فالمقصود من الثقة بالنفس هوالثقة بوجود الإمكانات والأسباب التي أعطاها الله للإنسان، فهذه ثقةمحمودة وينبغي أن يتربى عليها الفرد ليصبح قوي الشخصية، أما عدم تعرفه علىما معه من إمكانات, ومن ثم عدم ثقته في وجودها, فإن ذلك من شأنه أن ينشأفردًا مهزوز الشخصية لا يقدر على اتخاذ قرار، فشخص حباه الله ذكاءً لكنه لايثق في وجوده لديه, فلا شك أنه لن يحاول استخدامه، ولكن ينبغي مع ذلك أنيعتقد الواثق بنفسه أن هذه الإمكانات إنما هي من نعم الله تعالى عليهم, وإنفاعليتها إنما هي مرهونة بعون الله تعالى وتوفيه للعبد، وبذلك ينجوالإنسان الواثق بنفسه من شرك الغطرسة والغرور، وها هو سليمان عليه السلام ـالذي أتاه الله تعالى ملكًا لم يؤته أحدًا من العالمين، لما مر بجيشه علىواد النمل وسمع النملة, فماذا كان رده فيه عليه الصلاة والسلام: {فَتَبَسَّمَ ضَاحِكاً مِنْ قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْأَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْأَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَالصَّالِحِينَ} النمل:19 فمع ثقته بنفسه وبماحباه الله عز وجل من ملك وإمكانات وقدرة على فهم لغة الحيوانات إلا أنه عليه الصلاة والسلام لم ينس أن ينسب كل ذلك إلى محض فضل الله ومنته. أنواع الثقة بالنفس1/ الثقة المطلقة بالنفسوهي التي تسند إلى مبررات قوية لا يأتيها الشك من أمام أو خلف, فهذه ثقةتنفع صاحبها وتجزيه، إنك ترى الشخص الذي له مثل هذه الثقة في نفسه يواجه الحياة غير هياب ولا يهرب من شيء مصممًا على جولة أخرى، أو يقدم مرة أخرى دون أن يفقد شيئًامن ثقته بنفسه، مثل هذا الشخص لا يؤذيه أن يسلِّم بأنه أخطأ وبأنه فشل بأنه ليس ندًا كفؤًا في بعض الأحيان. ثانيًا: الثقة المحددة بالنفس: في مواقف معينة، وضآلة هذه الثقة أو تلاشيها في مواقف أخرى، فهذا اتجاه سليم يتخذه الانسان الذي يقدر العراقيل التي تعترض سبيله حق قدرها،ومثل هذا الانسان أدنى إلى التعرف على قوته الحقيقية من كثيرين غيره، وقديفيده خداع النفس ولكنه لا يرتضيه, بل على العكس يحاول أن يقدر إمكاناته حق قدرها، فمتى وثق بها، عمد إلى تجربتها واثقًا مطمئنًا. ولا شك أن لك من معارفك من يمثلون هذين النوعين من الواثقين بأنفسهم مما يعطيك الدليلالدافع على وجودهما فعلاً في واقع الحياة
إعـــــــلان
تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.
انواع الثقة الدرس الاول
تقليص
X
تعليق