ببركة زيارة الإمام الحسين (عليه السلام) عرفتُ طريقَ الحق / الجزء الثاني
لقد رزقني اللهُ سبحانه وتعالى زيارة الإمام الحسين (عليه السلام) في إحدى الزيارات الأربعينية وأنا على ذمة زوجي، وكذلك حججت حجة الإسلام، وكل ذلك بفضل من الله ورسوله وأهل بيته عليهم السلام، وهذا كان قبل ثلاث سنوات من الآن، يعني أن المدة التي بقيت فيها أكتم تشيعي ثلاث سنوات، وبعد عودتي من الزيارة قلت لزوجي: أنا أصبحت شيعية فهل تقبلني؟ وكان رد فعله في البداية هادئاً، وبدأ يحاول معي محاولات لإرجاعي لعقيدتي السابقة، وقال: إن عقيدة الشيعة عقيدة فاسدة، بعدها أحضر معه مشايخ في محاولة منه لإقناعي بالرجوع عن عقيدتي الشيعية.
وفي مرة احضر بروفيسور في علم الحديث من جامعة الأردن، وكنت أناقشهم، ولما كنت استدل بآية أو حديث كان يقول لي البروفيسور: إنني تجاوزت الحدود وممكن أن أعاقب من قبل الله تعالى..! وكان يلتف حول المواضيع بكلمات مبهمة غير واضحة، وانتهت الجلسة بدون أن نخرج بنتيجة، وأعطاني اسم موقع، وقال انه سيجيبني عن كل تساؤلاتي من خلال هذا الموقع ولكني رفضت. ثم حاولوا أن يرسلوا إليّ امرأة تكلمني وتحاول إقناعي، واتصلت هذه المرأة، وبعد تبادل كلمات قليلة أقفلت الهاتف منهيةً الاتصال. ثم بدأ الدور الثاني من اتفاقي مع زوجي وهو أن يجلس مع شيخ من شيوخ الشيعة، وجلس مع أحد الشيوخ، وسرعان ما تبيّن جهل زوجي وعدم علمه، وكان متمسكاً بالأسئلة التقليدية التي يتمسك بها السلفيون وهي: إنكم تسبون الصحابة وأمهات المؤمنين، وتصلون على التربة، وتعبدون القبور، وتتوسلون ببشر مثلكم، وإنكم مشركون، وأشباه هذه الخزعبلات العقيمة التي ملَؤوا بها رؤوسهم... ولم يخرج بنتيجة من هذه المقابلة، بل ازداد تعنتاً، وأصبح من مدمني متابعة قناتي (صفا والوصال) الوهابيتين. ومن ضمن فقرات الشرط الذي اشترطناه أنا وزوجي أن يقبل أن أجلب كتبي إلى البيت، لكن في المقابل إنني أترك تربية الأولاد له، وان لا أدعوهم إلى التشيع.. وبعد ذلك أعلن حربه - بعد الأسلوب السياسي الذي استخدمه لإقناعي - فمنعني من الذهاب إلى الحرم، ومنعني من زيارة أهلي، واستخدم أنواع المضايقات والحرب النفسية ضدي، حتى وصل الحال انه يقوم بسحب سجادة الصلاة التي أصلي عليها وأنا في أثناء الصلاة حتى أسقط على الأرض..! واستمر الحال هكذا لمدة سنة ونصف، وكان في هذه المد يحاول أن يمسك أدلة ضدي، ووصل الحال إلى أن شكاني للمحكمة بتهمة أني رافضية.صدى الروضتين: كيف تم استجوابك في المحكمة، وما هي الأسئلة التي طرحوها عليكِ؟كان يجلس في المحكمة ثلاثة من رجال الدين السلفيين، وكانت أسئلتهم تافهة، منها مثلاً: ما رأيك بياسر الحبيب؟ وماذا تقولين في عائشة؟ وماذا تقولين لو وضعت رجلي على التربة؟ وهل تُسمّين أولادك أبا بكر وعمر؟ إلى آخر هذه الأسئلة.. ولم يثبت من خلال أجوبتي التي استخدمت فيها التورية أني شيعية، ولذلك طلب زوجي أن يطلقني طلاقا خلعياً، واحتفظ هو بالأولاد وأعمارهم كالتالي: الكبير عمره (24) سنة، والبنت الأصغر منه عمرها (22) سنة، والأصغر منها عمره (19) سنة، وولد أصغر منه عمره (16) سنة، وبنت أصغر منه عمرها (11) سنة، وبنت أصغر منها عمرها تسع سنوات.. وكان الأولاد يميلون إليّ أكثر مما يميلون لأبيهم؛ لما يرونه من الظلم الذي لحق بي من والدهم. وبعد الطلاق ارتحت من عذاب زوجي وسكنت مع أختي الشيعية، واستطعت أن احصل على حريتي، وأن أتصل بأولادي بين مدة وأخرى.
صدى الروضتين: أنتِ كنتِ فيما سبق داعية إلى محبة الرسول (صل الله عليه واله وسلم) وفضائل الأعمال، هل أنت الآن داعية إلى التشيع ومحبة أهل البيت (عليه السلام) وموالاتهم؟ نعم، أنا الآن في كل مجلس وفي كل مناسبة أدعو إلى محبة أهل البيت وموالاتهم (عليه السلام)، ومن التوفيق أن مذهب أهل البيت (عليه السلام) مؤيّد بالأدلة القاطعة من الكتاب والسنة، وكذلك مؤيّد بالأدلة العقلية التي تحكم برجحان اتباع الأئمة من أهل البيت (عليه السلام) بما لا يقبل الشك في أفضليتهم وأحقيتهم (عليه السلام).
تعليق