بسم الله الرحمن الرحيم
سنتعرض الى بعض الصور والنكات العلمية و البلاغية في نهج البلاغة باسلوب سهل وميسر ان شاء الله تعالى وبطريقة السؤال والجواب وسنبدأ بعون الله في الخطبة الاولى وفيها عدة نكات :
اولا : لماذا ابتدأ الامام بالحمد ؟
الجواب : لعله لوجهين :
1ـ اقتداءا بكتاب الله تعالى كما في سورة الحمد ..
2ـ للحديث الذي يروى بهذا الصدد الذي يقول : ( كل امر لم يبدأ بحمد الله فهو ابتر )
ثانيا : لماذا قال الإمام في أول الخطبة : ( الحمدُ لله ) بنحو الجملة الاسمية ولم يقل ( أحمد الله ) بنحو الجملة الفعلية ؟
الجواب : لأن الجملة الاسمية تفيد الثبوت بخلاف الفعلية فإنها تفيد الحدوث وهو نظير جواب ابراهيم عليه السلام في قوله تعالى : {وَلَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى قَالُوا سَلَامًا قَالَ سَلَامٌ} [هود : 69] فالملائكة جائت بجملة فعلية ولهذا جاء نصب " سلام " في كلامهم بينما رفع في كلام ابراهيم عليه السلام ..
ثالثا : لماذا قدّم الإمام عليه السلام المفاعيل وأخّر الفواعل في كل مما يلي :
1ـ لا يبلغ مدحته القائلون / فمدحته مفعول و القائلون فاعل
2ـ لا يحصي نعماءه العادّون / فنعماءه مفعول و العادون فاعل .
3ـ لا يؤدي حقه المجتهدون / فإنّ حقه مفعول به و المجتهدون فاعل .
فلماذا في هذه الجمل يقدم المفعول به ويؤخر الفاعل مع ان الاصل تقديم الفاعل وتأخير المفعول به كما هو مقرر في علم النحو فإن الأصل ان تقول : أكرم زيد محمدا لا اكرم محمدا زيدٌ ؟
الجواب : قال اهل العلم ان تقديم ما حقه التاخير يفيد الاختصاص او الحصر كقوله تعالى :
{إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} [الفاتحة : 5] فهنا لغرض المبالغة في تعظيم في مدحه سبحانه وتعالى قدم المفعول واخر الفاعل نظير قوله تعالى : {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} [فاطر : 28]
تعليق