بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
((كل نفس ذائقة الموت و نبلوكم بالشر و الخير فتنة و إلينا ترجعون))(الانبياء 35)
((و لقد خلقنا الانسان و نعلم ما توسوس به نفسه و نحن اقرب إليه من حبل الوريد)) (سورة ق 16)
((و جائت كل نفس معها سائق و شهيد))( سورة ق 21)
((و لا أقسم بالنفس اللوامة))(القيامة 2)
((إن كل نفس لما عليها حافظ))(الطارق 4)
((و نفس و ما سواها فألهمها فجورها و تقواها))
نجد أن الروح من أمر الله ، و هي ذات طبيعة نورانية، لأن الله هو نور السماوات و الأرض، و هو نور على نور، و يهدي لنوره من يشاء.., النور هو الطريق و الصراط المستقيم.
و على هذا فإن الروح هي أعلى و أرقى شيء في الكيان الإنساني، و هي شعاع من الله ينير الإنسان و الموجودات، كل على قدر استطاعته، لأن لو لم يكن نفخ الروح أو نزولها بقدر و حسبة لما كان للوجود المادي وجود، لأن شدة نور الروح الإلهية تسحق المادة الفانية. و لنتذكر عندما سأل النبي موسى ربه أن يراه، فتجلى ربه للجبل فدك الجبل و انسحق، فأهاب موسى و خر ساجدا لله.
و دليلنا على أن الروح تشرق على كل شيء في الكون بما فيه من المخلوقات الأرضية، فكل كائن حي له قدر بسيط ليستنير بهذه الروح على قدر استطاعته لاستقبالها ((و ما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها و يعلم مستقرها و مستودعها كل في كتاب مبين)) و دعونا نتذكر بأن الدابة هي كل كائن حي ،ومن أبسط صورة للحياة و هي عندما تخلط الماء مع التراب و تشكل طينة، فتجد تحت المجهر ملايين الحياة البسيطة منها البكتيريا التي تتحرك و تطوف و تدب، إلى أعقد شيء كالإنسان... و يتسائل البعض إن كان الجن و النباتات من الدواب، فنقول بأن الجن دابة و النباتات دابة... الجن يتحرك و يمشي حتى لو لم يراه الإنسان و لكنه يمشي و يتنقل من مكان إلى آخر في طبقت وجوده الخاصة، و النباتات تمشي و تتحرك و تهتز بذورها ((فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت و ربت و انبتت من كل زوج بهيج)) (الحج 5) ، غير بعض النباتات التي تغير جذورها و تتبع مجرى النهر ، و النباتات التي تتسلق الأشجار و الجبال و السطوح الرطبة و تلتصق بها.
و هذه الإشراقة كما قلنا موزونة بقدر، و لكن عندما طلب موسى من ربه أن يراه، فقد تجلت الطاقة بعظلمتها على جبل سيناء فاخترقت هذه الحادثة النواميس الطبيعية (بقدر و موزون) حتى اندك الجبل من عظمة النور الوهاج الذي انصعق بسببه... فتأمل.
تعليق