وصية أمير المؤمنين لكميل
لقيت كميل بن زياد وسألته عن فضل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) فقال : أوصاني يوماً فقال لي
يا كميل بن زياد !.. سمّ كلّ يوم باسم الله ولا حول ولا قوة إلا بالله وتوكّل على الله ، واذكرنا وسمّ بأسمائنا ، وصلّ علينا ، واستعذ بالله ربّنا ، وادرأ بذلك عن نفسك وما تحوطه عنايتك ، تُكف شرّ ذلك اليوم إن شاء الله .
يا كميل !.. إنّ رسول الله (ص) أدّبه الله عزّ وجلّ وهو أدّبني ، وأنا أؤدّب المؤمنين ، وأُورث الأدب المكرمين .
يا كميل !.. ما من علم إلاّ وأنا أفتحه ، وما من سرّ إلاّ والقائم (ع) يختمه.
يا كميل !.. ما من حركة إلاّ وأنت محتاج فيها إلى معرفة....
يا كميل !.. إذا أكلت الطعام فسمّ باسم الله الذي لا يضرّ مع اسمه داء ، وهو الشفاء من جميع الأدواء .
يا كميل !.. إذا أكلت الطعام فواكل به ولا تبخل به ، فإنّك لم تَرزُق الناس شيئاً ، والله يُجزل لك الثواب بذلك ....
يا كميل !.. إذا أنت أكلت فطوّل أكلك ليستوفى من معك ، ويُرزق منه غيرك.
يا كميل !.. إذا استوفيت طعامك فاحمد الله على ما رزقك ، وارفع بذلك صوتك ليحمده سواك ، فيعظُم بذلك أجرك.
يا كميل !.. لا توقِرَنَّ معدتك طعاماً ، ودع فيها للماء موضعاً ، وللريح مجالاً....
يا كميل !.. لا ترفعنّ يدك من الطعام إلاّ وأنت تشتهيه ، فإذا فعلت ذلك فأنت تستمرئه....
يا كميل !.. البركة في المال من إيتاء الزكاة ، ومواساة المؤمنين ، وصلة الأقربين وهم الأقربونلنا....
يا كميل !.. لا تردنّ سائلاً ولو بشقّ تمرة أو من شطر عنب ....
يا كميل !.. إياك والمراء ، فإنّك تُغري بنفسك السفهاء إذا فعلت وتفسد الإخاء....
يا كميل !.. إياك إياك والتطرق إلى أبواب الظالمين ، والاختلاط بهم ، والاكتساب منهم ، وإياك أن تطيعهم ، وأن تشهد في مجالسهم بما يسخط الله عليك.
يا كميل !.. إذا اضطررت إلى حضورهم فداوم ذكر الله تعالى والتوكّل عليه ، واستعذ بالله من شرّهم ، واطرق عنهم وأنكر بقلبك فعلهم ، واجهر بتعظيم الله تعالى لتُسمعهم ، فإنّهم يهابوك وتُكفى شرّهم....
يا كميل !.. المؤمن مرآة المؤمن لأنه يتأمّله ، ويسدّ فاقته ، ويجمل حالته....
يا كميل !.. أنتم ممتّعون بأعدائكم ، تطربون بطربهم ، وتشربون بشربهم ، وتأكلون بأكلهم ، وتدخلون مداخلهم ، وربما غلبتم على نعمتهم إي والله على إكراه منهم لذلك .
ولكنّ الله عزّ وجلّ ناصركم وخاذلهم ، فإذا كان والله يومكم ، وظهر صاحبكم لم يأكلوا والله معكم ، ولم يردوا مواردكم ، ولم يقرعوا أبوابكم ، ولم ينالوا نعمتكم ، أذلّة خاسئين أينما ثقفوا أُخذوا وقُتّلوا تقتيلاً....
يا كميل !.. قلْ عند كلّ شدةٍ : لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم تُكفَها ، وقلْ عند كلّ نعمةٍ : الحمد لله تزد منها ، وإذا ابطأت الأرزاق عليك فاستغفر الله يُوسّع عليك فيها.
يا كميل !.. إذا وسوس الشيطان في صدرك فقلْ : أعوّذ بالله القويّ من الشيطان الغوي ، وأعوذ بمحمّد الرضيّ من شرّ ما قُدِّر وقضى ، وأعوذ بإله الناس من شرّ الجِنَّة والناس أجمعين وسلّم ، تُكفَ مؤونة إبليس والشياطين معه ، ولو أنّهم كلّهم أبالسة مثله.
