بسم الله الرحمن الرحيم
اللَهٌمَ صَل ِعَلى مُحَمْدٍ وَآل ِ مُحَمْدٍ الْطَيّبْينَ الْطَاهِرّيْنَ
اللَهٌمَ صَل ِعَلى مُحَمْدٍ وَآل ِ مُحَمْدٍ الْطَيّبْينَ الْطَاهِرّيْنَ
{العباس (عليه السلام) عميد بيت العصمة والطهارة}
قال السيد الداودي في العمدة : إن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال لأخيه عقيل - وكان نسابة عالما بأخبار العرب وأنسابهم - : ابغني امرأة قد ولدتها الفحولة من العرب لأتزوجها فتلد لي غلاما فارسا ، فقال له : أين أنت عن فاطمة بنت حزام بن خالد الكلابية ، فإنه ليس في العرب أشجع من آبائها ولا أفرس .
وفي آبائها يقول لبيد للنعمان بن المنذر ملك الحيرة :
نحن بنو أم البنين الأربعه .. ونحن خير عامر بن صعصعه
الضاربون الهام وسط المجمعه
فلا ينكرعايه أحد من العرب ، ومن قومها ملاعب الأسنة أبو براء الذي لم يعرف في العرب مثله في الشجاعة ، والطفيل فارس قرزل ، وابنه عامر فارس المزنوق ، فتزوجها أمير المؤمنين(عليه السلام) فولدت له وأنجبت . وأول ما ولدت له العباس يلقب في زمنه قمر بني هاشم ، ويكنى أبا الفضل .
وبعده عبدالله، وبعده جعفرا ، وبعده عثمان . وعاش العباس مع أبيه أربع عشرة سنة ، حضر بعض الحروب فلم يأذن له أبوه بالنزال ، ومع أخيه الحسن أربعا وعشرين سنة ، ومع أخيه الحسين (عليه السلام) أربعا وثلاثين سنة ، وذلك مدة عمره ، وكان(عليه السلام) أيدا شجاعا فارسا وسيما جسيما يركب الفرس المطهم ورجلاه تخطان في الأرض .
وروي عن أبي عبدالله الصادق عليه السلام أنه قال : " كان عمنا العباس بن علي نافذ بصيرة ، صلب الإيمان ، جاهد مع أبي عبدالله الإمام الصادق(عليه السلام) وأبلى بلاء حسنا ، ومضى شهيدا " .
وقال : " رحم الله العباس فلقد آثر وأبلى ، وفدى أخاه بنفسه حتى قطعت يداه ، فأبدله الله عز وجل منهما جناحين يطير بهما مع الملائكة في الجنة ، كما جعل لجعفر بن أبي طالب . وإن للعباس عندالله تبارك وتعالى منزلة يغبطه بها جميع الشهداء يوم القيامة "
فالعباس كان من الرجال المميزين في التاريخ الاسلامي والانساني على حد سواء. والانسان بخلقه يكون من جسد وروح.. وجسد العباس كان من بطل الانسانية الخالد الإمام علي (عليه السلام) الذي ما أنجب التاريخ كلّه والنساء كلّهن مثله إلا ابن عمه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم).. ومن أم أنجبتها الفحول من العرب (أمّ البنين) ـ أنعم بها وأكرم من أمٍّ ـ فاجتمع في ذاك الفتى شجاعة وإباء الإمام علي (عليه السلام) وبطولة أخواله فحول العرب لأن العرق دسّاس كما يقول الأمير (عليه السلام). أما الروح الزكيّة فهي نفحة إلهية انبثقت من روح الأمير (عليه السلام) وترعرعت بحمى الحسين (عليه السلام) وتزكّت بعمل العباس نفسه فكانت روح إيمانية قل نظيرها في بني البشر.
ألم يكن باب الحوائج إلى الله، وكاشف الكربات أبو الفضل العباس..؟؟
فلا السيف الذي قطع يده .. ولا السهم الذي مزّق عينه، ولا العمود الذي فلق هامته ولا كل محاولات التشويه التي طالت رسالته استطاعت أن تؤثر على روحه الهائجة بالمثل والقيم.. وأن تؤثر على فحولته ورجولته العارمة ضدّ الظلم والطغيان.. بل تلك أضافت إلى قائمة القيم قمة جديدة اسمها (أبو الفضل)… والأخرى أضافت إلى الشعارات شعاراً للحرية اسمه (العباس)..
وكما كان سيف الإمام الحسين (عليه السلام) أطول سيوف الحق في التاريخ ، فقد كان العباس حدّه..
والسلام على أبي الفضل العباس:
فإن قلت لي أن العباس قمّة ـ قلت بل العباس قيمة وإن قلت أنه قمّة القيمة ـ قلت بل العباس قمّة القمّة.
نســألكم الدعــاء .
تعليق