بسم الله الرحمن الرحيم :
الحمد لله ربِّ العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين :
أصعب ما رأيت في حياتي أني كنت يوما من الأيام سائراً في الطريق راجعاً الى البيت فرأيتُ طفلاً جالساً في باب الدار وقد أشرفت الشمس على الغروب وهو واضع يده على خده ، وهو يتأمل ويفكر في شيءٍ ، منشغل البال ، وهو بين الحين والآخر ينظر الى الطريق ثم يرجع ثانياً ينشغل في التفكير ،وقفتُ أمامه سائلاً له : يا صغير ، ما لجلوسك في مثل هذا الوقت على باب الدار ؟
قال لي : أنتظر أبي ،
فقلت له : بارك الله فيك وكثّر الله من أمثالك ، وذهبتُ الى منزلي ،وفي اليوم التالي ، أيضاً عندما رجعتُ الى المنزل في نفس الوقت رأيتُ هذا الصغير جالساً في نفس المكان ، أي في باب الدار ،فقلت : السلام عليكم يا صديقي الصغير ،
فقال : وعليك السلام ،
فقلت له : هل تنتظر أباك كعادتك ؟
فقال نعم يا عم أنا أنتظر أباي منذُ فترة طويله ،
قلتُ : ألم يرجع البارحة ،
قال : أي بارحة ، فإن امي تقول ان أباك مسافر ويرجع قريباً ، و أنا منذُ ذلك الحين أنتظره في كل يوم لكنه لم يرجع ،
قلت له : أما يتصل بكم فتكلمه من خلال الهاتف ،
فقال : بارك الله فيك انها فكرة جيدة ، وتفارقنا ،
ذهبتُ الى المنزل وأنا متفكر في أمر هذا الصغير ، يا ترى هل حقيقة والده مسافر ، ثم قلت انشاء الله هو مسافر ويرجع لعائلته .في اليوم التالي ، عندما رجعتُ من عملي نظرتُ الى ذلك الباب فلم أرى الطفل ،فقلت : الحمد لله ، لعله اتصل به أباه و أخبره متى يعود ، ومضيتُ الى منزلي ،،،،ثم انني خرجتُ الى حيث أعمل وأحببت أن يكون ذهابي أمام ذلك البيت الذي كان يجلس الصغير على بابه ، قلت في نفسي لعلني أراه فيبشرني بما كان من شئنه ، وصدفةً رأيتُ الطفل جالساً على الباب ، سلمت عليه ، ثم قلت : ما الخبر يا صغيري ، هل أن والدك اتصل بك،لكن الطفل لم يجبني ، كررت السؤال مرة ثانية ،
فإنتفظ قائلاً: لم يتصل بنا ،
قلت : وما السبب ،
قال : ان امي تقول ، لايمكن لإبيك ان يستخدم الهاتف ، و أنا لم أعلم ماهو السبب،
أوقفتني هذه العبارة ، لماذا لا يمكن أن يستخدم الهاتف ، هل هو في السجن ، لا !! السجناء اليوم يتصلون بإهلهم ويزورونهم بين الحين والآخر ،اذاً ما هو السبب ؟ هل هو الُبعد ؟ لا يمنع من الإتصال ،خطره ببالي شيء ، لكنني طلبت من الله أن لا يكون هو السبب ،التفتُ الى الصغير ، قلت : يا صديقي هل تذكر متى فارقكم أباك ،
قال نعم ،
قلت متى ؟
قال : جلستً مع والدي يوماً على مائدة الإفطار ، ثم خرج والدي للعمل ، وبعد سويعات ، جاء هاتف لوالدتي ، فرأيتها تغير لونها ، ثم نظرت اليِّ وقالت يا أحمد أذا جاء خالك اذهب معه الى بيت جدك ، وأنا أبعث أباك ليأتي بك ، ذهبت مع خالي ولكن لم يأتي أباي إلا بعد عشرة أيام جاء خالي الى منزل جدي وقال : يا أحمد ان امك أرسلتني اليك ،قلت أين أبي ،لماذا لم يأتي ؟
فقال : ان أباك سافر، رجعت الى البيت ، استقبلتني امي و عماتي و خالاتي وأعمامي ، ولم أرى أبي ، فبادرت امي بالكلام ،
فقالت : أهلاً برجل البيت ،
فقلت : اماه وابي أين هو ؟ قالت ان أباك سافر الى بلاد بعيده ،ومن ذلك اليوم أنا في كل يوم أنتظره ،
ثم سألني : هل أنت أباك مسافر ؟
فقلت له : نعم ، انه مسافر أيضاً ، وسفره مثل سفر أباك ، بعيد كذلك ،
فقلت في نفسي : ماذا حدث لإبيه :لإسئل عنه الجيران ،رأيت أحدهم ، فسلمتُ عليه ثم قلت : أسئلك بالله أن تجبني ،
فقال : سل ،
فقلت: ماذا حدث لوالد هذا الطفل الجالس هناك ،عندما سمع مني هذا السؤال : احمرت عيناه ، وجرت دموعه على خديه ، ثم قال : لقد استشهد قبل ستة أشهر بالإنفجار ،فلما سمعتُ ذلك ، قلت : أرجوك لا تكمل ، فرجعت الى المنزل ، وأنا حزين افكر في طفلٍ مضى له ستة أشهر يجلس في باب الدار ينتظر أباً لا يرجع أبداً
