المزاح
لكل عمل يقوم به الشخص ضوابط ومتى فقد هذة الضوابط يكون ممنوع وقد دخل مدخل الخطأ ومن تلك الاعمال التي لا بد أن تكون لها ضوابط حتى تكون على اسس صحيحة هي المزاح .المزاح هو أما ان يكون مداعبة أو مباسطة من غير ايذاء الطرف الاخر وتكون مبينة على الصدق
أو يكون سخرية وأستهزاء ومهانة للطرف الثاني وهذا النوع المذموم
لذلك لو كان المزاح في الاطار المقبول ولم يخرج عن حد الاعتدال وكان الغرض منه رفع السأم والملل والتعب فلا بأس به
فعن أبي عبد الله عليه السلام (ما من مؤمن الا وفيه دعابة .فقيل وما الدعابة؟ فقال المزاح )
ولا شك بأن المقصود هنا من المزاح هو الملاطفة الخفيفة غير المؤذية تكون الغاية منها ادخال السرور على المؤمن ولا يكون السخرية لسقوط مهابة ووقار الطرف الممزوح معه
كما كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يمزح مع المؤمنين وكان يضحك وكان ضحكه الابتسامة فقال عليه وعلى آله الصلاة والسلام (أني امزح ولا اقول الاحقاً )
فلو كان الهدف من المزاح هو مسائل تربوية بناءة يسعى الشخص لأفهام الطرف الاخر بها من خلال المزاح فمثل هذا العمل يكون مفيد
أما اذا كان المزاح لم يبنى على هذة الامور وكان الهدف منه هو الاستهزاء بالطرف الاخر ولاسقاط شخصيته فهذا النوع المذموم
قال أمير المؤمنين (اياكم والمزاح فأنه يجر السخيمة ويورث الضغينة وهو السب الاصغر )
وعن أبي عبد الله عليه السلام (اياكم والمزاح فأنه يذهب بماء الوجه )
وعنه عليه السلام (اذا أحببت رجلاً فلا تمازحه ولا تماره )
وخاصة اذا دخل من ضمن المزاح الكلمات الواهنة والبذيئة فأنه يكون مفسد للأخلاق الدينية وقد يتحول الى شجار ومشاحنات كلامية بين الافراد .
وحتى لو كان المزاح يخلو من الكلمات البذيئة فان كثرته وفي غير وقته يترتب عليه أثار سلبية للشخص الذي يكثر منه فيكون كلامه الجدي لا قيمة له أمام الناس لانهم أعتادوا على المزاح منه فيكون الجد منه غير مأخوذ به
عن أمير المؤمنين عليه السلام (من كثر هزلة بطل جده )
لذلك فللمزاح شروط يجب أن يأخذ بها
يجب ان لا يكون أستهزاء بالدين وكم من مزحة يكون في طياتها استهزاء بدين الله تعالى
وأن لا يكون كذباً
ولا يكون لأهانة المؤمن
ولا يكون بالهمز واللمز
وأن يكون المزاح في وقته فلا يصح ان يكون المؤمن في شدة او ضيق في موقف ما ويقوم أحدهم بممازحته
وأن لا يكون المزاح غيبة بقذف مؤمن
ولا يكون المزاح بأفراط
تعليق