بسم الله الرحمن الرحيم
جرى البحث بين المفكرين الإسلاميين في حقيقة السفياني وهل أنه رمزٌ أم شخص؟ بعد البحث في نفس علائم الظهور من هذه الجهة أيضاً، فمن قال بأن علائم الظهور حقيقية مشخصة وليست رمزية مهملة، استدلَّ بالأخذ بظاهر الروايات والقراءات المستقبلية وأنها تدلُّ على معان معينة بذاتها، لا أنها رموز تحكي عن معانٍ غامضة يحلّها الزمن وتطبيقاته، فالسيف في الرواية هو السيف ذاته والذي كان ولا زال آلة للقتال، والبراذين هي نفس البراذين المركوبة في عصر النصّ لا أنها رمز للآليات العسكرية كالمدرعات والدبابات وغيرها من آلات الحرب النقلية، وهكذا سائر علائم الظهور وما بعد الظهور، وإن استبعدنا ذلك في زمننا الحاضر لندرة استعمال مثل هذه الأدوات في الحروب كالسيف والخيل والرمح وما شاكل من آليات القتال المستعملة في عصر النصّ. كلُّ ذلك عملاً بظاهر النصّ واستبعاد التأويل والمجازية لضعف القرينة الصارفة وعدم كفايتها للتخلي عن أصالة الحقيقة.ومن قائل بأن هذه العلائم رموز وكنايات عن حقائق لا فائدة من كشفها في زمن النصّ، فالسيف يرمز لكل ما يقاتل به في العصور المختلفة، ولعدم إمكان بيان خصوصيات الأسلحة المستعملة بعد أربعة عشر قرناً من زمن النصّ أو أكثر لم يجد المعصوم بُدّاً من الكناية واستعمال الألفاظ التي تدلُّ على أدوات القتال _ مثلاً _ المستعملة في حينها، إذ لو كان المعصوم يستعمل لفظ دبّابة أو مدرعة أو حاملات طائرات مثلاً لما فهم المخاطَب شيئاً ولكثر السؤال والاستفهام ولعلَّ ذلك يؤدّي بالبعض حتّى إلى الاستهزاء والسخرية.إذن، فتلك العلامات تحكي عن معان مجهولة تمام الجهالة لمستمع خطاب المعصوم في حينها، فإذا ما تغيرت المجتمعات وتطوّرت الحضارة فلا ضرورة للقتال بنفس الأدوات القديمة فإنّ ذلك يعدُّ سخفاً لا يتلائم مع الفكر الصحيح السليم.
والحق أنه لا بدَّ من التفرقة بين العلائم وأخذ كل علامة على حدة ودراستها كقضية مستقلة والبتّ في رمزيتها أو شخصيتها وحقيقيتها بمعزل عن سائر العلائم لمعرفة إمكان الأخذ بها على نحو الحقيقية والمجازية والرمزية. فالسيف يمكن أن يكون رمزاً لقوة السلاح المستعمل في القتال فيما إذا استحال استعماله في لاحق زمن النصّ والعصور التالية، وأما إذا بقي احتمالُ استعماله بنفسه قائماً كآلة للقتال في الحروب حتّى بعد أزمنة طويلة من عصر النصّ، لم يكن صرف اللفظ عن معناه الحقيقي إلى المجازي مُسْتَدَلاً.وأما إذا كانت العلامة مثل علامة الدَّجّال التي ورد في وصفه ببعض الحالات والأمور التي لم يكن تحقّقها ممكناً حتّى في زمن النصّ، فواضح أن المراد فيها إشارات ورموز ولا يراد فيها معانيها الحقيقية ضرورة استبعاد تحقق هذه الأمور حتّى بعد أزمنة طويلة من زمن النصّ وبعد القطع بعدم وجود مثال له على مرَّ التاريخ حتّى في أيام الطناطلة!! ومن هنا نضطر إلى حمل هذه الأخبار على الرمزية.إذن فالتفريق بين العلائم ضروري ولا يمكن الحكم بالرمزية على كل العلائم، كما لا يمكن الحكم بالشخصية والواقعية على كل العلائم.
