ واد سلك).
5 . عن المفضل بن عمر قال: (سمعت أبا عبد الله(عليه السلام) يقول: إن لصاحب هذا الأمر غيبتين، يرجع في إحداهما إلى أهله، والاُخرى يقال: هلك وفي أيّ وادٍ سلك; قلت: كيف نصنع إذا كان ذلك؟ قال: إنّ ادّعى مدع فاسألوه عن تلك العظائم التي يُجيب فيها مثله).(6)
وهذا النص يُرشد المؤمنين إلى كيفية التعرّف على الإمام المعصوم بعد غيبة طويلة بحيث لا يُعرف مداها، فيكون الاختبار الصحيح هو الكاشف عن أنه الإمام المعصوم الذي يستطيع الإجابة على الاسئلة الحرجة، التي يعجز عنها عامة الناس ولا يعرفها إلاّ الإمام المعصوم الجامع لشرائط الإمامة الكبرى والتي يشترط فيها العلم التام بالشريعة والعصمة والكفاءة التامة للقيادة الميدانية في شتى الظروف التي تحيط به وبالمسلمين وبالبشرية جميعاً.
وفي فترة الغيبة الصغرى كان السفراء الأربعة المنصوبين من قبله(عليه السلام) يتوسّطون بين الإمام ومواليه وكانت تخرج على أيديهم الأجوبة عن كل ما كان يسأل عنه من المعضلات والمشاكل التي كانت تواجههم في تعاملهم اليومي.
ولو سأل سائل لماذا هذه الغيبة؟ ولماذا خُطّطت في مرحلتين؟ فالجواب كما قد جاء في نصوص أهل البيت عليهم السلام بالتفصيل.
__________
(1) كمال الدين: 1/321 ـ 322.
(2) الأحزاب: 6.
(3) الزخرف: 47.
(4) كمال الدين: 1/323.
(5) الغيبة لحمد بن إبراهيم النعماني: 172 ـ 173.
(6) انظر الغيبة للنعماني: 90.