يا كميل !.. إنّ لهم خدعاً وشقاشق وزخازف ووساوس وخيلاء على كلّ أحد ، قدر منزلته في الطاعة والمعصية ، فبحسب ذلك يستولون عليه بالغلبة.
يا كميل !.. لا عدوّ أعدى منهم ولا ضارّ أضرّ بك منهم ، أمنيّتهم أن تكون معهم غداً إذ اجتثّوا في العذاب الأليم ، لا يُفتّر عنهم بشرره ، ولا يقصر عنهم خالدين فيها أبدا ً....
يا كميل !.. إنّهم يخدعونك بأنفسهم ، فإذا لم تجبهم مكروا بك وبنفسك : بتحسينهم إليك شهواتك ، وإعطائك أمانيك وإرادتك ، ويسوّلون لك ويُنسونَك ، وينهونك ويأمرونك ، ويُحسنون ظنّك بالله عزّ وجلّ حتى ترجوه ، فتغترَّ بذلك فتعصيه ، وجزاء العاصي لظى.
يا كميل !.. احفظ قول الله عزّ وجلّ :{ الشيطان سوّل لهم وأملى لهم } والمسوِّل الشيطان ، والمملي الله تعالى ....
يا كميل !.. إنّ إبليس لا يَعِدُ عن نفسه ، وإنّما يَعِد عن ربّه ليحملهم على معصيته فيورّطهم .
يا كميل !.. إنّه يأتي لك بلطف كيده ، فيأمرك بما يعلم أنّك قد ألفته من طاعة لا تَدَعُها ، فتحسب أنّ ذلك مَلَك كريم ، وإنّما هو شيطان رجيم ، فإذا سكنت إليه واطمأننت ، حملك على العظائم المهلكة التي لا نجاة معها ....
يا كميل !.. إنّ الأرض مملوّة من فخاخهم ، فلن ينجو منها إلاّ مَن تشبّث بنا ، وقد أعلَمَك الله أنّه لن ينجو منها إلاّ عباده ، وعباده أولياؤنا ....
يا كميل !.. لا تغتّر بأقوام يصلّون فيطيلون ، ويصومون فيداومون ، ويتصدّقون فيحسبون أنهّم موقوفون.
يا كميل !.. أُقسم بالله لسمعت رسول الله (ص) يقول: إنّ الشيطان إذا حمل قوماً على الفواحش مثل الزنا ، وشرب الخمر ، والربا ، وما أشبه ذلك من الخنى والمآثم ، حبّب إليهم العبادة الشديدة ، والخشوع والركوع ، والخضوع والسجود ، ثم حملهم على ولاية الأئمة الذين يدعون إلى النّار ويوم القيامة لا ينصرون .
يا كميل !.. إنّه مستقرٌّ ومستودَع ، واحذر أن تكون من المستودَعين.
يا كميل !.. إنّما تستحق أن تكون مستقراً إذا لزمت الجادّة الواضحة التي لا تُخرجك إلى عِوَج ، ولا تُزيلك عن منهج ما حملناك عليه وما هديناك إليه.
يا كميل !.. لا رخصة في فرض ولا شدّة في نافلة.
يا كميل !.. إنّ الله عزّ وجلّ لا يسألك إلاّ عمّا فرض ، وإنما قدّمنا عمل النوافل بين أيدينا للأهوال العظام والطامّة يوم القيامة.
يا كميل !.. إنّ الواجب لله أعظم من أن تُزيله الفرائض والنوافل ، وجميع الأعمال ، وصالح الأموال ، ولكن مَن تطوّع خيراً فهو خير له.
يا كميل !.. إنّ ذنوبَك أكثرُ من حسناتك ، وغفلتك أكثُر من ذكرك ، ونِعَم الله عليك أكثر من كلّ عملك.
يا كميل !.. أنه لا تخلو من نعمة الله عزّ وجلّ عندك وعافيته ، فلا تَخْلُ من تحميده وتمجيده ، وتسبيحه ، وتقديسه ، وشكره ، وذكره عل كلّ حال ....
يا كميل !.. انظر فيمَ تصلّي ، وعلام تصلّي ، إن لم تكن من وجهه وحلّه فلا قبول .
