قال تعالى :*? سُنَّةَ مَن قَدْ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِن رُّسُلِنَا وَلاَ تَجِدُ لِسُنَّتِنَا تَحْوِيلاً?77?أ َقِمِ الصَّلاَةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُوداً?78? وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَّحْمُوداً?79? وَقُل رَّبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَل لِّي مِن لَّدُنكَ سُلْطَاناً نَّصِيراً?80? وَقُلْ جَاء الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً?81? ?
العباس في كلمات أهل البيت :
أحاديث أهل البيت* تدور حول أهم عناصر شخصية العباس والتي* تختصر في علاقة خاصة جداً بالله سبحانه وتعالى وإمام زمانه وهو الإمام الحسين* التي وشحها بالنصرة المطلقة والإيمان الصلب بالقائد والعمل الدؤوب* من أجل سلامته ونصرته فلقد آثر وفدى أخاه بنفسه حتى قطعت يداه فتنعكس تلك العلاقة* في صورة حب وتفاني ومواساة وفداء. كما قال الإمام زين العابدين* : " رحم الله عمي العباس فلقد آثر وأبلى، وفدى أخاه بنفسه حتى قطعت يداه فأبدله الله بجناحين يطير بهما مع الملائكة، كما جعل لجعفر بن أبي طالب، وإن للعباس عند الله تبارك وتعالى منزلة يغبطه عليها جميع الشهداء يوم القيامة " .*
وأما الإمام الصادق* فيشير إلى منشأ هذه القوة في شخصيته والتفاني والإيثار عند العباس وذلك لصفة هامة عند العباس وهي صلابة الإيمان.
وقال الإمام الصادق* :*" كان عمنا العباس بن علي نافذ البصيرة صلب الإيمان، جاهد مع أبي عبد الله وأبلى بلاء حسنا، ومضى شهيداً " .
وقال الإمام المهدي أرواحنا له الفداء (عج) :*" السلام على أبي الفضل العباس بن أمير المؤمنين، المواسي بنفسه الآخذ لغده من أمسه، الفادي له، الواقي له، الساعي إليه بماءه المقطوعة يداه " .
ما معنى المواسي أخاه بنفسه؟!! ما معنى الآخذ لغده من أمسه؟!! ما معنى الفادي له؟!! الواقي له؟!! الساعي إليه بماءه؟!!
هل يعني ذلك أن عظم ما جرى على العباس من جراح كان يهون على الإمام الحسين كل خطب؟ هل يعني أن العباس كان بحياته يجعل من كل خطب كأنه لم يقع؟! هل يعني أن جزء من أرزاء الحسين* كان قد تحملها الحسين وإلا لكان القوم يفعلون أكثر مما فعلوا وكان العباس يتحمل جزء من أرزاءه ومصائبه؟! لقد كان العباس واستشهاده فاصل بين مرحلتين فبمجرد أن استشهد بدأت الرزية العظمى والفاجعة الكبرى.
إن هذه الروايات تشير إلى النتائج والأسباب والأعمال الكبيرة التي حققها العباس في مفردات تعتبر الركيزة وهي تختصر رحلة العباس لله سبحانه وتعالى:
1-النتيجة : منزلة يغبطها عليه كل الشهداء (مقام محمود).
2-الواقع النفسي والعقلي والروحي للعباس: نفاذ البصيرة وصلابة الإيمان (نتيجة لبرنامج روحي خاص جداً).
3-الأعمال: فداء الحسين* ومواساته والإيثار في سبيله ووقايته وحمايته نهضته والسعي له بماءه والعاطفة الصادقة والعميقة المتمثلة في كل ذلك.
*من العباس نتعلم العلاقة مع إمام الزمان:
يمثل العباس عمق العلاقة مع الإمام وصدق التفاني من أجله والعمل بكله من أجل أن يحقق أهم منجز في سبيله وإذا كانت شهادة العباس* منجزه الذي يغبطه عليها جميع الشهداء يوم القيامة فإن حياته المليئة بالحب الإلهي وعلاقته الخاصة جداً بالإمام الحسين* هي مقدمات وأسباب ذلك المنجز و هي أحد منابع القوة في حركته وهذه العظمة التي كانت تتجلى في هذا الطود العظيم والشخصية الكاملة المليئة بالصلابة والرصانة والتي تنطلق من صفات الأولياء وقد صبغت بأدب الرب سبحانه وتعالى فلابد أن نبحث في بعض أسرارها؟!!
