الترف والمترفون في القران الكريم ::
اهتم القرآن الكريم اهتماما بالغا بمسألة التغيير الاجتماعي لسبب بسيط وهو أن القرآن بحد ذاته كتاب تغيير من أجل (إخراج) الناس من الظلمات إلى النور. فقد نزل القرآن على صدر الرسول (ص) على مكث من أجل تغيير الناس الذي عاصروا نزوله وإخراج الأمة الإسلامية من رحم المجتمع العربي الجاهلي الذي كان قائما آنذاك، بل نحن نعتقد أن غاية مذهب الاجتماع القرآني هي إحداث الحركة والتغيير في المجتمع الإنساني، فهو مذهب تغيير، وليس مجرد معرفة أكاديمية.
لذا اهتم القران الكريم بموقف(المترفين) من عملية التغيير الاجتماعي باتجاه تطبيق شريعة الله، وقد ورد ذكر هذه الطبقة الاجتماعية ما لا يقل عن ثمانية مواضع على الأقل.
ومن أجل أن نعرف المقصود القرآني لكلمة (المترفين)، نقرأ أن الترف في اللغة العربية كما في القاموس المحيط يعني: التنعم، وأترفته النعمة: أي أطغته، وترف فلان: أصر على البغي، والمترف: المتروك يصنع ما يشاء لا يمنع، والمتنعم لا يمنع من تنعمه، والجبار.
وإذن، فالمترف هو من أطغته النعمة وأبطرته، والمترف هو الجبار الذي يصنع ما يشاء ويفعل ما يريد، مصرا على أن البغي لا يحول عنه ولا يزول ولا يعرف لله حقا في ماله، ولا للسائل والمحروم نصيبا في ملكه.
وبملاحظة النصوص القرآنية حول الطبقة المترفة نجد ما يلي:
(المترفون) فئة غاشمة ظالمة، قد تعترف هي بظلمها وتحس به, ولكن بعد فوات الأوان،بعد أن تستنفذ طاقاتها الشريرة كلها، حيث لا يبقى إلا غضب الله المؤكد الوقوع.
قال تعالى: (..فلما أحسوا بأسنا إذا هم منها يركضون * لا تركضوا، وارجعوا إلى ما أترفتمفيه ومساكنكم لعلكم تسألون * قالوا: يا ويلنا إنا كنا ظالمين) (الأنبياء/12 ـ 14).
(والمترفون) مدموغون (بالإجرام) إضافة إلى كونهم ظالمين. قال تعالى: (واتبع الذينظلموا ما أترفوا فيه، وكانوا مجرمين) (هود:116).
(والترف) ملازم للكفر ونكران اليوم الآخر, كما أن المترفين قوم طعانون بالأنبياء مشككون فيهم منذ عهد هود – على الأقل ـ قال تعالى
ـ (وقال الملأ من قومه الذين كفروا وكذبوا بلقاء الآخرة وأترفناهم في الحياة الدنيا: ما هذا إلا بشر مثلكم يأكل مما تأكلون منه ويشرب مما تشربون * ولئن أطعتم بشرا مثلكم،إنكم إذا لخاسرون) (المؤمنون/33 ـ 34).
(والمترفون) قوم مصرون على الضلالة، موسومون بالحنث العظيم (الشرك) وبالمكابرة والعناد في الباطل.
قال تعالى (وأصحاب الشمال ما أصحاب الشمال * في سموم وحميم * وظل من يحموم * لا بارد ولا كريم * إنهم كانوا قبل ذلك مترفين * وكانوا يصرون على الحنث العظيم)(الواقعة:46 ـ 41).
فالإصرار على الشرك قرين الترف, والترف بدوره(وسام) يحمله المترفون على صدورهم, وقد نقش عليه هذا الثالوث الفظيعسموم ـ حميم ـ يحموم).
