( الياقوت )
ولد الامام الحسن بن علي عليهما السلام في الخامس عشر من شهر رمضان المبارك في السنة الثالثة للهجرة وسماه جده رسول الله (ص) حسنا بعد ان نزل عليه الوحي بتسميته.. ومن القابه السيد، السبط، الحجة، البر، التقي، الطيب، الزاهد، المجتبى، وفي التوراة شبرا وكنيته ابو محمد وهو اول سبط للنبي الاكرم (ص) وقد عاش مع جده سبع سنوات ومع أبيه امير المؤمنين 30 سنة ثم من بعد ابيه عاش 10 سنوات وتوفي وعمره الشريف 47 سنة ودفن في البقيع بالمدينة المنورة بعد ان قتله اللعين معاوية بالسم عن طريق زوجته جعدة بنت الاشعث بن قيسومن اولاده قاسم وعبد الله اللذان استشهدا مع عمهما الحسين في كربلاء وجرح ابنه الثالث الحسن المثنى اشترك الامام في حروب ابيه علي بن ابي طالب ع
وابتدأت خلافته وامامته في الحادي والعشرين من شهر رمضان عام 40 هجري صبيحة وفاة والده عليه السلامعرف عن الامام ابو محمد الحسن ع التواضع ومشاركة الفقراء بطعامهم البسيط ودعوته لهم لبيته ليشاركوه طعامهكما أنه عليه السلام كان يفضل ان يكتب له المحتاجون حوائجهم في ورقة وحين سؤل عن سر هذا اجاب بأنه لايريد للسائل ان يراق ماء وجهه وللحفاظ على كرامته..وهو من الذين امر الله عز وجل بمودتهم بقوله تعالى (قل لا اسألكم عليه اجرا الا المودة في القربى) وقال النبي (ص) اللهم اني احبهما فأحبهما واحب من احبهماوقال ايضا: واماالحسن فله هيبتي وسؤددي واما الحسين فله جرأتي وجوديوروى ابن عباس قائلا: ان رسول الله صلى الله عليه وآله كان جالسا ذات يوم اذ اقبل الحسن فلما رآه بكى ثم قال: إلي إلي يابني فما زال يدنيه حتى اجلسه على فخذه الايمن وقال: واما الحسن فإنه ابني وولدي ومني وقرة عيني وضياء قلبي وثمرة فؤادي وهو سيد شباب اهل الجنة وحجة الله على الامة امره امري وقوله قولي فإنه مني فمن تبعه مني ومن عصاه فليس مني واني لما نظرت اليه تذكرت مايجري عليه من الذل بعدي فلا يزال الامر به حتى يقتل بالسم ظلما وعدوانا فعند ذلك تبكي الملائكة والسبع الشداد لموته ويبكيه كل
شيء حتى الطير في جو السماء والحيتان في جوف الماء فمن بكاه لم تعمى عينه يوم تعمى العيون ومن حزن عليه لم يحزن قلبه يوم تحزن القلوب ومن زاره ثبتت قدمه على الصراط يوم تذل فيه الاقدامكان الامام ع حليما صبورا حيث تعرض للسب من رجل خدعه الظالم معاوية فابتسم بوجهه وقال للرجل بهدوء: اظنك غريبا فلو انك سألتنا اعطيناكولو استرشدتنا ارشدناكوان كنت جائعا اطعمناكوان كنت محتاجا اغنيناكاو طريدا آويناك حتى خجل الرجل وطلب العفو والمغفرةوبعد ان دس له السم و شعوره به يهتك جسمه ضعفت قواه فلازم منزله وفي هذا روى عمر بن اسحاق فقال:دخلت انا ورجل على الحسن بن علي ع نعوده فقال ع: يافلان سلنيقلت: لاو الله لااسألك حتى يعافيك الله ثم نسألكفقال ع: سلني قبل ان لاتسألنيقلت: بل يعافيك الله ثم اسألكقال ع: القيت طائفة من كبدي واني قد سقيت السم مرارا فلم اسق مثل هذه المرةثم دخلت عليه في الغد وهو يجود بنفسه والحسين ع عند رأسه وقد جرى السم في بدنه وتغير لونه واخضر فقال الحسين ع: مالي ارى لونك مائلا الى الخضرة؟فبكى الحسن ع وقال: يا اخي لقد صح حديث جدي (ص) في وفيك ثم اعتنقه طويلا وبكيا..فسأل الحسين ع عن ذلك فأجاب الحسن ع : اخبرني جدي (ص) قائلا: لما دخلت ليلة
المعراج روضات الجنان ومررت على منازل اهل الايمان رأيت قصرين عاليين متجاورين على صفة واحدة احدهما من الزبرجد الاخضر والاخر من الياقوت الاحمر فقلت: ياجبريل لمن هذان القصران فقال احدهما للحسن والاخر للحسين فقلت ياجبريل فلم لم يكونا على لون واحد؟ فسكت ولم يرد جوابا فقلت : لم لاتتكلم فقال: حياء منك فقلت: سألتك بالله الا ما اخبرتني فقال: اما خضرة قصر الحسن فإنه يموت بالسم ويخضر لونه عند موته واما حمرة قصر الحسين فإنه يقتل ويحمر وجهه بالدمقال عمرو بن اسحق عند ذلك بكى الحسن وبكى الحسين وضج الحاضرون بالبكاء والنحيب ثم طلب الحسن ان
يخرج الى الصحراء لينظر لملكوت السماء فلما اخرج به قال: اللهم اني احتسب نفسي عندك ثم بكى وقال اني اقدم على امر عظيم وهول لم اقدم على مثله قطفقال له الحسين ع كيف تجد نفسك يا اخي فقال: انا في اخر يوم من الدنيا واول يوم من الاخرة على كره مني لفراقك وفراق اخوتي ثم قال استغفر الله على محبة مني لرسول الله وامير المؤمنين وفاطمة وجعفر وحمزة ثم اوصى للحسين بمواريث الانبياء التي كان قد استلمها من أبيه ع واوصى الحسين ان يغسله ويكفنه ويدخله الى قبر جده ليجدد له العهد و يرجع به الى قبر جدته فاطمة بنت اسد ليدفنه عندهاثم عرق جبينه وسكن انينه
وفاضت روحه الشريفة الى روح وريحانالسلام عليك ايها المعصوم السلام عليك ايها الشهيد المسموم
تعليق