إن عظمة شخصية العباس تستدعي أن نقف على منبع هذه العظمة ومصدر هذه القوة في حياته؟ وأن نفكر في البرنامج الخاص بالعباس؟
ويمكن أن تستوقفنا أسئلة جوهرية تتعلق بمعنويات العباس ؟
وأهم مفرداتها؟ وأثر هذه المعنويات في الحياة؟
ما هي المعنويات:
المعنويات هي جانب الغيب في أفق النفس وهي علاج المؤمن الذي يلجئ إليه دائماً في استشفاء نفسه وطبابتها ومعالجة أحزانه وآلامه وهي الطاقة التي تدفعه لله سبحانه وتعالى ومن أهم تلك المفردات وبرنامجه الخاص:
-اليقين –التسليم -الصدق الداخلية -صدق النية وفي البحث دائماً آيات القرآن الكريم قائد لقراءة الأولياء والصالحين وبرامجهم الروحية والنفسية وتقودنا هذه الآية لهذا الدرس المهم في شخصية العباس* متمثلة في برنامجه المعنوي في ثلاث مفردات:
1-العمل على أداء الفرائض الواجبة وهي الصلاة قال تعالى: ? أ َقِمِ الصَّلاَةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُوداً?78? ? .
2-رسم برنامج روحي يكون على رأسه صلاة الليل والتي تجعل من متنفلها على طريق المقام المحمود قال تعالى : ? وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَّحْمُوداً?79? ? .
3-منهج الحياة الأمثل لهذا الشهيد الذي حقق أعلى مرتبة يبلغها شهيد حتى أصبح للعباس* منزلة يغبطها عليه كل الشهداء وهو إلتزام منهج الصدق في كل الأعمال بدء من أهم عمل وهو النية ثم التخطيط والتنفيذ والنهاية بل وما بعد النهاية حتى لا تخالطه أي شوائب الرياء والسمعة أو المعكرات النفسية أو الفكرية إنه إلتزام تجسد في حياة العباس العابد والزاهد والمواسي لأخيه قال تعالى : ? وَقُل رَّبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَل لِّي مِن لَّدُنكَ سُلْطَاناً نَّصِيراً?80? ? .
آثار هذا السلوك:
1-المقام المحمود والقرب من الله سبحانه تعالى وهو وإن كان متحقق للنبي* في الدرجة الأولى حيث فسرتها الأحاديث والآثار بأنها شفاعة النبي* فإن للشهداء وللمؤمنين والصالحين والسائرين في النهج نفسه والعاملين بالبرنامج القرآني الذي أشرنا له نصيب منها هذا ما تنصف عليه الروايات ولذا فإن للعباس مقام محمود عند الله سبحانه وتعالى.
2-الاطمئنان والرضا النفسي
حيث يعيش الأولياء إقبال على الواحد الأحد وإيمان خالص لا تشوبه الشوائب ولا تعكره الدوافع فلا يريدون من برامجهم المعنوية إلا القرب من الله سبحانه وتعالى وفي المقابل كل أسباب الضعف والمرض النفسي هي الإدبار عن الله سبحانه وتعالى قال تعالى : ? وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى ?* طه124
وحب الدنيا التي تؤدي إلى شعور دائم بالعطش وفي الروايات تصريح بهذا قال أمير المؤمنين* : " الرغبة في الدنيا تورث الغم والحزن. والزهد في الدنيا راحة القلب والبدن "*.
وقال* : " إن الله بعدله وقسطه جعل الروح والراحة في اليقين والرضا وجعل الهم والحزن في الشك والسخط " . وقال الإمام العسكري : " لم يعرف راحة القلب من لم يجرعه الحلم غصص الغيظ " . وقال أمير المؤمنين* :*" حسن الظن راحة القلب وسلامة البدن " .
إن حب الدنيا هي سبب أكبر جريمة حدثت في التاريخ أي قتل الحسين* وقد أشار سيد الشهداء إلى هذا المعنى في خطبه ومن الآثار المرضية لحب الدنيا وجود الحسد وهو من أهم أسباب الشقاء النفسي ومحاربة الأولياء فقد جاء في الخصال : عن الصادق* : " لا يطمعن الحسود في راحة القلب" .