(والمترفون) هم طلائع المعوقين لكل رسالة إصلاحية، وهم أول المتصدين لرسل الله وأنبيائه، هم رأس الحربة المسموم الذي يتلقاه ـ أول ما يتلقاه في أمته ـ صدر الرسول المنذر، أو المصلح المرشد على مر الدهور. قال تعالى: (وما أرسلنا في قرية من نذير إلا قال مترفوها: إنا بماأرسلتم به كافرون) (سبأ/34).
وقال تعالى: ( وكذلك ما أرسلنا من قبلك في قرية من نذير إلا قال مترفوها: إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون) (الزخرف/23).
(والمترفون) طغمة جهولة، غبية، مستعلية، متغطرسة، تظن أن قوة (المال والرجال) التي مكنتها من الظلم والتحكم والإستعلاء في الدنيا، تنجيها من العذاب الأكبر المحقق في الآخرة.
قال تعالى: (...وقالوا نحن أكثر أموالاً وأولاداً وما نحن بمعذبين) (سبأ: 35).
(والمترفون) ـ برغم ذلك كله ـ رعاديد خوارون، جبناء جزعون، لا يثبتون للمحنة والعذاب، وسرعان ما يتساقطون متمرغين مستغيثين. ولكن هيهات هيهات ما يطلبون.
قال تعالى (حتى إذا أخذنا مترفيهم بالعذاب إذا هم يجأرون * لا تجأروا اليوم إنكم منا لا تنصرون * قد كانت آياتي تتلى عليكم فكنتم على أعقابكم تنكصون) (المؤمنون/65 ـ 63).
وقال تعالى:(...فلما أحسوا بأسنا إذا هم منها يركضون * لا تركضوا وارجعوا إلى ماأترفتم فيه ومساكنكم لعلكم تسألون) (الأنبياء/12 ـ13).
(والمترفون) هم سبب كل بلاء عظيم يحل في أمة من الأمم، بل هم عندما يتعاظم عددهم، ويتفاقم شرهم، ولا يوجد في الأمة مصلحون يردعونهم، هم آنئذ عامل الفناء الرهيب، يفني الشعب الذي يحتويهم، والأمة التي لا تأخذ على أيديهم.
قال تعالى (واتبع الذي ظلموا ما أترفوا فيه وكانوا مجرمين * وما كان ربك ليهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون) (هود: 117ـ116).
(والمترفون) ليسوا سبب البلاء وعامل الفناء في الأمة وحسب، بل هم الأداة أيضا في ذلك الفناء.
إن حكمة الله عز وجل اقتضت أن يختار للشر ـ عندما يوقعه بقضائه وقدره ـ أهله, وأن يختار للخير أهله. وفي الحالين يجري القضاء والقدر على أيدي الذين اختارهم لله لذلك.
وإن حكمة الله هذه هي نفسها التي اتخذت المترفين(أداة) للشر، (أداة) لهلاك القرى, ولتدمير الديار بما فيها ومن فيها من صالحين ومفسدين. المفسدون بفسادهم، والصالحون بسكوتهم على ذلك الفساد.
قال تعالى: (وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها، ففسقوا فيها، فحق عليهاالقول، فدمرناها تدميرا) (الإسراء:16)
والذي يستفاد من الآيات السابقة أن الموقف الطبيعي للمترفين من حركة التغيير النبوية هو: معارضتها والوقوف ضدها، ذلك أن المترفين ترتبط مصالحهم وكيانهم ووجودهم الاجتماعي ارتباطا عضويا بالوضع الاجتماعي القائم الذي يأتي النبي لتغييره. وتغيير هذا الوضع يعني ضرب مصالح المترفين والقضاء على طريقتهم في الحياة
سؤال يدور في ذهني لماذا تغير مجتمعنا الاسلامي :
هل هو نتيجة حالة الترف ؟؟
ام نتيجة الاعلام والاحتلال الفكري ؟؟
اما هناك اسباب اخرى
وهل نقف موقف معاديا الان من الرسالة النبوية في تصرفاتنا ؟؟؟
اهتم القرآن الكريم اهتماما بالغا بمسألة التغيير الاجتماعي لسبب بسيط وهو أن القرآن بحد ذاته كتاب تغيير من أجل (إخراج) الناس من الظلمات إلى النور. فقد نزل القرآن على صدر الرسول (ص) على مكث من أجل تغيير الناس الذي عاصروا نزوله وإخراج الأمة الإسلامية من رحم المجتمع العربي الجاهلي الذي كان قائما آنذاك، بل نحن نعتقد أن غاية مذهب الاجتماع القرآني هي إحداث الحركة والتغيير في المجتمع الإنساني، فهو مذهب تغيير، وليس مجرد معرفة أكاديمية.
