بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
( إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللهُ فِى الدُّنْيَا وَالاْخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً مُّهِيناً (57) وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَـتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَـناً وَإِثْماً مُّبِيناً (58)﴾ سورة الأحزاب
أن رسول الله صلى الله عليه وآله بعث جيشا ذات يوم لغزاة، أمر عليهم عليا عليه السلام، وما بعث جيشا قط فيهم علي بن أبي طالب عليه السلام إلا جعله أميرهم.
فلما غنموا رغب علي عليه السلام [في] أن يشتري من جملة الغنائم جارية يجعل ثمنها في جملة الغنائم، فكايده فيها حاطب بن أبي بلتعة وبريدة الاسلمي، وزايداه.
فلما نظر إليهما يكايدانه ويزايدانه، انتظر إلى أن بلغت قيمتها قيمة عدل في يومها فأخذها بذلك.
فلما رجعوا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله، تواطئا على أن يقول ذلك بريدة لرسول الله صلى الله عليه وآله فوقف بريدة قدام رسول الله صلى الله عليه وآله وقال:
يا رسول الله ألم تر أن علي بن أبي طالب أخذ جارية من المغنم دون المسلمين
فأعرض عنه رسول الله صلى الله عليه وآله، ثم جاء عن يمينه فقالها، فأعرض عنه رسول الله صلى الله عليه وآله(فجاءه عن يساره وقالها، فأعرض عنه، وجاء من خلفه فقالها، فأعرض عنه) ثم عاد إلى بين يديه، فقالها.
فغضب رسول الله صلى الله عليه وآله غضبا لم ير قبله ولا بعده غضب مثله، وتغير لونه وتربد وانتفخت أوداجه، وارتعدت أعضاؤه،
وقال: مالك يا بريدة آذيت رسول الله منذ اليوم؟
أما سمعت الله عزوجل يقول:
" ان الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والاخرة وأعد لهم عذابا مهينا والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا واثما مبينا "
قال بريدة: يا رسول الله صلى الله عليه وآله ما علمت أنني قصدتك بأذى.
قال رسول الله صلى الله عليه وآله: أو تظن يا بريدة أنه لا يؤذيني إلا من قصد ذات نفسي؟ أما علمت أن عليا مني أنا منه، وأن من آذى عليا فقد آذاني [ومن آذاني] فقد آذى الله، ومن آذى الله فحق على الله أن يؤذيه بأليم عذابه في نار جهنم؟
يا بريدة أنت أعلم أم الله عزوجل؟ أنت أعلم أم قراء اللوح المحفوظ؟ أنت أعلم أم ملك الارحام؟
قال بريدة: بل الله أعلم، وقراء اللوح المحفوظ أعلم، وملك الارحام أعلم.
قال رسول الله صلى الله عليه وآله فأنت أعلم يا بريدة؟ أم حفظة علي بن أبي طالب؟ قال: بل حفظة علي بن أبي طالب.
قال رسول الله صلى الله عليه وآله: فكيف تخطئه وتلومه وتوبخه وتشنع عليه في فعله، وهذا جبرئيل أخبرني، عن حفظة علي عليه السلام أنه ما كتبوا عليه قط خطيئة منذ [يوم] ولد وهذا ملك الارحام حدثني أنهم كتبوا قبل أن يولد، حين استحكم في بطن أمه، أنه لا يكون منه خطيئة أبدا، وهؤلاء قراء اللوح المحفوظ أخبروني ليلة أسري بي أنهم وجدوا في اللوح المحفوظ
" علي المعصوم من كل خطأ وزلة ".
فكيف تخطئه [أنت] يا بريدة وقد صوبه رب العالمين والملائكة المقربون؟ يا بريدة لا تعرض لعلي بخلاف الحسن الجميل،
فانه أمير المؤمنين، وسيد الوصيين، [وسيد الصالحين] وفارس المسلمين، وقائد الغر المحجلين، وقسيم الجنة والنار، يقول يوم القيامة للنار: هذا لي وهذا لك.
