بسم الله الرحمن الرحيم
ورد في كثير من الروايات إنّ همّ السفياني الأوّل هو القضاء على شيعة أمير المؤمنين عليه السلام، كما في خبر جابر الجعفي عن الباقر عليه السلام أنه قال: (... ثمّ لا يكون له هِمّة إلاّ الإقبال نحو العراق...) (1).
وفي رواية حذيفة بن اليمان عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ذكر منها الفتن قال: (... فبينما هم كذلك يخرج عليهم السفياني من الوادي اليابس في فور ذلك حتّى ينزل دمشق فيبعث جيشين جيشاً إلى المشرق(2 وآخر إلى المدينة حتّى ينزلوا أرض بابل من المدينة الملعونة _ يعني بغداد _(3) فيقتلون أكثر من ثلاثة آلاف ويفضحون(4) أكثر من مائة امرأة... ثمّ ينحدرون إلى الكوفة فيخرّبون ما حولها...) (5).
وفي خطبة البيان لأمير المؤمنين عليه السلام: (... ألا ويلٌ لكوفانكم هذه وما يحلُّ بها من السفياني في ذلك الزمان... فيا ويل لكوفانكم من نزوله بداركم يملك حريمكم ويذبح أطفالكم ويهتك نساءكم).
وفيها أيضاً: (ألا وأن السفياني يدخل البصرة ثلاث دخلات يذلّ فيها العزيز ويسبي فيها الحريم...).
وقد ورد أيضاً في الخطبة: (ولا يزال السفياني يقتل كلَّ من اسمه محمّد وعلي وحسن وحسين وفاطمة وجعفر وموسى وزينب وخديجة ورقية بغضاً وحَنقاً لآل محمّد) (6).
وفي رواية معتبرة عن الإمام الباقر عليه السلام أنه قال: (... فإنّ حَنَقَه وشَرَهه إنّما هي(7) على شيعتنا) (8).
وفي رواية عن الباقر عليه السلام: (... ويبعث السفياني جيشاً إلى الكوفة وعددهم سبعون ألفاً يصيبون من أهل الكوفة قتلاً وصلباً وسبياً...) (9).
وقد ورد في الخبر المروي عن أمير المؤمنين عليه السلام أن السفياني يدور في الأمصار والأقطار يقتل أهل العلم... إلى أن يقول عليه السلام: (ثمّ يبعث فيجمع الأطفال ويغلي الزيت لهم فيقولون: إن كان آباؤنا عصوك فنحن ما ذنبنا؟ فيأخذ منهم اثنين اسمهما حسن وحسين فيصلبهما ثمّ يسير إلى الكوفة فيفعل بها كما فعله بالأطفال ويصلب على باب مسجدها طفلين اسمهما حسن وحسين فتغلي دماؤهما كما غلى دمُ يحيى بن زكريا فإذا رأى _ السفياني _ ذلك أيقن بالهلاك والبلاء فيخرج هارباً منها متوجهاً إلى الشام...) (10).
فمن هذه الروايات وغيرها يظهر لنا جلياً حقد وكره هذا المعتوه المعقَّد لأهل البيت عليهم السلام وشيعتهم، والمرجّح هو إنّ هذا الحنق والكراهية لأتباع أهل البيت من قبل السفياني إنما هو لسببين:
الأوّل: الاختلاف العقائدي والفكري بين المدرسة التي ينتمي إليها السفياني والمدرسة التي ينتمي إليها شيعة أهل البيت عليهم السلام وهذا السبب سبب جذري متأصّل ممتد إلى قرون طويلة لكنها ستأخذ شكلاً متميّزاً في زمن السفياني يتسم بالافراط الكبير والوحشية والهمجية والابتعاد عن كل القيم الإنسانية فضلاً عن الإسلاميّة، فإن كان أسلاف السفياني قد استحوا قليلاً بسبب قربهم من زمن النبي صلى الله عليه وآله وسلم والصحابة، لكن هذا الرجل بعيدٌ كلَّ البعد عن الحياء فضلاً عن الرادع الديني، ذلك إنه يشعر بالخطر المحدق بمدرسته وقد أحاط به من كل جانب ولعلَّه لما يرى من إقبال الناس على مدرسة أهل البيت عليهم السلام، وبقراءة فاحصة لمجريات الأمور الفكرية والعقائدية في زمننا هذا والتحوّلات العقائدية الفردية والجماعية التي تحدث في هذا البلد وذاك وانتشار مبادئ التشيع في البلدان، يزول الاستغراب والاستبعاد عن مثل هذه التصرفات السفيانية وكما جاء في الرواية المتقدمة عن الصادق عليه السلام: (إنّا وآل أبي سُفيان أهلُ بيتين تعادينا في الله قلنا: صدق الله، وقالوا: كذب الله، قاتل أبو سفيان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وقاتل معاوية علي ابن أبي طالب، وقاتل يزيد بن معاوية الحسين بن علي، والسفياني يقاتل القائم) (11).