ومن أسباب الهم أيضاً التقصير في العمل للدنيا والآخرة* قال الباقر : «عجبا لمن يحتمي من الطعام مخافة الداء كيف لا يحتمي من الذنوب مخافة النار» .
3-نماء القدرات والزيادة في الخيرات.
قال تعالى : ? وَقُل رَّبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَل لِّي مِن لَّدُنكَ سُلْطَاناً نَّصِيراً?80? ? .
إن صلابة الإيمان تأتي بسبب وجود عدد من المعنويات منها اليقين والصدق والتسليم والرضا وحسن الظن بالله سبحانه وتعالى وصدق النية الإخلاص في العمل حيث يستمد المؤمن القوة من ذكر الله وحسن الظن به والرجوع الدائم إليه والاستغفار كل أسباب النجاح والنصر فهذا نوح يشير إلى أسباب الخير والقوة حيث يخاطب قومه قائلا :*? وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَاراً وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلاَ تَتَوَلَّوْاْ مُجْرِمِينَ ? نوح52
إن الإنابة والرجوع إلى الله أهم أسباب الخير :*? فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً?10? يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَاراً?11? وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَاراً?12? ? .
4-الكفاءة الاجتماعية.
كثير من الآيات والروايات تشير إلى آثار التهجد و السلوك إلى في حياة المؤمن حيث ورد أن صلاة الله شرف الإنسان في النهار وأنه تسبب المحبة وهناك آفاق رحبة وواسعة تنفتح للإنسان بسبب التقوى والإخلاص والعمل الصالح والتوبة الدائمة وفي كل حال وعلى الدوام. وهذا أحد معاني المقام المحمود وهو التوفيق للكمالات الدنيوية والأخروية.
5-النصر الإلهي.
التوفيق للدخول في عمل التمهيد للإمام صاحب العصر والزمان لا يبدء دون الدخول في البرامج الروحية الصحيحة والإلتزام بما أسس من خلال شخصية العباس* فكل أعمال الأنبياء والأولياء والأئمة تنظر إلى تحول الأرض كلها إلى التوحيد العملي بعد أن تكون آمنت به نظرياً وذلك لا يتحقق إلا بظهور الإمام صاحب العصر والزمان هل يعني هذا أن نتعلم من العباس* كيف ننصر إمام زماننا؟ وما أهم بدايات وبرامج النصرة؟ هذا ما نقرأه في كتاب العباس* قال تعالى :*? وَقُلْ جَاء الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً?81? ? .
العباس في كلمات أهل البيت :
أحاديث أهل البيت* تدور حول أهم عناصر شخصية العباس والتي* تختصر في علاقة خاصة جداً بالله سبحانه وتعالى وإمام زمانه وهو الإمام الحسين* التي وشحها بالنصرة المطلقة والإيمان الصلب بالقائد والعمل الدؤوب* من أجل سلامته ونصرته فلقد آثر وفدى أخاه بنفسه حتى قطعت يداه فتنعكس تلك العلاقة* في صورة حب وتفاني ومواساة وفداء. كما قال الإمام زين العابدين* : " رحم الله عمي العباس فلقد آثر وأبلى، وفدى أخاه بنفسه حتى قطعت يداه فأبدله الله بجناحين يطير بهما مع الملائكة، كما جعل لجعفر بن أبي طالب، وإن للعباس عند الله تبارك وتعالى منزلة يغبطه عليها جميع الشهداء يوم القيامة " .*
وأما الإمام الصادق* فيشير إلى منشأ هذه القوة في شخصيته والتفاني والإيثار عند العباس وذلك لصفة هامة عند العباس وهي صلابة الإيمان.
وقال الإمام الصادق* :*" كان عمنا العباس بن علي نافذ البصيرة صلب الإيمان، جاهد مع أبي عبد الله وأبلى بلاء حسنا، ومضى شهيداً " .
وقال الإمام المهدي أرواحنا له الفداء (عج) :*" السلام على أبي الفضل العباس بن أمير المؤمنين، المواسي بنفسه الآخذ لغده من أمسه، الفادي له، الواقي له، الساعي إليه بماءه المقطوعة يداه " .
ما معنى المواسي أخاه بنفسه؟!! ما معنى الآخذ لغده من أمسه؟!! ما معنى الفادي له؟!! الواقي له؟!! الساعي إليه بماءه؟!!