لذا اهتم القران الكريم بموقف(المترفين) من عملية التغيير الاجتماعي باتجاه تطبيق شريعة الله، وقد ورد ذكر هذه الطبقة الاجتماعية ما لا يقل عن ثمانية مواضع على الأقل.
ومن أجل أن نعرف المقصود القرآني لكلمة (المترفين)، نقرأ أن الترف في اللغة العربية كما في القاموس المحيط يعني: التنعم، وأترفته النعمة: أي أطغته، وترف فلان: أصر على البغي، والمترف: المتروك يصنع ما يشاء لا يمنع، والمتنعم لا يمنع من تنعمه، والجبار.
وإذن، فالمترف هو من أطغته النعمة وأبطرته، والمترف هو الجبار الذي يصنع ما يشاء ويفعل ما يريد، مصرا على أن البغي لا يحول عنه ولا يزول ولا يعرف لله حقا في ماله، ولا للسائل والمحروم نصيبا في ملكه.
وبملاحظة النصوص القرآنية حول الطبقة المترفة نجد ما يلي:
(المترفون) فئة غاشمة ظالمة، قد تعترف هي بظلمها وتحس به, ولكن بعد فوات الأوان،بعد أن تستنفذ طاقاتها الشريرة كلها، حيث لا يبقى إلا غضب الله المؤكد الوقوع.
قال تعالى: (..فلما أحسوا بأسنا إذا هم منها يركضون * لا تركضوا، وارجعوا إلى ما أترفتمفيه ومساكنكم لعلكم تسألون * قالوا: يا ويلنا إنا كنا ظالمين) (الأنبياء/12 ـ 14).
(والمترفون) مدموغون (بالإجرام) إضافة إلى كونهم ظالمين. قال تعالى: (واتبع الذينظلموا ما أترفوا فيه، وكانوا مجرمين) (هود:116).
(والترف) ملازم للكفر ونكران اليوم الآخر, كما أن المترفين قوم طعانون بالأنبياء مشككون فيهم منذ عهد هود – على الأقل ـ قال تعالى
ـ (وقال الملأ من قومه الذين كفروا وكذبوا بلقاء الآخرة وأترفناهم في الحياة الدنيا: ما هذا إلا بشر مثلكم يأكل مما تأكلون منه ويشرب مما تشربون * ولئن أطعتم بشرا مثلكم،إنكم إذا لخاسرون) (المؤمنون/33 ـ 34).
(والمترفون) قوم مصرون على الضلالة، موسومون بالحنث العظيم (الشرك) وبالمكابرة والعناد في الباطل.
قال تعالى (وأصحاب الشمال ما أصحاب الشمال * في سموم وحميم * وظل من يحموم * لا بارد ولا كريم * إنهم كانوا قبل ذلك مترفين * وكانوا يصرون على الحنث العظيم)(الواقعة:46 ـ 41).
فالإصرار على الشرك قرين الترف, والترف بدوره(وسام) يحمله المترفون على صدورهم, وقد نقش عليه هذا الثالوث الفظيعسموم ـ حميم ـ يحموم).