يا كميل !.. إنّ اللسان يبوح من القلب ، والقلب يقوم بالغذاء ، فانظر فيما تُغذّي قلبك وجسمك ، فإن لم يكن ذلك حلالاً لم يقبل الله تعالى تسبيحك ولا شكرك....
يا كميل !.. الدِّين لله فلا تغترنّ بأقوال الأُمّة المخدوعة التي قد ضلّت بعد ما اهتدت ، وأنكرت وجحدت بعد ما قبلت.
يا كميل !.. الدِّين لله تعالى ، فلا يقبل الله تعالى من أحدٍ القيام به إلا رسولاً أو نبيّاً أو وصيّاً.
يا كميل !.. هي نبوّة ورسالة وإمامة ، ولا بعد ذلك إلاّ متولّين ، ومتغلّبين ، وضالّين ، ومعتدين.
يا كميل !.. إنّ النصارى لم تعطّل الله تعالى ، ولا اليهود ، ولا جحدت موسى ولا عيسى ، ولكنّهم زادوا ونقّصوا وحرّفوا وألحدوا ، فلُعنوا ومُقتوا ولم يتوبوا ولم يُقبلوا....
يا كميل !.. إنّ الله عزّ وجلّ كريمٌ حليمٌ عظيمٌ رحيمٌ دلّنا على أخلاقه ، وأمرنا بالأخذ بها ، وحمل الناس عليها ، فقد أدّيناها غير مختلفين ، وأرسلناها غير منافقين ، وصدّقناها غير مكذّبين ، وقبلناها غير مرتابين ....
يا كميل !.. لست والله متملّقاً حتى أُطاع ، ولا ممنّاً حتى أُعصى ، ولا مُهاناً لطعام الأعراب حتى أنتحل إمرة المؤمنين أو أدّعي بها....
يا كميل !.. فإذا كنّا كذلك ، فعلامَ يتقدّمنا مَن تقدّم وتأخر عنّا مَن تأخر ؟....
يا كميل !.. علامَ يحسدوننا ، والله أنشأنا قبل أن يعرفونا ، فتراهم بحسدهم إيّانا عن ربّنا يزيلونا
بشارة المصطفى
لقيت كميل بن زياد وسألته عن فضل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) فقال : أوصاني يوماً فقال لي
يا كميل بن زياد !.. سمّ كلّ يوم باسم الله ولا حول ولا قوة إلا بالله وتوكّل على الله ، واذكرنا وسمّ بأسمائنا ، وصلّ علينا ، واستعذ بالله ربّنا ، وادرأ بذلك عن نفسك وما تحوطه عنايتك ، تُكف شرّ ذلك اليوم إن شاء الله .
يا كميل !.. إنّ رسول الله (ص) أدّبه الله عزّ وجلّ وهو أدّبني ، وأنا أؤدّب المؤمنين ، وأُورث الأدب المكرمين .
يا كميل !.. ما من علم إلاّ وأنا أفتحه ، وما من سرّ إلاّ والقائم (ع) يختمه.
يا كميل !.. ما من حركة إلاّ وأنت محتاج فيها إلى معرفة....
يا كميل !.. إذا أكلت الطعام فسمّ باسم الله الذي لا يضرّ مع اسمه داء ، وهو الشفاء من جميع الأدواء .
يا كميل !.. إذا أكلت الطعام فواكل به ولا تبخل به ، فإنّك لم تَرزُق الناس شيئاً ، والله يُجزل لك الثواب بذلك ....
يا كميل !.. إذا أنت أكلت فطوّل أكلك ليستوفى من معك ، ويُرزق منه غيرك.
يا كميل !.. إذا استوفيت طعامك فاحمد الله على ما رزقك ، وارفع بذلك صوتك ليحمده سواك ، فيعظُم بذلك أجرك.
يا كميل !.. لا توقِرَنَّ معدتك طعاماً ، ودع فيها للماء موضعاً ، وللريح مجالاً....
يا كميل !.. لا ترفعنّ يدك من الطعام إلاّ وأنت تشتهيه ، فإذا فعلت ذلك فأنت تستمرئه....
يا كميل !.. البركة في المال من إيتاء الزكاة ، ومواساة المؤمنين ، وصلة الأقربين وهم الأقربونلنا....
يا كميل !.. لا تردنّ سائلاً ولو بشقّ تمرة أو من شطر عنب ....