إذن فالصراع بين السفياني وبين أتباع أهل البيت عليهم السلام إنما هو صراع فكري عقائدي.
الثاني: السبب الثاني لعداوة السفياني لشيعة آل محمّد صلى الله عليه وآله وسلم هو أن الشيعة هم القاعدة الأساسية لحركة الإمام المهدي عليه السلام وهذا الأمر واضحٌ كلَّ الوضوح في نفس السفياني، لذا يحاول جاهداً تصفية هذه القاعدة والقضاء عليها تمهيداً للقضاء على حركة الإمام المهدي عليه السلام.
الهوامش :ورد في كثير من الروايات إنّ همّ السفياني الأوّل هو القضاء على شيعة أمير المؤمنين عليه السلام، كما في خبر جابر الجعفي عن الباقر عليه السلام أنه قال: (... ثمّ لا يكون له هِمّة إلاّ الإقبال نحو العراق...) (1).
وفي رواية حذيفة بن اليمان عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ذكر منها الفتن قال: (... فبينما هم كذلك يخرج عليهم السفياني من الوادي اليابس في فور ذلك حتّى ينزل دمشق فيبعث جيشين جيشاً إلى المشرق(2 وآخر إلى المدينة حتّى ينزلوا أرض بابل من المدينة الملعونة _ يعني بغداد _(3) فيقتلون أكثر من ثلاثة آلاف ويفضحون(4) أكثر من مائة امرأة... ثمّ ينحدرون إلى الكوفة فيخرّبون ما حولها...) (5).
وفي خطبة البيان لأمير المؤمنين عليه السلام: (... ألا ويلٌ لكوفانكم هذه وما يحلُّ بها من السفياني في ذلك الزمان... فيا ويل لكوفانكم من نزوله بداركم يملك حريمكم ويذبح أطفالكم ويهتك نساءكم).
وفيها أيضاً: (ألا وأن السفياني يدخل البصرة ثلاث دخلات يذلّ فيها العزيز ويسبي فيها الحريم...).
وقد ورد أيضاً في الخطبة: (ولا يزال السفياني يقتل كلَّ من اسمه محمّد وعلي وحسن وحسين وفاطمة وجعفر وموسى وزينب وخديجة ورقية بغضاً وحَنقاً لآل محمّد) (6).
وفي رواية معتبرة عن الإمام الباقر عليه السلام أنه قال: (... فإنّ حَنَقَه وشَرَهه إنّما هي(7) على شيعتنا) (8).
وفي رواية عن الباقر عليه السلام: (... ويبعث السفياني جيشاً إلى الكوفة وعددهم سبعون ألفاً يصيبون من أهل الكوفة قتلاً وصلباً وسبياً...) (9).