(والمترفون) هم طلائع المعوقين لكل رسالة إصلاحية، وهم أول المتصدين لرسل الله وأنبيائه، هم رأس الحربة المسموم الذي يتلقاه ـ أول ما يتلقاه في أمته ـ صدر الرسول المنذر، أو المصلح المرشد على مر الدهور. قال تعالى: (وما أرسلنا في قرية من نذير إلا قال مترفوها: إنا بماأرسلتم به كافرون) (سبأ/34).
وقال تعالى: ( وكذلك ما أرسلنا من قبلك في قرية من نذير إلا قال مترفوها: إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون) (الزخرف/23).
(والمترفون) طغمة جهولة، غبية، مستعلية، متغطرسة، تظن أن قوة (المال والرجال) التي مكنتها من الظلم والتحكم والإستعلاء في الدنيا، تنجيها من العذاب الأكبر المحقق في الآخرة.
قال تعالى: (...وقالوا نحن أكثر أموالاً وأولاداً وما نحن بمعذبين) (سبأ: 35).
(والمترفون) ـ برغم ذلك كله ـ رعاديد خوارون، جبناء جزعون، لا يثبتون للمحنة والعذاب، وسرعان ما يتساقطون متمرغين مستغيثين. ولكن هيهات هيهات ما يطلبون.
قال تعالى (حتى إذا أخذنا مترفيهم بالعذاب إذا هم يجأرون * لا تجأروا اليوم إنكم منا لا تنصرون * قد كانت آياتي تتلى عليكم فكنتم على أعقابكم تنكصون) (المؤمنون/65 ـ 63).
وقال تعالى:(...فلما أحسوا بأسنا إذا هم منها يركضون * لا تركضوا وارجعوا إلى ماأترفتم فيه ومساكنكم لعلكم تسألون) (الأنبياء/12 ـ13).
(والمترفون) هم سبب كل بلاء عظيم يحل في أمة من الأمم، بل هم عندما يتعاظم عددهم، ويتفاقم شرهم، ولا يوجد في الأمة مصلحون يردعونهم، هم آنئذ عامل الفناء الرهيب، يفني الشعب الذي يحتويهم، والأمة التي لا تأخذ على أيديهم.
قال تعالى (واتبع الذي ظلموا ما أترفوا فيه وكانوا مجرمين * وما كان ربك ليهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون) (هود: 117ـ116).
(والمترفون) ليسوا سبب البلاء وعامل الفناء في الأمة وحسب، بل هم الأداة أيضا في ذلك الفناء.
إن حكمة الله عز وجل اقتضت أن يختار للشر ـ عندما يوقعه بقضائه وقدره ـ أهله, وأن يختار للخير أهله. وفي الحالين يجري القضاء والقدر على أيدي الذين اختارهم لله لذلك.
وإن حكمة الله هذه هي نفسها التي اتخذت المترفين(أداة) للشر، (أداة) لهلاك القرى, ولتدمير الديار بما فيها ومن فيها من صالحين ومفسدين. المفسدون بفسادهم، والصالحون بسكوتهم على ذلك الفساد.
قال تعالى: (وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها، ففسقوا فيها، فحق عليهاالقول، فدمرناها تدميرا) (الإسراء:16)
والذي يستفاد من الآيات السابقة أن الموقف الطبيعي للمترفين من حركة التغيير النبوية هو: معارضتها والوقوف ضدها، ذلك أن المترفين ترتبط مصالحهم وكيانهم ووجودهم الاجتماعي ارتباطا عضويا بالوضع الاجتماعي القائم الذي يأتي النبي لتغييره. وتغيير هذا الوضع يعني ضرب مصالح المترفين والقضاء على طريقتهم في الحياة
سؤال يدور في ذهني لماذا تغير مجتمعنا الاسلامي :
هل هو نتيجة حالة الترف ؟؟
ام نتيجة الاعلام والاحتلال الفكري ؟؟
اما هناك اسباب اخرى
وهل نقف موقف معاديا الان من الرسالة النبوية في تصرفاتنا ؟؟؟
تعليق