إنالمتتبع يجد أن ما يرتبط بالصحابة من القضايا التاريخية ، سواء ما وقع منها في زمنالرسالة أو بعده ، لم يصل لنا إلاّ القليل منه ، إمّا أن يخفى ، أو يذكر بشكل مبهمأو محرّف ، ممّا يشمّ منه أن أصل تلك القضايا مسلّم ووجود روايات كثيرة في القرنالأول فضلاً عما بعده ممّا لا يقبل الإنكار .
فان مسألة جيش أسامة من المسلّمات عند جميع المسلمين ، وقد تناقلوه في أكثر كتبهم.
وأما ورود الحديث في لعن المتخلّف عن جيش أسامة ، فهو في المصادر الشيعية كثير ،وأما المصادر السنية ، فانها لم ترد بعد تفحصنا إلاّ فيما ذكرته من وجودها في كتاب(الملل والنحل : 1 / 23 ـ دار المعرفة) وكتاب (السقيفة). فان المسائل التي فيهاطعن على أيّ واحد من الصحابة أو التابعين تحذف من تاريخ الإسلام ، فضلاً منالخلفاء، وهذا شيء طبيعي ، فتحصيل شيء من هذا القبيل من الصعوبة جدّاً أن يبقيهالتاريخ ، لأن الذي ينقل الطعن يتهم بالرفض والزندقة وكلّ التهم التي تترتب عليه .
وعلى كلّ حال فان ماورد في كتاب (الملل والنحل) وكتاب (السقيفة) فيهما الكفاية فيإثبات ماورد فيهما من الحديث في لعن المتخلف عن جيش أسامة ، وذلك :
لأن الشهرستاني في (الملل والنحل) أرسل الحديث إرسال المسلّمات ، والشهرستاني معنصبه وعداوته المعروفة لأهل البيت وشيعتهم ، لمّا يرسل مثل هذا الحديث إرسالالمسلّمات ، يكون حجة وأيّ حجة .
ولأن الجوهري في كتابه (السقيفة) ـ كما نقله عنه ابن أبي الحديد في الشرح ( 6 / 52، الطبعة الثانية دار احياء التراث العربي) ـ أورده بسند متصل معتبر : عن احمد بناسحاق بن صالح ، عن أحمد بن سيّار ، عن سعيد بن كثير الانصاري ، عن رجاله ، عن عبدالله بن عبد الرحمن .
ولأن طاعة الرسول(ص) واجبة ، وعليه فالتخلف عن جيش أسامة تخلف عن طاعة رسولاللـه(ص) ، والتخلف عن طاعة رسول الله(ص) يوجب أذى رسول الله(ص) ، وأذية رسولالله(ص) توجب اللعنة بنصّ القرآن الكريم : ((إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهمالله في الدنيا والآخرة وأعدّ لهم عذاباً مهينا))(الاحزاب : 57) ، ومن المجمعوالمسلّم عليه بين الكل أن أبا بكر وعمر تخلّفا عن جيش أسامة ، فسواء ثبت حديث لعنالمتخلف عن جيش أسامة أو لم يثبت ، اللعنة شاملة لكل من تخلَّف ، باستثناء من خرجبالدليل عن شمول الإلتحاق ، وهو أمير المؤمنين(ع) والفضل بن العباس.
و ذكرالتاريخ أسماء كبار الصحابة الذين أمرهم رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالخروجمع جيش أسامة ومنهم أبو بكر وعمر وآخرون, ومن المعلوم ومما لاشك فيه أن علياً(عليه السلام) كان من كبارهم , ولكن التاريخ لم يذكر اسمه في ضمن صحابة النبي(صلىالله عليه وآله) الذين أمروا بالخروج, وهذا دليل على عدم أمر النبي(صلى الله عليهوآله) له بالخروج.
مضافاً الى أنه لو كان مأموراً بالخروج ولم يخرج لشن عليه أعداءه حملة لا هوادةفيها للتقليل من شأنه, بينما لا نجد ولا أي كتاب تاريخي يذكر انه تخلف خلافاًلبقية الصحابة الكبار.
