بسم الله الرحمن الرحيم
بالنسبة إلى ولادة الإمام عليه السلام قد ثبتت من الطرق العادية.
كيف نثبت أن الإمام ولد! نقول بأنّه يعرف ولادته أهله وأمه وأبوه وعمته وخالته، لكن كيف نثبت ذلك؟! أنت _ أيها المنكر للولادة _ كيف تثبت أنه لم يولد؟! أنتم لستم من أهل هذا البيت الذي ولد فيه الإمام عليه السلام! أهل البيت يقولون: ولد لنا غلام في هذه الساعة، هكذا كانت المراسم، هكذا عمته وخالته وأبوه وأمه. ولد كالطرق العادية التي يولد فيها الإنسان، غاية الأمر يوجد شيء هنا، وهو أن ولادة الإمام الحجة اقترنت بتكتم. سبب هذا التكتم كما تعلمون أن الأئمة كانوا مطاردين من قبل السلطة الحاكمة _ أموية أو عباسية _ هذا واضح في التأريخ عندهم، رغم أن الأئمة لم يتصدوا للحكم ولم يطالبوا بالحكم، بل تركوا الحكم لهم، هؤلاء الذين أخذوا الحكم، مع ذلك تعرّضوا إلى سجن وقتل ومطاردة ومحاسبة، وبعضهم يأتي به الحاكم من بيته ويوقفه أمامه ويقول له: أنت عندك سلاح، وأنت تريد أن تقلب الحكم.1فإنهم يعلمون أن النبي قال: الأئمة بعدي اثنا عشر وآخرهم يحكم، يعرفون من هم الأئمة، وأسماؤهم موجودة عندهم، لأن الحكام ليسوا أناساً عاديين، بل الحكام يعرفون السنة النبوية لكن غلبت عليهم شقوتهم وغلب عليهم الهوى، فباعوا الآخرة بالدنيا، يعرفون النصوص النبوية، يعرفون أن النبي قال: إن الائمة اثنا عشر وآخرهم يحكم، فكانوا يتربصون إلى هذا الثاني عشر قبل أن يستفحل ويستقوي ويشب عوده ليقتلوه. الإمام الحسن العسكري عليه السلام كان في سامراء، وفرضت عليه إقامة جبرية، ففي الأسبوع الواحد يجب أن يزور البلاط الملكي مرّتين، وعند ما توفي عليه السلام كان عمره ثمان وعشرين سنة، أي أنه منذ تسلم الإمامة وهو محجور عليه في سامراء، فالشيعة لأجل أن يوصلوا الأموال للإمام كانوا يبيعون الدهن للإمام ويضعون في الدهن الدنانير والدراهم، والإمام يأخذ الدهن ويخرج الدنانير والدراهم ويعيش، كان محاصراً وكان مراقباً، فاقترنت ولادة هذا الصبي في التستر، هذا الذي حصل. وتعلمون أن في زمان فرعون حينما أخبر فرعون من قبل بعض العرّافين فقالوا له: يولد في هذه السنة ولد ذكر يقتلك، فأمر بأن كل امرأة حامل تجهض وكل طفل يولد يقتل، ولكن أم موسى تسترت على حملها حتى ولدته. فولادة هذا الغلام الذي هو الإمام الثاني عشر، الذي تعرف السلطة أنه هو الحاكم وهو الذي سيطيح بهم، هذه الولادة أحيطت بالسرية، فولد الإمام عليه السلام. وأبوه الإمام العسكري كان يطلع بعض الشيعة على الولادة، وكان يخفي ولادته على بعض الشيعة، خوفاً من أن يصل الأمر إلى السلطة الظالمة فتأتي وتداهم هذا البيت وتقتل هذا الطفل، وكانت السلطة تطارد الوليد الصغير في عمره الكبير في معناه، ولذلك كانوا يفتشون بيت الإمام، ويفتشون النساء ليروا أياً منهن تكون حاملاً بعد وفاة الإمام الحسن العسكري عليه السلام واستشهاده. كانت مطاردة لنساء أهل البيت في سبيل الحصول على زوجته الحامل أو ولده الذي هو مولود ولكن لا يعلمون به، يريدون القضاء عليه خوفاً من تطبيق قول النبي صلى الله عليه وآله بأن هذا هو الذي يحكم ويطيح بالفساد والضلال. هذا الذي حصل.
فكيف أنتم تنكرون الولادة؟! فإن الولادة حصلت بصورة طبيعية لكن مع التكتم لأجل تلك الظروف التي كانت تحيط بهم.
الهامش :
1:كما في الإمام الكاظم عليه السلام راجع: عيون أخبار الرضا، ج 2: 70، باب 7، ح 1 _ 4.
