تويت
( أخــوة العـباس )
نــعــم الأخــوة إخــوان الـوفـا ظـفــر عــنـــد الأحـــبــة بـالإخــلاص يـأتـــزر
إن الإخـــوة فـي حـــزن وفـي فـــرح عــنــد الــشــدائــد فـالإخـوان يـصـطـبـر
ما أكـثـرالأخـوة الأحـبـاب في سـمـر والـمـخـلـصـون بـيـوم العــسـر يـنـحـسـر
لا خـيـر في ود إخـوان بـذي طـمـع بــئــس الأخــوة بـالـغــايـات يــتــجـــر
فـهـل وجــدت إخـاءا فـي مـودتــهــم مـثـل الحـسـيـن وعـبـاس بـهــــم عـبـر
إن الإخــوة فـي ســبــط وفـي قــمــر مـثـل الـوصـي و طـه فـي الإخـا صـور
فــمـثــلــمـا كـان كــرار لـطـه فــدى فـلـلـحـسـيـن فــدى ضـحـى لـه الـقــمــر
ضحى بـعــيـنـه والـكـفــيـن مـن كرم ضحى بهـامـتـه الـبــيــضـا فــتــنــتــثــر
تـا الله لـم أنــس وقــفــات مـؤثــرة مـن ذي الــفــضـائــل شـهـم كـلـه غــيــر
إنـي لأذكـر لـلـعـــبــاس وقــفـــتــه يـوم الـطــفــوف وبـالإخــلاص يـعــتـمـر
مـن أيـن أبـدأ بالـعـــبـاس مـتـصـفـا إنـي لأخــجــل مــن وصـفـي وأعـــتــذر
مـن ذا الذي يـصف العـباس غـيرته فـإن فـضـل كـفـيـل الـطـف مـنـهــمــر
إنـي لأعـجــب لـلأقــلام كـيـف لـهــا وصف ابـن حـيـدرة بالـفـضـل مـشـتهـر
فـأين وصـفـي مـمـن كــان يـمـدحـه إبــن الـرسـول كـمـا قــد بـثـه الـخــبـر
لأنـه الـبـحــر في الإخـلاص مـشتهـر فــكــلــه الـجــود والإكــرام والـخــيــر
وإن كــفــيـه بــحــرلا نــفـــــــاد لــه فـالـبـحــر يـنـفــد والأقـــــلام والـصـور
فـالـبـحــر يــنــفــد والأقــلام قـاصـرة أمـام جــود أخ الــحـــــوراء يــنــدحـر
هل يحجـب الـشـمـس غـيم في منافـعـها الـخـصـم يـشـهـد لـلـعـبـاس والـحـجـر
بـخ بـخ لــك يـا أم الــبـــنـــيــن بــمــا أنـجــبــت شــبـلا مــن الـكـرار يـنحـدر
يـفـدي الـحـسـيـن بإخـلاص وإخـوتـه فهي الـشـهـادة إذ يحـيى بـهـا الـبـشـر
لـمـا رأى الأهـل يـشـكـو عــنـده ظـمـأ إسـتـأذن الـشـبـل يـسـتـسـقي ويـبـتـدر
فـرجـت الأرض مـن زلـزالـه غـضـبـا يا صعـقـة الـطـف بركانا سـيـنـفجـر
جـاء الـفـرات لـيـمـلي قـربه شـغـفـا ظـامي الـفـؤاد وإن الـقـلب مـسـتـعــر
ما طاب عـنده شرب الماء من عـطش فـهـل يـطــيــب لــه الإرواء والـوطــر
بـعـد الحـسـيـن تـهون الـنـفس مؤثـرة ولا تـطـيـب لـه الـدنـيـا ولا الـسـمــر
هـــذي عـــلامـات إخــلاص لــه أبـــدا حـارت بـإخـلاصـه الألـبـاب والـفـكــر
يا بـاذل النـفـس والإخـوان تـضـحـيـة فــديـت نـفـسـك بالـغــفــار تـأتــمــر
تـحــمـي حـسـيـنـا وتـحـمـي آلـه ولـهـا فـلا يـخـيــفــك لا مـوت ولا خــطــر
هـذا أبـو الـفـضـل رام الـمـاء يـحـمـلـه نـحـو الـخـيـام ولـكـن جـاءه الــغــدر
مـازال يـحـمي قـرب الـماء يـحـضـنـه حـتى أصـابـه سـهـم الـغــدر والــكــدر
لهـفي له مـذ هوى في الـطف مـصرعه نـادى أخـاه حـسيـنا وهـو مـصـطـبـر
عـــلـيــك مــنـي ســلام الله مــعـــتــذر لـم أسـتـطـع جلب عذب الـمـاء أعـتـذر
فـجـاءه الـسـبط غـضـبـانا بـصـرخـتـه جـنـب الـشـريـعـة مـني أيـن مـن يـفـر
نادى بـصوت يـذيـب الصخـر فـي كـمـد أخي أبا الـفـضل إن الـظهر مـنكـسر
لـهـفي له مذ رأى الـعـباس دون يـد والـسهـم في عـيـنـه الـيـمـنى فـلا بـصـر
لـهـفـي لـه صـار وتـرا لا مـعـيـن لـه راح الـكــفـيـل فـدى لـلـديـن يــعــتــمـر
أخي أبـا الـفـضـل عـفـت الروح فـي ألـم كـسرت ظهري هـل لـلـكـسـر مـنجـبـر
يـا كـافـلا زيـنـب الـكـبـرى بـرحـلـتـهـا أنـى تـركــت أخـاك الـيـوم يـحــتــســر
مـهـمـا نـسـيـت رزايـا الـدهـر مؤتـلـما لـم أنـس من ذهـبت كـفـاه والـبـصـر
إنــي لأعـــلــم كــــل الـــنــاس زائـــلــة والـمـوت لا يــبـقي إنـسـانـا ولا يـذر
لـــكـــن فـــراقـــك مـــر يـا أخـا ثـــقــة فـلا اعـتـراض عـلى ما جـاءك الــقـدر
وافـى بـه فـي اتجـاه الـضـعـن يـحـمـلـه نـحـو الـخـيـام ولـكـن صـار يـعــتـذر
فـالـحــتــف أســرع مـمـا كـان يـطـلـبـه ومـن سـكـيـنة يـسـتحـيـي ويـصـطـبـر
إن الـتـي هـونـت في الـسـبـط نـكـبـتـه ما كـان يـعــلـم با لآثـار مــنــتــظــر
إنــا نــعـــزي أبــا الأحــرار تـــعـــزيــة بـفـقـد مـن صار فـيه الـقـلب يـنـفـطـر
هــذي الأخــوة لا نــد يــكـافـــئـهـا في الـكـون مـثــلهـا لا كـثـر ولا نـزر
لـيــس الأخــوة في الأفــراح حـاضــرة إن الأخــوة في الــشــدات تــنــتــظــر
هـذي القـصـيدة من بحر البسـيـط هـوى نــظــمـتـهـا بكـفـيـل الـطـف أفــتـخـر
****************************
الشيخ أيوب يوسف الجواري
تعليق