ثم قال: يا بريدة أترى ليس لعلي من الحق عليكم معاشر المسلمين، ألا تكايدوه ولا تعاندوه ولا تزايدوه؟ هيهات [هيهات] إن قدر علي عند الله تعالى أعظم من قدره عندكم
أولا أخبركم؟ قالوا: بلى يا رسول الله.
قال رسول الله صلى الله عليه وآله:
فان الله يبعث يوم القيامة أقواما تمتلئ من جهة السيئات موازينهم فيقال لهم:
هذه السيئات فأين الحسنات؟ وإلا فقد عطبتم فيقولون:
يا ربنا ما نعرف لنا حسنات.
فاذا النداء من قبل الله عزوجل: " لئن لم تعرفوا لانفسكم - عبادي - حسنات فاني أعرفها لكم، وأوفرها عليكم ".
ثم تأتي الريح برقعة صغيرة [و] تطرحها في كفة حسناتهم، فترجح بسيئاتهم بأكثر مما بين السماء والارض، فيقال لاحدهم: خذ بيد أبيك وأمك وإخوانك وأخواتك وخاصتك وقراباتك وأخذانك ومعارفك، فأدخلهم الجنة.
فيقول أهل المحشر: يا ربنا أما الذنوب فقد عرفناها، فماذا كانت حسناتهم؟
فيقول الله عزوجل: يا عبادي
مشى أحدهم ببقية دين عليه لاخيه إلى أخيه فقال: خذها فاني أحبك بحبك لعلي بن أبي طالب عليه السلام فقال له الآخر: قد تركتها لك بحبك لعلي بن أبي طالب عليه السلام ولك من مالي ما شئت.
فشكر الله تعالى ذلك لهما فحط به خطاياهما، وجعل ذلك في حشو صحائفهما وموازينهما، وأوجب لهما ولوالديهما ولذريتهما الجنة.
ثم قال: يا بريدة إن من يدخل النار ببغض علي أكثر من حصى الخذف التي يرمي بها عند الجمرات، فاياك أن تكون منهم.
تفسير الإمام العسكري .... الإمام أبي محمد الحسن بن علي العسكري عليهم السلام
م\ن
نسألكم الدعاء
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
( إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللهُ فِى الدُّنْيَا وَالاْخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً مُّهِيناً (57) وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَـتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَـناً وَإِثْماً مُّبِيناً (58)﴾ سورة الأحزاب
أن رسول الله صلى الله عليه وآله بعث جيشا ذات يوم لغزاة، أمر عليهم عليا عليه السلام، وما بعث جيشا قط فيهم علي بن أبي طالب عليه السلام إلا جعله أميرهم.
فلما غنموا رغب علي عليه السلام [في] أن يشتري من جملة الغنائم جارية يجعل ثمنها في جملة الغنائم، فكايده فيها حاطب بن أبي بلتعة وبريدة الاسلمي، وزايداه.
فلما نظر إليهما يكايدانه ويزايدانه، انتظر إلى أن بلغت قيمتها قيمة عدل في يومها فأخذها بذلك.
فلما رجعوا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله، تواطئا على أن يقول ذلك بريدة لرسول الله صلى الله عليه وآله فوقف بريدة قدام رسول الله صلى الله عليه وآله وقال:
يا رسول الله ألم تر أن علي بن أبي طالب أخذ جارية من المغنم دون المسلمين
فأعرض عنه رسول الله صلى الله عليه وآله، ثم جاء عن يمينه فقالها، فأعرض عنه رسول الله صلى الله عليه وآله(فجاءه عن يساره وقالها، فأعرض عنه، وجاء من خلفه فقالها، فأعرض عنه) ثم عاد إلى بين يديه، فقالها.
فغضب رسول الله صلى الله عليه وآله غضبا لم ير قبله ولا بعده غضب مثله، وتغير لونه وتربد وانتفخت أوداجه، وارتعدت أعضاؤه،
وقال: مالك يا بريدة آذيت رسول الله منذ اليوم؟
أما سمعت الله عزوجل يقول:
" ان الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والاخرة وأعد لهم عذابا مهينا والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا واثما مبينا "
قال بريدة: يا رسول الله صلى الله عليه وآله ما علمت أنني قصدتك بأذى.
