بسم الله الرحمن الرحيم
اللّهم صلّ على محمد وآل محمد
قال تعالى: ((ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها))
وقال أيضاً: ((قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أيا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى))
وقال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم "أن لله تسعة و تسعين اسما مائة إلا واحدا من أحصاها دخل الجنة"
كثيرا مانتداول اسماء الله الحسنى في دعواتنا ورجائنا وحاجاتنا ولكننا نجهل معنى الكثير منها
فاحببت في هذا الموضوع ان اسلط الضوء على معانيها (مقتبس من كتاب التوحيد للشيخ الصدوق وكتاب نفحات القرآن للشيخ مكارم الشيرازي) معضدة ببعض الاحاديث والآيات
وساجعلها على عدة حلقات في كل حلقة عشرة أسماء تقريبا.....
على بركة الله.....
1 ـ 2 : ((الله واله )): هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ [الحشر : 22]
الله والاله هو المستحق للعبادة، ولا يحق العبادة إلا له، و تقول: لم يزل إلها بمعنى أنه يحق له العبادة، ولهذا لما ضل المشركون فقد روا أن العبادة تجب للاصنام سموها آلهة وأصله الالاهة وهي العبادة، ويقال: أصله
اي (الجامع لجميع الكمالات ) , وهو المستحق للعبادة , الذي لاتليق العبادة الا له .
3 ـ 4 : ((الواحد الاحد)):قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ [الإخلاص : 1] ، وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ [ص : 65]
الاحد معناه أنه واحد في ذاته ليس بذي أبعاض ولا أجزاء ولا أعضاء، ولا يجوز عليه الاعداد والاختلاف، لان اختلاف الاشياء من آيات وحدانيته مما دل به على نفسه، ويقال: لم يزل الله واحدا، ومعنى ثان أنه واحد لا نظير له فلا يشاركه في معنى الوحدانية غيره، لان كل من كان له نظراء وأشباه لم يكن واحدا في الحقيقة، ويقال: فلان واحد الناس أي لا نظير له فيما يوصف به، والله واحد لا من عدد، لانه عزوجل لايعد في الاجناس، ولكنه واحد ليس له نظير.
انه واحد في ذاته ليس بذي ابعاض ولا اجزاء ولااعضاء ولا نظير له , فلا يشاركه في معنى الوحدانية غيره .
(قال رسول الله صلى الله عليه وآله في بعض خطبه: الحمد لله الذي كان في أوليته وحدانيا، وفي أزليته متعظما بالالهية، متكبرا بكبريائه وجبروته)
5 : ((الصمد)): اللَّهُ الصَّمَدُ [الإخلاص : 2]
الصمد معناه السيد ومن ذهب إلى هذا المعنى جاز له أن يقول لم يزل صمدا، ويقال للسيد المطاع في قومه الذي لا يقضون أمرا دونه: صمد ، وللصمد معنى ثان وهو أنه المصمود إليه في الحوائج، يقال: صمدت صمد هذا الامر أي قصدت قصده، ومن ذهب إلى هذا المعنى لم يجزله أن يقول: لم يزل صمدا، لانه قد وصفه عزوجل بصفة من صفات فعله، وهو مصيب أيضا، والصمد الذي ليس بجسم ولا جوف له.
السيد والمصمود اليه في الهوائج اي المقصود اليه , الغني عن الجميع .
6 ـ 7 : ((الاول والاخر)):هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ [الحديد : 3]
انه الاول بغير ابتداء والاخر بغير انتهاء, وبعبارة اخرى الذات الازلية والابدية .
8 : ((السميع )): إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ [الشعراء : 220]
السميع معناه أنه إذا وجد المسموع كان له سامعا، ومعنى ثان أنه سميع الدعاء أي مجيب الدعاء، وأما السامع فإنه يتعدى إلى مسموع ويوجب وجوده، ولا يجوز فيه بهذا المعنى لم يزل، والبارئ عز اسمه سميع لذاته.
9 : ((البصير)): وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا [الفتح : 24]
البصير معناه إذا كانت المبصرات كان لها مبصرا، ولذلك جاز أن يقال: لم يزل بصيرا، ولم يجزأن يقال: لم يزل مبصرا لانه يتعدى إلى مبصر و يوجب وجوده، والبصارة في اللغة مصدر البصير وبصر بصارة، والله عزوجل بصير لذاته، وليس وصفنا له تبارك وتعالى بأنه سميع بصير وصفا بأنه عالم، بل معناه ماقدمناه من كونه مدركا وهذه الصفة صفة كل حي لا آفة به.
10ـ 11: ((القدير، القاهر)): وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ [الروم : 54] ، وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ [الأنعام : 18]
القدير والقاهر معناهما أن الاشياء لا تطيق الامتناع منه ومما يريد الانفاذ فيها، وقد قيل: إن القادر من يصح منه الفعل إذا لم يكن في حكم الممنوع ، والقهر الغلبة، والقدرة مصدر قولك: قدر قدرة أي ملك، فهو قدير قادر مقتدر، وقدرته على مالم يوجد واقتداره على إيجاده هو قهره وملكه له: وقد قال: عز ذكره: (مالك يوم الدين) ويوم الدين لم يوجد بعد، و يقال: أنه عزوجل قاهر لم يزل، ومعناه أن الاشياء لا تطيق الامتناع منه ومما يريد إنفاذه فيها، ولم يزل مقتدرا عليها ولم تكن موجودة كما يقال: مالك يوم الدين، ويوم الدين لم يوجد بعد.
تعليق