يا كميل !.. إياك والمراء ، فإنّك تُغري بنفسك السفهاء إذا فعلت وتفسد الإخاء....
يا كميل !.. إياك إياك والتطرق إلى أبواب الظالمين ، والاختلاط بهم ، والاكتساب منهم ، وإياك أن تطيعهم ، وأن تشهد في مجالسهم بما يسخط الله عليك.
يا كميل !.. إذا اضطررت إلى حضورهم فداوم ذكر الله تعالى والتوكّل عليه ، واستعذ بالله من شرّهم ، واطرق عنهم وأنكر بقلبك فعلهم ، واجهر بتعظيم الله تعالى لتُسمعهم ، فإنّهم يهابوك وتُكفى شرّهم....
يا كميل !.. المؤمن مرآة المؤمن لأنه يتأمّله ، ويسدّ فاقته ، ويجمل حالته....
يا كميل !.. أنتم ممتّعون بأعدائكم ، تطربون بطربهم ، وتشربون بشربهم ، وتأكلون بأكلهم ، وتدخلون مداخلهم ، وربما غلبتم على نعمتهم إي والله على إكراه منهم لذلك .
ولكنّ الله عزّ وجلّ ناصركم وخاذلهم ، فإذا كان والله يومكم ، وظهر صاحبكم لم يأكلوا والله معكم ، ولم يردوا مواردكم ، ولم يقرعوا أبوابكم ، ولم ينالوا نعمتكم ، أذلّة خاسئين أينما ثقفوا أُخذوا وقُتّلوا تقتيلاً....
يا كميل !.. قلْ عند كلّ شدةٍ : لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم تُكفَها ، وقلْ عند كلّ نعمةٍ : الحمد لله تزد منها ، وإذا ابطأت الأرزاق عليك فاستغفر الله يُوسّع عليك فيها.
يا كميل !.. إذا وسوس الشيطان في صدرك فقلْ : أعوّذ بالله القويّ من الشيطان الغوي ، وأعوذ بمحمّد الرضيّ من شرّ ما قُدِّر وقضى ، وأعوذ بإله الناس من شرّ الجِنَّة والناس أجمعين وسلّم ، تُكفَ مؤونة إبليس والشياطين معه ، ولو أنّهم كلّهم أبالسة مثله.
يا كميل !.. إنّ لهم خدعاً وشقاشق وزخازف ووساوس وخيلاء على كلّ أحد ، قدر منزلته في الطاعة والمعصية ، فبحسب ذلك يستولون عليه بالغلبة.
يا كميل !.. لا عدوّ أعدى منهم ولا ضارّ أضرّ بك منهم ، أمنيّتهم أن تكون معهم غداً إذ اجتثّوا في العذاب الأليم ، لا يُفتّر عنهم بشرره ، ولا يقصر عنهم خالدين فيها أبدا ً....
يا كميل !.. إنّهم يخدعونك بأنفسهم ، فإذا لم تجبهم مكروا بك وبنفسك : بتحسينهم إليك شهواتك ، وإعطائك أمانيك وإرادتك ، ويسوّلون لك ويُنسونَك ، وينهونك ويأمرونك ، ويُحسنون ظنّك بالله عزّ وجلّ حتى ترجوه ، فتغترَّ بذلك فتعصيه ، وجزاء العاصي لظى.
يا كميل !.. احفظ قول الله عزّ وجلّ :{ الشيطان سوّل لهم وأملى لهم } والمسوِّل الشيطان ، والمملي الله تعالى ....
يا كميل !.. إنّ إبليس لا يَعِدُ عن نفسه ، وإنّما يَعِد عن ربّه ليحملهم على معصيته فيورّطهم .
يا كميل !.. إنّه يأتي لك بلطف كيده ، فيأمرك بما يعلم أنّك قد ألفته من طاعة لا تَدَعُها ، فتحسب أنّ ذلك مَلَك كريم ، وإنّما هو شيطان رجيم ، فإذا سكنت إليه واطمأننت ، حملك على العظائم المهلكة التي لا نجاة معها ....
يا كميل !.. إنّ الأرض مملوّة من فخاخهم ، فلن ينجو منها إلاّ مَن تشبّث بنا ، وقد أعلَمَك الله أنّه لن ينجو منها إلاّ عباده ، وعباده أولياؤنا ....
