بسم الله الرحمن الرحيم،والحمد لله رب العالمين،والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين أبي القاسم محمد وعلى أله الطيبين الطاهرين،واللعن الدائم المؤبّد على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين. وبعد: يسأل الكثير عن السبب في وضع اليد على الرأس عند ذكر الإمام المهدي(عج)،ولاسيما عند ذكره بلقب (القائم)، وعن الحكمة من ذلك، وهل هو من فعل المعصوم أم لا ؟ والجواب عن ذلك: إن السبب في وضع أيدينا على رؤوسنا عند ذكر أسمه الشريف هو للتأسّي بالمعصوم (عليه السلام)،والسلف الصالح من علمائنا الأعلام، فقد ورد أن الإمام الصادق(ع) قام تعظيماً وأحتراماً لذكر الإمام الحجة(عج) (1)،وورد عن الإمام الرضا(ع) في مجلسه بخراسان أنه قام عند ذكر لفظة القائم،ووضع يده على رأسه الشريف وقال
(اللهم عجّــل فرجه وسهـّـل مخرجه)) (2) ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ (1) النجم الثاقب ج2ص8(المكتبة الشاملة)(2) مستدرك سفينة البحار ج8ص1(الشاملة)وكذلك روي أنه لما كان ينشد دعبل الخزاعي قصيدته المعروفة على الإمام الرضا(ع) ووصل إلى ذكر الإمام الحجة بقوله((خروج إمام لامحالة خارج ـــ يقوم على أسم الله والبركاتِ)):وضع الإمام الرضا(ع) يده على رأسه وتواضع قائماً ودعا للإمام بالفرج (1).هذا،وقد قال العلامة النوري في النجم الثاقب:القيام تعظيما لسماع أسمه المبارك(عج) ،وبالأخص إذا كان باسمه (القائم) عليه السلام ،كما أستقرت عليه سيرة الإمامية كثرهم الله تعالى في جميع بلاد العرب والعجم والترك والديلم، وهذا كاشف عن وجود مصدر وأصل لهذا العمل ـ ـ ـ إلى أن قال (رحمه الله):وهذه العادة متعارفة عند أهل السنة أيضا عند ذكر أسم رسول الله (صلى الله عليه وأله).قال السيد أحمد المفتي الشافعي المعاصر في سيرته: جرت العادة أنه إذا سمع الناس ذكر وصفه(صلى الله عليه وأله)يقومون تعظيما له ،وهذا القيام مستحسن ،لأن بهذا القيام تعظيم للنبي (صلى الله عليه وأله)،وكثير من علماء السنة يعملون ذلك ـ ـ ـ الخ (2) ومما ذكرنا يتضح وجه الحكمة من ذلك،وهو إظهار التعظيم والتواضع لمقام صاحب الزمان (عجّـل الله فرجه).اللهم أجعلنا من أنصاره وأعوانه، برحمتك يا أرحم الراحمين، والحمد لله رب العالمين. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) مستدرك سفينة البحار ج8ص1(الشاملة)(2)النجم الثاقب ج2ص8(المكتبة الشاملة)بتصرّف

تعليق