بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم اخوتي نكمل لكم الروايات التي ذكرت اسباب غيبة الامام (ع)
السلام عليكم اخوتي نكمل لكم الروايات التي ذكرت اسباب غيبة الامام (ع)
4 ـ ومن الطائفة الرابعة ما رواه عبد الله بن الفضل الهاشمي قال: سمعت الصادق جعفر بن محمد(عليه السلام) يقول: إنّ لصاحب هذا الأمر غيبة لابّد منها، يرتاب فيها كلّ مبطل، فقلت له: ولِمَ جُعِلتُ فداك؟ قال: لأمر لم يؤذن لنا في كشفه لكم، قلت: فما وجه الحكمة في غيبته؟ قال: وجه الحكمة في غيبته وجه الحكمة في غيبات من تقدّم من حجج الله تعالى ذكره، إن وجه الحكمة في ذلك لا ينكشف إلاّ بعد ظهوره كما لم ينكشف وجه الحكمة فيما أتاه الخضر(عليه السلام) إلا بعد افتراقهما، ياابن الفضل إن هذا الأمر من أمر الله وسرّ من سرّ الله، وغيب من غيب الله، ومتى علمنا أن الله عز وجل حكيم، صدّقنا بأنّ أفعاله كلّها حكيمة، وإن كان وجهها غير منكشف.(2)
5 ـ ومن الطائفة الخامسة ما روي عن الحسن بن محبوب بن إبراهيم الكرخي قال: قلت لأبي عبد الله(عليه السلام) أو قال له رجل: أصلحك الله، ألم يكن علي(عليه السلام) قوياً في دين الله؟ قال: بلى، قال: فكيف ظهر عليه القوم وكيف لم يمنعهم؟ وما منعه من ذلك؟ قال: آية في كتاب الله عزّ جل منعته، قال: قلت: وأيّ آية هي؟ قال: قول الله عزّ وجل: (لو تزيّلوا لعذّبنا الذين كفروا منهم عذاباً أليماً).
إنه كان لله عزّ وجل ودايع مؤمنون في أصلاب قوم كافرين ومنافقين فلم يكن علي(عليه السلام) ليقتل الآباء حتى تخرج الواديع، فلمّا خرجت الودايع ظهر على من ظهر فقاتله، وكذلك قائمنا أهل البيت لن يظهر أبداً حتى تظهر ودايع الله عزّ وجلّ فاذا ظهرت ظهر على من ظهر فقاتله.(3)
6 ـ ومن الطائفة السادسة ما روي عن الإمام الصادق(عليه السلام) قال:
(والله لا يكون الذي تمُدُنّ إليه أعناقكم حتى تميّزوا وتمحصّــوا، ثم يذهب من عشره شيء ولا يبقى منكم إلا الأندر، ثم تلا هذه الآية: (أم حسبتم أن تدخلوا الجنّة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين).(4)
7 ـ ومن الطائفة السابعة ما روي عن الإمام الباقر(عليه السلام) أنه قال:
(دولتنا آخر الدول، ولم يبق أهل بيت لهم دولة إلا ملكوا قبلنا لئلا يقولوا إذا رأوا سيرتنا إذا ملكنا سرنا مثل سيرة هؤلاء، وهو قول الله عزّ وجلّ: (العاقبة للمتقين).(5)
إذن هناك أسباب واقعية وموضوعية هي التي تكمن وراء ظاهرة الغيبة كشفت هذه النصوص عنها تارة بشكل صريح واُخرى بشكل رمزي هذا من جهة، ومن جهة اُخرى أن كل نص تكفّل ببيان جزء من تلك العلة الواقعية التي ظهرت بمظهر سنّة من سنن الأنبياء، فإن معنى وجود سنـّة هو وجود قانون عام ينطبق على الحوادث التاريخية كلما تشابهت الظروف، وحيث إن الإمام المهدي(عليه السلام) يعبّر عن نفس الخط الذي سار عليه الأنبياء وبعثوا من أجل تحقق أهدافه. إذن سوف تخضع حركته لنفس السنن العامة التي تحققت في حياة الأنبياء(عليهم السلام).
وصلاح الاُمة يقتضي أن يغيب الإمام(عليه السلام) حيث لا تتحقق الأهداف بظهوره قبل الأوان وقبل تهيّؤ الظروف الموضوعية الكفيلة بتحقق أهداف رسالات الأنبياء على يده.
وظهور الإمام قبل أن تتحقّق الظروف الكفيلة بحفظ وجوده الذي يستطيع من خلاله إيجاد التغيير العالمي المنشود قد يستلزم قتله من قبل الظالمين فلا يكوننّ نفع ظهوره أكبر من نفع غيبته في هذه الظروف.
الهوامش
(2) كمال الدين: 481.
(3) علل الشرائيع: 147.
(4) قرب الاسناد: 162.
(5) الغيبة، للشيخ الطوسي: 282، سورة الأعراف.
تعليق