كما أن عدم خروج الامام علي(ع) بعد وفاة النبي(صلى الله عليه وآله) مع جيش أسامة،لان الإمام لا يرى الشرعية في بعث جيش أسامة من قبل أبي بكر، لانه يعتبر نفسهالخليفة الشرعي بعد رسول الله(صلى الله عليه وآله).
كما أن المعروف والمتفق عليه تاريخياً أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) لم يؤمرعلى علي(ع) أحداً طيلة حياة النبي(صلى الله عليه وآله)، وهذا من ضمن الموارد، وفيذلك دلالة واضحة على رسول الله(صلى الله عليه وآله) لا يريد أن يجعل شخصاً فوق علي(عليه السلام) وأميراً عليه، مما يدل على أفضلية علي على غيره من الصحابة.
واما الحكمة من تامير اسامة على الجيش إن الاسلام دين الحقيقةوالمعاملة مع الواقع العملي , وعليه فالكفاءات لا تحسب بالسن والوجاهات التي كانتعليها قريش في الجاهلية , فالكفاءة إذا كانت في شاب فهو المقدم .
وفي هذا درس عظيم لنا , أن نتعامل مع الواقع , ولا تغلبنا الاعتبارات الأخرى التيهي أقرب ما تكون إلى البعد عن الواقع العملي .
وعليه , فتبطل نظرية أبي بكر عندما سئل بأن الخليفة الحق هو علي؟ فأجابهم بأنهأكبر منه سنا !!
وفي مسألة جيش أسامة , وتأميره على كبار الصحابة , واستثناء النبي (صلى الله عليهوآله) أمير المؤمنين (عليه السلام) للبقاء معه , ولعنه من تخلف عن جيش أسامة, فيكل هذه دروس وعبر لمن اعتبر , بالأخص في مسألة الإمامة .
وفي هذه الأيام , طلب النبي (صلى الله عليه وآله) بالدواة والقلم ليكتب لهم وصيته, فوقف أمامها عمر بن الخطاب الذي تخلف عن جيش أسامة , وحال دون كتابة النبي(صلىالله عليه وآله) لهذه الوصية .
فان مسألة جيش أسامة من المسلّمات عند جميع المسلمين ، وقد تناقلوه في أكثر كتبهم.
وأما ورود الحديث في لعن المتخلّف عن جيش أسامة ، فهو في المصادر الشيعية كثير ،وأما المصادر السنية ، فانها لم ترد بعد تفحصنا إلاّ فيما ذكرته من وجودها في كتاب(الملل والنحل : 1 / 23 ـ دار المعرفة) وكتاب (السقيفة). فان المسائل التي فيهاطعن على أيّ واحد من الصحابة أو التابعين تحذف من تاريخ الإسلام ، فضلاً منالخلفاء، وهذا شيء طبيعي ، فتحصيل شيء من هذا القبيل من الصعوبة جدّاً أن يبقيهالتاريخ ، لأن الذي ينقل الطعن يتهم بالرفض والزندقة وكلّ التهم التي تترتب عليه .
وعلى كلّ حال فان ماورد في كتاب (الملل والنحل) وكتاب (السقيفة) فيهما الكفاية فيإثبات ماورد فيهما من الحديث في لعن المتخلف عن جيش أسامة ، وذلك :
لأن الشهرستاني في (الملل والنحل) أرسل الحديث إرسال المسلّمات ، والشهرستاني معنصبه وعداوته المعروفة لأهل البيت وشيعتهم ، لمّا يرسل مثل هذا الحديث إرسالالمسلّمات ، يكون حجة وأيّ حجة .
ولأن الجوهري في كتابه (السقيفة) ـ كما نقله عنه ابن أبي الحديد في الشرح ( 6 / 52، الطبعة الثانية دار احياء التراث العربي) ـ أورده بسند متصل معتبر : عن احمد بناسحاق بن صالح ، عن أحمد بن سيّار ، عن سعيد بن كثير الانصاري ، عن رجاله ، عن عبدالله بن عبد الرحمن .