يتبع
جرى البحث بين المفكرين الإسلاميين في حقيقة السفياني وهل أنه رمزٌ أم شخص؟ بعد البحث في نفس علائم الظهور من هذه الجهة أيضاً، فمن قال بأن علائم الظهور حقيقية مشخصة وليست رمزية مهملة، استدلَّ بالأخذ بظاهر الروايات والقراءات المستقبلية وأنها تدلُّ على معان معينة بذاتها، لا أنها رموز تحكي عن معانٍ غامضة يحلّها الزمن وتطبيقاته، فالسيف في الرواية هو السيف ذاته والذي كان ولا زال آلة للقتال، والبراذين هي نفس البراذين المركوبة في عصر النصّ لا أنها رمز للآليات العسكرية كالمدرعات والدبابات وغيرها من آلات الحرب النقلية، وهكذا سائر علائم الظهور وما بعد الظهور، وإن استبعدنا ذلك في زمننا الحاضر لندرة استعمال مثل هذه الأدوات في الحروب كالسيف والخيل والرمح وما شاكل من آليات القتال المستعملة في عصر النصّ. كلُّ ذلك عملاً بظاهر النصّ واستبعاد التأويل والمجازية لضعف القرينة الصارفة وعدم كفايتها للتخلي عن أصالة الحقيقة.ومن قائل بأن هذه العلائم رموز وكنايات عن حقائق لا فائدة من كشفها في زمن النصّ، فالسيف يرمز لكل ما يقاتل به في العصور المختلفة، ولعدم إمكان بيان خصوصيات الأسلحة المستعملة بعد أربعة عشر قرناً من زمن النصّ أو أكثر لم يجد المعصوم بُدّاً من الكناية واستعمال الألفاظ التي تدلُّ على أدوات القتال _ مثلاً _ المستعملة في حينها، إذ لو كان المعصوم يستعمل لفظ دبّابة أو مدرعة أو حاملات طائرات مثلاً لما فهم المخاطَب شيئاً ولكثر السؤال والاستفهام ولعلَّ ذلك يؤدّي بالبعض حتّى إلى الاستهزاء والسخرية.إذن، فتلك العلامات تحكي عن معان مجهولة تمام الجهالة لمستمع خطاب المعصوم في حينها، فإذا ما تغيرت المجتمعات وتطوّرت الحضارة فلا ضرورة للقتال بنفس الأدوات القديمة فإنّ ذلك يعدُّ سخفاً لا يتلائم مع الفكر الصحيح السليم.
والحق أنه لا بدَّ من التفرقة بين العلائم وأخذ كل علامة على حدة ودراستها كقضية مستقلة والبتّ في رمزيتها أو شخصيتها وحقيقيتها بمعزل عن سائر العلائم لمعرفة إمكان الأخذ بها على نحو الحقيقية والمجازية والرمزية. فالسيف يمكن أن يكون رمزاً لقوة السلاح المستعمل في القتال فيما إذا استحال استعماله في لاحق زمن النصّ والعصور التالية، وأما إذا بقي احتمالُ استعماله بنفسه قائماً كآلة للقتال في الحروب حتّى بعد أزمنة طويلة من عصر النصّ، لم يكن صرف اللفظ عن معناه الحقيقي إلى المجازي مُسْتَدَلاً.وأما إذا كانت العلامة مثل علامة الدَّجّال التي ورد في وصفه ببعض الحالات والأمور التي لم يكن تحقّقها ممكناً حتّى في زمن النصّ، فواضح أن المراد فيها إشارات ورموز ولا يراد فيها معانيها الحقيقية ضرورة استبعاد تحقق هذه الأمور حتّى بعد أزمنة طويلة من زمن النصّ وبعد القطع بعدم وجود مثال له على مرَّ التاريخ حتّى في أيام الطناطلة!! ومن هنا نضطر إلى حمل هذه الأخبار على الرمزية.إذن فالتفريق بين العلائم ضروري ولا يمكن الحكم بالرمزية على كل العلائم، كما لا يمكن الحكم بالشخصية والواقعية على كل العلائم.
يتبع
تعليق