هل يعني ذلك أن عظم ما جرى على العباس من جراح كان يهون على الإمام الحسين كل خطب؟ هل يعني أن العباس كان بحياته يجعل من كل خطب كأنه لم يقع؟! هل يعني أن جزء من أرزاء الحسين* كان قد تحملها الحسين وإلا لكان القوم يفعلون أكثر مما فعلوا وكان العباس يتحمل جزء من أرزاءه ومصائبه؟! لقد كان العباس واستشهاده فاصل بين مرحلتين فبمجرد أن استشهد بدأت الرزية العظمى والفاجعة الكبرى.
إن هذه الروايات تشير إلى النتائج والأسباب والأعمال الكبيرة التي حققها العباس في مفردات تعتبر الركيزة وهي تختصر رحلة العباس لله سبحانه وتعالى:
1-النتيجة : منزلة يغبطها عليه كل الشهداء (مقام محمود).
2-الواقع النفسي والعقلي والروحي للعباس: نفاذ البصيرة وصلابة الإيمان (نتيجة لبرنامج روحي خاص جداً).
3-الأعمال: فداء الحسين* ومواساته والإيثار في سبيله ووقايته وحمايته نهضته والسعي له بماءه والعاطفة الصادقة والعميقة المتمثلة في كل ذلك.
*من العباس نتعلم العلاقة مع إمام الزمان:
يمثل العباس عمق العلاقة مع الإمام وصدق التفاني من أجله والعمل بكله من أجل أن يحقق أهم منجز في سبيله وإذا كانت شهادة العباس* منجزه الذي يغبطه عليها جميع الشهداء يوم القيامة فإن حياته المليئة بالحب الإلهي وعلاقته الخاصة جداً بالإمام الحسين* هي مقدمات وأسباب ذلك المنجز و هي أحد منابع القوة في حركته وهذه العظمة التي كانت تتجلى في هذا الطود العظيم والشخصية الكاملة المليئة بالصلابة والرصانة والتي تنطلق من صفات الأولياء وقد صبغت بأدب الرب سبحانه وتعالى فلابد أن نبحث في بعض أسرارها؟!!
إن عظمة شخصية العباس تستدعي أن نقف على منبع هذه العظمة ومصدر هذه القوة في حياته؟ وأن نفكر في البرنامج الخاص بالعباس؟
ويمكن أن تستوقفنا أسئلة جوهرية تتعلق بمعنويات العباس ؟
وأهم مفرداتها؟ وأثر هذه المعنويات في الحياة؟
ما هي المعنويات:
المعنويات هي جانب الغيب في أفق النفس وهي علاج المؤمن الذي يلجئ إليه دائماً في استشفاء نفسه وطبابتها ومعالجة أحزانه وآلامه وهي الطاقة التي تدفعه لله سبحانه وتعالى ومن أهم تلك المفردات وبرنامجه الخاص:
-اليقين –التسليم -الصدق الداخلية -صدق النية وفي البحث دائماً آيات القرآن الكريم قائد لقراءة الأولياء والصالحين وبرامجهم الروحية والنفسية وتقودنا هذه الآية لهذا الدرس المهم في شخصية العباس* متمثلة في برنامجه المعنوي في ثلاث مفردات:
1-العمل على أداء الفرائض الواجبة وهي الصلاة قال تعالى: ? أ َقِمِ الصَّلاَةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُوداً?78? ? .
2-رسم برنامج روحي يكون على رأسه صلاة الليل والتي تجعل من متنفلها على طريق المقام المحمود قال تعالى : ? وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَّحْمُوداً?79? ? .
3-منهج الحياة الأمثل لهذا الشهيد الذي حقق أعلى مرتبة يبلغها شهيد حتى أصبح للعباس* منزلة يغبطها عليه كل الشهداء وهو إلتزام منهج الصدق في كل الأعمال بدء من أهم عمل وهو النية ثم التخطيط والتنفيذ والنهاية بل وما بعد النهاية حتى لا تخالطه أي شوائب الرياء والسمعة أو المعكرات النفسية أو الفكرية إنه إلتزام تجسد في حياة العباس العابد والزاهد والمواسي لأخيه قال تعالى : ? وَقُل رَّبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَل لِّي مِن لَّدُنكَ سُلْطَاناً نَّصِيراً?80? ? .