ولأن طاعة الرسول(ص) واجبة ، وعليه فالتخلف عن جيش أسامة تخلف عن طاعة رسولاللـه(ص) ، والتخلف عن طاعة رسول الله(ص) يوجب أذى رسول الله(ص) ، وأذية رسولالله(ص) توجب اللعنة بنصّ القرآن الكريم : ((إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهمالله في الدنيا والآخرة وأعدّ لهم عذاباً مهينا))(الاحزاب : 57) ، ومن المجمعوالمسلّم عليه بين الكل أن أبا بكر وعمر تخلّفا عن جيش أسامة ، فسواء ثبت حديث لعنالمتخلف عن جيش أسامة أو لم يثبت ، اللعنة شاملة لكل من تخلَّف ، باستثناء من خرجبالدليل عن شمول الإلتحاق ، وهو أمير المؤمنين(ع) والفضل بن العباس.
و ذكرالتاريخ أسماء كبار الصحابة الذين أمرهم رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالخروجمع جيش أسامة ومنهم أبو بكر وعمر وآخرون, ومن المعلوم ومما لاشك فيه أن علياً(عليه السلام) كان من كبارهم , ولكن التاريخ لم يذكر اسمه في ضمن صحابة النبي(صلىالله عليه وآله) الذين أمروا بالخروج, وهذا دليل على عدم أمر النبي(صلى الله عليهوآله) له بالخروج.
مضافاً الى أنه لو كان مأموراً بالخروج ولم يخرج لشن عليه أعداءه حملة لا هوادةفيها للتقليل من شأنه, بينما لا نجد ولا أي كتاب تاريخي يذكر انه تخلف خلافاًلبقية الصحابة الكبار.
كما أن عدم خروج الامام علي(ع) بعد وفاة النبي(صلى الله عليه وآله) مع جيش أسامة،لان الإمام لا يرى الشرعية في بعث جيش أسامة من قبل أبي بكر، لانه يعتبر نفسهالخليفة الشرعي بعد رسول الله(صلى الله عليه وآله).
كما أن المعروف والمتفق عليه تاريخياً أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) لم يؤمرعلى علي(ع) أحداً طيلة حياة النبي(صلى الله عليه وآله)، وهذا من ضمن الموارد، وفيذلك دلالة واضحة على رسول الله(صلى الله عليه وآله) لا يريد أن يجعل شخصاً فوق علي(عليه السلام) وأميراً عليه، مما يدل على أفضلية علي على غيره من الصحابة.
واما الحكمة من تامير اسامة على الجيش إن الاسلام دين الحقيقةوالمعاملة مع الواقع العملي , وعليه فالكفاءات لا تحسب بالسن والوجاهات التي كانتعليها قريش في الجاهلية , فالكفاءة إذا كانت في شاب فهو المقدم .
وفي هذا درس عظيم لنا , أن نتعامل مع الواقع , ولا تغلبنا الاعتبارات الأخرى التيهي أقرب ما تكون إلى البعد عن الواقع العملي .
وعليه , فتبطل نظرية أبي بكر عندما سئل بأن الخليفة الحق هو علي؟ فأجابهم بأنهأكبر منه سنا !!
وفي مسألة جيش أسامة , وتأميره على كبار الصحابة , واستثناء النبي (صلى الله عليهوآله) أمير المؤمنين (عليه السلام) للبقاء معه , ولعنه من تخلف عن جيش أسامة, فيكل هذه دروس وعبر لمن اعتبر , بالأخص في مسألة الإمامة .
وفي هذه الأيام , طلب النبي (صلى الله عليه وآله) بالدواة والقلم ليكتب لهم وصيته, فوقف أمامها عمر بن الخطاب الذي تخلف عن جيش أسامة , وحال دون كتابة النبي(صلىالله عليه وآله) لهذه الوصية .
تعليق