اخوتي كم طفل في هذا العالم وخصوصاً في العراق مثل هذا الطفل ؟؟؟؟؟؟
إذا ما دعوت الصبر بعدك و البكا ___ أجاب البكا طوعاً ولم يجب الصبرُ
فان ينقطع منك الرجاء فإنه ____ عليك سيبقى الحزن ما بقي الدهرُ
قال لي : أنتظر أبي ،
فقلت له : بارك الله فيك وكثّر الله من أمثالك ، وذهبتُ الى منزلي ،وفي اليوم التالي ، أيضاً عندما رجعتُ الى المنزل في نفس الوقت رأيتُ هذا الصغير جالساً في نفس المكان ، أي في باب الدار ،فقلت : السلام عليكم يا صديقي الصغير ،
فقال : وعليك السلام ،
فقلت له : هل تنتظر أباك كعادتك ؟
فقال نعم يا عم أنا أنتظر أباي منذُ فترة طويله ،
قلتُ : ألم يرجع البارحة ،
قال : أي بارحة ، فإن امي تقول ان أباك مسافر ويرجع قريباً ، و أنا منذُ ذلك الحين أنتظره في كل يوم لكنه لم يرجع ،
قلت له : أما يتصل بكم فتكلمه من خلال الهاتف ،
فقال : بارك الله فيك انها فكرة جيدة ، وتفارقنا ،
ذهبتُ الى المنزل وأنا متفكر في أمر هذا الصغير ، يا ترى هل حقيقة والده مسافر ، ثم قلت انشاء الله هو مسافر ويرجع لعائلته .في اليوم التالي ، عندما رجعتُ من عملي نظرتُ الى ذلك الباب فلم أرى الطفل ،فقلت : الحمد لله ، لعله اتصل به أباه و أخبره متى يعود ، ومضيتُ الى منزلي ،،،،ثم انني خرجتُ الى حيث أعمل وأحببت أن يكون ذهابي أمام ذلك البيت الذي كان يجلس الصغير على بابه ، قلت في نفسي لعلني أراه فيبشرني بما كان من شئنه ، وصدفةً رأيتُ الطفل جالساً على الباب ، سلمت عليه ، ثم قلت : ما الخبر يا صغيري ، هل أن والدك اتصل بك،لكن الطفل لم يجبني ، كررت السؤال مرة ثانية ،
فإنتفظ قائلاً: لم يتصل بنا ،
قلت : وما السبب ،
قال : ان امي تقول ، لايمكن لإبيك ان يستخدم الهاتف ، و أنا لم أعلم ماهو السبب،
أوقفتني هذه العبارة ، لماذا لا يمكن أن يستخدم الهاتف ، هل هو في السجن ، لا !! السجناء اليوم يتصلون بإهلهم ويزورونهم بين الحين والآخر ،اذاً ما هو السبب ؟ هل هو الُبعد ؟ لا يمنع من الإتصال ،خطره ببالي شيء ، لكنني طلبت من الله أن لا يكون هو السبب ،التفتُ الى الصغير ، قلت : يا صديقي هل تذكر متى فارقكم أباك ،
قال نعم ،
قلت متى ؟
قال : جلستً مع والدي يوماً على مائدة الإفطار ، ثم خرج والدي للعمل ، وبعد سويعات ، جاء هاتف لوالدتي ، فرأيتها تغير لونها ، ثم نظرت اليِّ وقالت يا أحمد أذا جاء خالك اذهب معه الى بيت جدك ، وأنا أبعث أباك ليأتي بك ، ذهبت مع خالي ولكن لم يأتي أباي إلا بعد عشرة أيام جاء خالي الى منزل جدي وقال : يا أحمد ان امك أرسلتني اليك ،قلت أين أبي ،لماذا لم يأتي ؟
فقال : ان أباك سافر، رجعت الى البيت ، استقبلتني امي و عماتي و خالاتي وأعمامي ، ولم أرى أبي ، فبادرت امي بالكلام ،
فقالت : أهلاً برجل البيت ،
فقلت : اماه وابي أين هو ؟ قالت ان أباك سافر الى بلاد بعيده ،ومن ذلك اليوم أنا في كل يوم أنتظره ،
ثم سألني : هل أنت أباك مسافر ؟
فقلت له : نعم ، انه مسافر أيضاً ، وسفره مثل سفر أباك ، بعيد كذلك ،
فقلت في نفسي : ماذا حدث لإبيه :لإسئل عنه الجيران ،رأيت أحدهم ، فسلمتُ عليه ثم قلت : أسئلك بالله أن تجبني ،
فقال : سل ،
فقلت: ماذا حدث لوالد هذا الطفل الجالس هناك ،عندما سمع مني هذا السؤال : احمرت عيناه ، وجرت دموعه على خديه ، ثم قال : لقد استشهد قبل ستة أشهر بالإنفجار ،فلما سمعتُ ذلك ، قلت : أرجوك لا تكمل ، فرجعت الى المنزل ، وأنا حزين افكر في طفلٍ مضى له ستة أشهر يجلس في باب الدار ينتظر أباً لا يرجع أبداً
اخوتي كم طفل في هذا العالم وخصوصاً في العراق مثل هذا الطفل ؟؟؟؟؟؟
إذا ما دعوت الصبر بعدك و البكا ___ أجاب البكا طوعاً ولم يجب الصبرُ
فان ينقطع منك الرجاء فإنه ____ عليك سيبقى الحزن ما بقي الدهرُ
تعليق