بالنسبة إلى ولادة الإمام عليه السلام قد ثبتت من الطرق العادية.
كيف نثبت أن الإمام ولد! نقول بأنّه يعرف ولادته أهله وأمه وأبوه وعمته وخالته، لكن كيف نثبت ذلك؟! أنت _ أيها المنكر للولادة _ كيف تثبت أنه لم يولد؟! أنتم لستم من أهل هذا البيت الذي ولد فيه الإمام عليه السلام! أهل البيت يقولون: ولد لنا غلام في هذه الساعة، هكذا كانت المراسم، هكذا عمته وخالته وأبوه وأمه. ولد كالطرق العادية التي يولد فيها الإنسان، غاية الأمر يوجد شيء هنا، وهو أن ولادة الإمام الحجة اقترنت بتكتم. سبب هذا التكتم كما تعلمون أن الأئمة كانوا مطاردين من قبل السلطة الحاكمة _ أموية أو عباسية _ هذا واضح في التأريخ عندهم، رغم أن الأئمة لم يتصدوا للحكم ولم يطالبوا بالحكم، بل تركوا الحكم لهم، هؤلاء الذين أخذوا الحكم، مع ذلك تعرّضوا إلى سجن وقتل ومطاردة ومحاسبة، وبعضهم يأتي به الحاكم من بيته ويوقفه أمامه ويقول له: أنت عندك سلاح، وأنت تريد أن تقلب الحكم.1فإنهم يعلمون أن النبي قال: الأئمة بعدي اثنا عشر وآخرهم يحكم، يعرفون من هم الأئمة، وأسماؤهم موجودة عندهم، لأن الحكام ليسوا أناساً عاديين، بل الحكام يعرفون السنة النبوية لكن غلبت عليهم شقوتهم وغلب عليهم الهوى، فباعوا الآخرة بالدنيا، يعرفون النصوص النبوية، يعرفون أن النبي قال: إن الائمة اثنا عشر وآخرهم يحكم، فكانوا يتربصون إلى هذا الثاني عشر قبل أن يستفحل ويستقوي ويشب عوده ليقتلوه. الإمام الحسن العسكري عليه السلام كان في سامراء، وفرضت عليه إقامة جبرية، ففي الأسبوع الواحد يجب أن يزور البلاط الملكي مرّتين، وعند ما توفي عليه السلام كان عمره ثمان وعشرين سنة، أي أنه منذ تسلم الإمامة وهو محجور عليه في سامراء، فالشيعة لأجل أن يوصلوا الأموال للإمام كانوا يبيعون الدهن للإمام ويضعون في الدهن الدنانير والدراهم، والإمام يأخذ الدهن ويخرج الدنانير والدراهم ويعيش، كان محاصراً وكان مراقباً، فاقترنت ولادة هذا الصبي في التستر، هذا الذي حصل. وتعلمون أن في زمان فرعون حينما أخبر فرعون من قبل بعض العرّافين فقالوا له: يولد في هذه السنة ولد ذكر يقتلك، فأمر بأن كل امرأة حامل تجهض وكل طفل يولد يقتل، ولكن أم موسى تسترت على حملها حتى ولدته. فولادة هذا الغلام الذي هو الإمام الثاني عشر، الذي تعرف السلطة أنه هو الحاكم وهو الذي سيطيح بهم، هذه الولادة أحيطت بالسرية، فولد الإمام عليه السلام. وأبوه الإمام العسكري كان يطلع بعض الشيعة على الولادة، وكان يخفي ولادته على بعض الشيعة، خوفاً من أن يصل الأمر إلى السلطة الظالمة فتأتي وتداهم هذا البيت وتقتل هذا الطفل، وكانت السلطة تطارد الوليد الصغير في عمره الكبير في معناه، ولذلك كانوا يفتشون بيت الإمام، ويفتشون النساء ليروا أياً منهن تكون حاملاً بعد وفاة الإمام الحسن العسكري عليه السلام واستشهاده. كانت مطاردة لنساء أهل البيت في سبيل الحصول على زوجته الحامل أو ولده الذي هو مولود ولكن لا يعلمون به، يريدون القضاء عليه خوفاً من تطبيق قول النبي صلى الله عليه وآله بأن هذا هو الذي يحكم ويطيح بالفساد والضلال. هذا الذي حصل.
فكيف أنتم تنكرون الولادة؟! فإن الولادة حصلت بصورة طبيعية لكن مع التكتم لأجل تلك الظروف التي كانت تحيط بهم.
الهامش :
1:كما في الإمام الكاظم عليه السلام راجع: عيون أخبار الرضا، ج 2: 70، باب 7، ح 1 _ 4.
تعليق