يا كميل !.. لا تغتّر بأقوام يصلّون فيطيلون ، ويصومون فيداومون ، ويتصدّقون فيحسبون أنهّم موقوفون.
يا كميل !.. أُقسم بالله لسمعت رسول الله (ص) يقول: إنّ الشيطان إذا حمل قوماً على الفواحش مثل الزنا ، وشرب الخمر ، والربا ، وما أشبه ذلك من الخنى والمآثم ، حبّب إليهم العبادة الشديدة ، والخشوع والركوع ، والخضوع والسجود ، ثم حملهم على ولاية الأئمة الذين يدعون إلى النّار ويوم القيامة لا ينصرون .
يا كميل !.. إنّه مستقرٌّ ومستودَع ، واحذر أن تكون من المستودَعين.
يا كميل !.. إنّما تستحق أن تكون مستقراً إذا لزمت الجادّة الواضحة التي لا تُخرجك إلى عِوَج ، ولا تُزيلك عن منهج ما حملناك عليه وما هديناك إليه.
يا كميل !.. لا رخصة في فرض ولا شدّة في نافلة.
يا كميل !.. إنّ الله عزّ وجلّ لا يسألك إلاّ عمّا فرض ، وإنما قدّمنا عمل النوافل بين أيدينا للأهوال العظام والطامّة يوم القيامة.
يا كميل !.. إنّ الواجب لله أعظم من أن تُزيله الفرائض والنوافل ، وجميع الأعمال ، وصالح الأموال ، ولكن مَن تطوّع خيراً فهو خير له.
يا كميل !.. إنّ ذنوبَك أكثرُ من حسناتك ، وغفلتك أكثُر من ذكرك ، ونِعَم الله عليك أكثر من كلّ عملك.
يا كميل !.. أنه لا تخلو من نعمة الله عزّ وجلّ عندك وعافيته ، فلا تَخْلُ من تحميده وتمجيده ، وتسبيحه ، وتقديسه ، وشكره ، وذكره عل كلّ حال ....
يا كميل !.. انظر فيمَ تصلّي ، وعلام تصلّي ، إن لم تكن من وجهه وحلّه فلا قبول .
يا كميل !.. إنّ اللسان يبوح من القلب ، والقلب يقوم بالغذاء ، فانظر فيما تُغذّي قلبك وجسمك ، فإن لم يكن ذلك حلالاً لم يقبل الله تعالى تسبيحك ولا شكرك....
يا كميل !.. الدِّين لله فلا تغترنّ بأقوال الأُمّة المخدوعة التي قد ضلّت بعد ما اهتدت ، وأنكرت وجحدت بعد ما قبلت.
يا كميل !.. الدِّين لله تعالى ، فلا يقبل الله تعالى من أحدٍ القيام به إلا رسولاً أو نبيّاً أو وصيّاً.
يا كميل !.. هي نبوّة ورسالة وإمامة ، ولا بعد ذلك إلاّ متولّين ، ومتغلّبين ، وضالّين ، ومعتدين.
يا كميل !.. إنّ النصارى لم تعطّل الله تعالى ، ولا اليهود ، ولا جحدت موسى ولا عيسى ، ولكنّهم زادوا ونقّصوا وحرّفوا وألحدوا ، فلُعنوا ومُقتوا ولم يتوبوا ولم يُقبلوا....
يا كميل !.. إنّ الله عزّ وجلّ كريمٌ حليمٌ عظيمٌ رحيمٌ دلّنا على أخلاقه ، وأمرنا بالأخذ بها ، وحمل الناس عليها ، فقد أدّيناها غير مختلفين ، وأرسلناها غير منافقين ، وصدّقناها غير مكذّبين ، وقبلناها غير مرتابين ....
يا كميل !.. لست والله متملّقاً حتى أُطاع ، ولا ممنّاً حتى أُعصى ، ولا مُهاناً لطعام الأعراب حتى أنتحل إمرة المؤمنين أو أدّعي بها....
يا كميل !.. فإذا كنّا كذلك ، فعلامَ يتقدّمنا مَن تقدّم وتأخر عنّا مَن تأخر ؟....
يا كميل !.. علامَ يحسدوننا ، والله أنشأنا قبل أن يعرفونا ، فتراهم بحسدهم إيّانا عن ربّنا يزيلونا
بشارة المصطفى