قال رسول الله صلى الله عليه وآله: أو تظن يا بريدة أنه لا يؤذيني إلا من قصد ذات نفسي؟ أما علمت أن عليا مني أنا منه، وأن من آذى عليا فقد آذاني [ومن آذاني] فقد آذى الله، ومن آذى الله فحق على الله أن يؤذيه بأليم عذابه في نار جهنم؟
يا بريدة أنت أعلم أم الله عزوجل؟ أنت أعلم أم قراء اللوح المحفوظ؟ أنت أعلم أم ملك الارحام؟
قال بريدة: بل الله أعلم، وقراء اللوح المحفوظ أعلم، وملك الارحام أعلم.
قال رسول الله صلى الله عليه وآله فأنت أعلم يا بريدة؟ أم حفظة علي بن أبي طالب؟ قال: بل حفظة علي بن أبي طالب.
قال رسول الله صلى الله عليه وآله: فكيف تخطئه وتلومه وتوبخه وتشنع عليه في فعله، وهذا جبرئيل أخبرني، عن حفظة علي عليه السلام أنه ما كتبوا عليه قط خطيئة منذ [يوم] ولد وهذا ملك الارحام حدثني أنهم كتبوا قبل أن يولد، حين استحكم في بطن أمه، أنه لا يكون منه خطيئة أبدا، وهؤلاء قراء اللوح المحفوظ أخبروني ليلة أسري بي أنهم وجدوا في اللوح المحفوظ
" علي المعصوم من كل خطأ وزلة ".
فكيف تخطئه [أنت] يا بريدة وقد صوبه رب العالمين والملائكة المقربون؟ يا بريدة لا تعرض لعلي بخلاف الحسن الجميل،
فانه أمير المؤمنين، وسيد الوصيين، [وسيد الصالحين] وفارس المسلمين، وقائد الغر المحجلين، وقسيم الجنة والنار، يقول يوم القيامة للنار: هذا لي وهذا لك.
ثم قال: يا بريدة أترى ليس لعلي من الحق عليكم معاشر المسلمين، ألا تكايدوه ولا تعاندوه ولا تزايدوه؟ هيهات [هيهات] إن قدر علي عند الله تعالى أعظم من قدره عندكم
أولا أخبركم؟ قالوا: بلى يا رسول الله.
قال رسول الله صلى الله عليه وآله:
فان الله يبعث يوم القيامة أقواما تمتلئ من جهة السيئات موازينهم فيقال لهم:
هذه السيئات فأين الحسنات؟ وإلا فقد عطبتم فيقولون:
يا ربنا ما نعرف لنا حسنات.
فاذا النداء من قبل الله عزوجل: " لئن لم تعرفوا لانفسكم - عبادي - حسنات فاني أعرفها لكم، وأوفرها عليكم ".
ثم تأتي الريح برقعة صغيرة [و] تطرحها في كفة حسناتهم، فترجح بسيئاتهم بأكثر مما بين السماء والارض، فيقال لاحدهم: خذ بيد أبيك وأمك وإخوانك وأخواتك وخاصتك وقراباتك وأخذانك ومعارفك، فأدخلهم الجنة.
فيقول أهل المحشر: يا ربنا أما الذنوب فقد عرفناها، فماذا كانت حسناتهم؟
فيقول الله عزوجل: يا عبادي
مشى أحدهم ببقية دين عليه لاخيه إلى أخيه فقال: خذها فاني أحبك بحبك لعلي بن أبي طالب عليه السلام فقال له الآخر: قد تركتها لك بحبك لعلي بن أبي طالب عليه السلام ولك من مالي ما شئت.
فشكر الله تعالى ذلك لهما فحط به خطاياهما، وجعل ذلك في حشو صحائفهما وموازينهما، وأوجب لهما ولوالديهما ولذريتهما الجنة.
ثم قال: يا بريدة إن من يدخل النار ببغض علي أكثر من حصى الخذف التي يرمي بها عند الجمرات، فاياك أن تكون منهم.
تفسير الإمام العسكري .... الإمام أبي محمد الحسن بن علي العسكري عليهم السلام
م\ن
نسألكم الدعاء
تعليق