وقد ورد في الخبر المروي عن أمير المؤمنين عليه السلام أن السفياني يدور في الأمصار والأقطار يقتل أهل العلم... إلى أن يقول عليه السلام: (ثمّ يبعث فيجمع الأطفال ويغلي الزيت لهم فيقولون: إن كان آباؤنا عصوك فنحن ما ذنبنا؟ فيأخذ منهم اثنين اسمهما حسن وحسين فيصلبهما ثمّ يسير إلى الكوفة فيفعل بها كما فعله بالأطفال ويصلب على باب مسجدها طفلين اسمهما حسن وحسين فتغلي دماؤهما كما غلى دمُ يحيى بن زكريا فإذا رأى _ السفياني _ ذلك أيقن بالهلاك والبلاء فيخرج هارباً منها متوجهاً إلى الشام...) (10).
فمن هذه الروايات وغيرها يظهر لنا جلياً حقد وكره هذا المعتوه المعقَّد لأهل البيت عليهم السلام وشيعتهم، والمرجّح هو إنّ هذا الحنق والكراهية لأتباع أهل البيت من قبل السفياني إنما هو لسببين:
الأوّل: الاختلاف العقائدي والفكري بين المدرسة التي ينتمي إليها السفياني والمدرسة التي ينتمي إليها شيعة أهل البيت عليهم السلام وهذا السبب سبب جذري متأصّل ممتد إلى قرون طويلة لكنها ستأخذ شكلاً متميّزاً في زمن السفياني يتسم بالافراط الكبير والوحشية والهمجية والابتعاد عن كل القيم الإنسانية فضلاً عن الإسلاميّة، فإن كان أسلاف السفياني قد استحوا قليلاً بسبب قربهم من زمن النبي صلى الله عليه وآله وسلم والصحابة، لكن هذا الرجل بعيدٌ كلَّ البعد عن الحياء فضلاً عن الرادع الديني، ذلك إنه يشعر بالخطر المحدق بمدرسته وقد أحاط به من كل جانب ولعلَّه لما يرى من إقبال الناس على مدرسة أهل البيت عليهم السلام، وبقراءة فاحصة لمجريات الأمور الفكرية والعقائدية في زمننا هذا والتحوّلات العقائدية الفردية والجماعية التي تحدث في هذا البلد وذاك وانتشار مبادئ التشيع في البلدان، يزول الاستغراب والاستبعاد عن مثل هذه التصرفات السفيانية وكما جاء في الرواية المتقدمة عن الصادق عليه السلام: (إنّا وآل أبي سُفيان أهلُ بيتين تعادينا في الله قلنا: صدق الله، وقالوا: كذب الله، قاتل أبو سفيان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وقاتل معاوية علي ابن أبي طالب، وقاتل يزيد بن معاوية الحسين بن علي، والسفياني يقاتل القائم) (11).
إذن فالصراع بين السفياني وبين أتباع أهل البيت عليهم السلام إنما هو صراع فكري عقائدي.
الثاني: السبب الثاني لعداوة السفياني لشيعة آل محمّد صلى الله عليه وآله وسلم هو أن الشيعة هم القاعدة الأساسية لحركة الإمام المهدي عليه السلام وهذا الأمر واضحٌ كلَّ الوضوح في نفس السفياني، لذا يحاول جاهداً تصفية هذه القاعدة والقضاء عليها تمهيداً للقضاء على حركة الإمام المهدي عليه السلام.
(1 غيبة النعماني: 279 و280؛ بحار الأنوار 52: 237.
2) باعتبار أن الكوفة تقع إلى شرق الشام.
(3) لعلَّ ما بين الفاصلتين من كلام الراوي.
(4) كذا في البحار، وفي تفسير الثعلبي وتفسير الطبري: ويبقرون بها، وفي تفسير القرطبي: ويفتضون.
(5) بحار الأنوار 52: 186 عن تفسير الثعلبي؛ ورواه الطبري في تفسيره والسلمي في عقد الدرر.
(6) إلزام الناصب 2: 173/ خطبة البيان.
(7) هكذا في المصدر.
(8) غيبة النعماني: 417.
(9) غيبة النعماني: 392.
10) عقد الدرر: 93 و94.
11) معجم أحاديث المهدي عليه السلام 3: 467.
تعليق