آثار هذا السلوك:
1-المقام المحمود والقرب من الله سبحانه تعالى وهو وإن كان متحقق للنبي* في الدرجة الأولى حيث فسرتها الأحاديث والآثار بأنها شفاعة النبي* فإن للشهداء وللمؤمنين والصالحين والسائرين في النهج نفسه والعاملين بالبرنامج القرآني الذي أشرنا له نصيب منها هذا ما تنصف عليه الروايات ولذا فإن للعباس مقام محمود عند الله سبحانه وتعالى.
2-الاطمئنان والرضا النفسي
حيث يعيش الأولياء إقبال على الواحد الأحد وإيمان خالص لا تشوبه الشوائب ولا تعكره الدوافع فلا يريدون من برامجهم المعنوية إلا القرب من الله سبحانه وتعالى وفي المقابل كل أسباب الضعف والمرض النفسي هي الإدبار عن الله سبحانه وتعالى قال تعالى : ? وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى ?* طه124
وحب الدنيا التي تؤدي إلى شعور دائم بالعطش وفي الروايات تصريح بهذا قال أمير المؤمنين* : " الرغبة في الدنيا تورث الغم والحزن. والزهد في الدنيا راحة القلب والبدن "*.
وقال* : " إن الله بعدله وقسطه جعل الروح والراحة في اليقين والرضا وجعل الهم والحزن في الشك والسخط " . وقال الإمام العسكري : " لم يعرف راحة القلب من لم يجرعه الحلم غصص الغيظ " . وقال أمير المؤمنين* :*" حسن الظن راحة القلب وسلامة البدن " .
إن حب الدنيا هي سبب أكبر جريمة حدثت في التاريخ أي قتل الحسين* وقد أشار سيد الشهداء إلى هذا المعنى في خطبه ومن الآثار المرضية لحب الدنيا وجود الحسد وهو من أهم أسباب الشقاء النفسي ومحاربة الأولياء فقد جاء في الخصال : عن الصادق* : " لا يطمعن الحسود في راحة القلب" .
ومن أسباب الهم أيضاً التقصير في العمل للدنيا والآخرة* قال الباقر : «عجبا لمن يحتمي من الطعام مخافة الداء كيف لا يحتمي من الذنوب مخافة النار» .
3-نماء القدرات والزيادة في الخيرات.
قال تعالى : ? وَقُل رَّبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَل لِّي مِن لَّدُنكَ سُلْطَاناً نَّصِيراً?80? ? .
إن صلابة الإيمان تأتي بسبب وجود عدد من المعنويات منها اليقين والصدق والتسليم والرضا وحسن الظن بالله سبحانه وتعالى وصدق النية الإخلاص في العمل حيث يستمد المؤمن القوة من ذكر الله وحسن الظن به والرجوع الدائم إليه والاستغفار كل أسباب النجاح والنصر فهذا نوح يشير إلى أسباب الخير والقوة حيث يخاطب قومه قائلا :*? وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَاراً وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلاَ تَتَوَلَّوْاْ مُجْرِمِينَ ? نوح52
إن الإنابة والرجوع إلى الله أهم أسباب الخير :*? فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً?10? يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَاراً?11? وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَاراً?12? ? .
4-الكفاءة الاجتماعية.
كثير من الآيات والروايات تشير إلى آثار التهجد و السلوك إلى في حياة المؤمن حيث ورد أن صلاة الله شرف الإنسان في النهار وأنه تسبب المحبة وهناك آفاق رحبة وواسعة تنفتح للإنسان بسبب التقوى والإخلاص والعمل الصالح والتوبة الدائمة وفي كل حال وعلى الدوام. وهذا أحد معاني المقام المحمود وهو التوفيق للكمالات الدنيوية والأخروية.
5-النصر الإلهي.
التوفيق للدخول في عمل التمهيد للإمام صاحب العصر والزمان لا يبدء دون الدخول في البرامج الروحية الصحيحة والإلتزام بما أسس من خلال شخصية العباس* فكل أعمال الأنبياء والأولياء والأئمة تنظر إلى تحول الأرض كلها إلى التوحيد العملي بعد أن تكون آمنت به نظرياً وذلك لا يتحقق إلا بظهور الإمام صاحب العصر والزمان هل يعني هذا أن نتعلم من العباس* كيف ننصر إمام زماننا؟ وما أهم بدايات وبرامج النصرة؟ هذا ما نقرأه في كتاب العباس* قال تعالى :*? وَقُلْ جَاء الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً?81? ? .
تعليق