بسم الله الرحمن الرحيم
السؤال: يقال أنه عندما ولد الإمام الحسين ونزل جبريل مر بأحد الملائكة، فطلب منه هذا الملك أن يطلب من الله أن يسامحه ببركة الإمام الحسين ، ولكن الملائكة لاتخطأ حسب ما ورد في القرآن الكريم، فكيف ذلك؟!
الجواب: لعلك تشير إلى الرواية التي أفادت أن ملَكاً يقال له (فطرس) بعثه الله (عزّ وجل) في شيء فأبطأ، فكسر جناحه ثم أعاده الله إليه بعد مولد الحسين وذلك بعد أن تمسَّح وتشفَّع إلى الله (عزّ وجل) بالحسين .
والإشكال فيها من جهتين:
الأولى: إذا كان ما ارتكبه هذا الملَك ذنباً، فذلك ينافي عصمة الملائكة الثابتة بمثل قوله تعالى: (لايعصون الله ما أمرهم الله ويفعلون ما يؤمرون).
الثانية: إذا لم يكن ما ارتكبه الملَك ذنباً، فلماذا عاقبه الله (عزّ وجل) بكسر جناحه؟
والجواب: أن ما ارتكبه الملَك لم يكن ذنباً، فالرواية أفادت أنه أبطأ في الامتثال، ولم تقل أنه عصى الأمر الإلهي وقصد من الإبطاء ترك الامتثال، فما صدر من الملَك لم يكن معصية وإنما هو مخالفة للأولى، وكان ينبغي على الملك المبادرة في الامتثال، ومن المعلوم أن المخالفة للأولى يمكن صدورها من المعصوم، فقد يترك المعصوم ما هو مستحب في حالات نادرة، ولا يكون ذلك منافياً للعصمة، فالمبادرة للامتثال أمر مستحب، وليس أمراً واجباً حتى تكون مخالفته معصية.
وأما لماذا كسر الله جناح الملَك، فذلك يتضح من معنى كسر الجناح، فهو ليس بمعنى إعطاب عضوٍ أو تهشيمه، لأن الملائكة من المجرّدات، والتعبير بالكسر إنما هو لتقريب المعنى للذهن، فمعنى أنه تعالى كسر جناحه هو أنه سلبه القدرة على التحليق، وذلك ليس من العقوبة بمعنى الجزاء على الذنب، حتى يقال أن ذلك ظلم بعد أن لم يكن الملك قد ارتكب ذنباً.
فالتحليق منحة إلهية أعطاها الله (عزّ وجل) للملك ثم سلبها عنه لمخالفته للأولى، فقد يمنح الله (عزّ وجل) بعض عباده نعمة، ثم إذا قصَّر هذا العبد في شيء ـ وإن كان مستحباً ـ يسلب عنه تلك النعمة، فقد يرزق الله بعض عباده رزقاً وافراً ثم يسلبه منه إذا لم يتصدق صدقة مستحبة، والأمر إليه تعالى.
هذا وقد ورد في رواية أخرى أن ملكاً حدّث نفسه بشيء لا يليق بساحة قدسه تعالى، فكسر الله جناحه، فتشفع بالحسين فأعاد الله تعالى إليه جناحه.
فإذا كان سؤالكم عن هذه الرواية، فالجواب عنها أوضح من الأولى، وذلك لأن حديث النفس ليس من الذنوب كما هو واضح، وعادة ما ينشأ مثل هذا الحديث النفسي بسبب القصور في العلم بالله (عزّ وجل)، والملائكة وإن كانوا معصومين إلا أنهم لا يعلمون بكل شيء، كما يتضح ذلك من الآيات الواردة في بداية سورة البقرة: (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ * وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلاَئِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ * قَالُواْ سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ).
الجواب: لعلك تشير إلى الرواية التي أفادت أن ملَكاً يقال له (فطرس) بعثه الله (عزّ وجل) في شيء فأبطأ، فكسر جناحه ثم أعاده الله إليه بعد مولد الحسين وذلك بعد أن تمسَّح وتشفَّع إلى الله (عزّ وجل) بالحسين .
والإشكال فيها من جهتين:
الأولى: إذا كان ما ارتكبه هذا الملَك ذنباً، فذلك ينافي عصمة الملائكة الثابتة بمثل قوله تعالى: (لايعصون الله ما أمرهم الله ويفعلون ما يؤمرون).
الثانية: إذا لم يكن ما ارتكبه الملَك ذنباً، فلماذا عاقبه الله (عزّ وجل) بكسر جناحه؟
والجواب: أن ما ارتكبه الملَك لم يكن ذنباً، فالرواية أفادت أنه أبطأ في الامتثال، ولم تقل أنه عصى الأمر الإلهي وقصد من الإبطاء ترك الامتثال، فما صدر من الملَك لم يكن معصية وإنما هو مخالفة للأولى، وكان ينبغي على الملك المبادرة في الامتثال، ومن المعلوم أن المخالفة للأولى يمكن صدورها من المعصوم، فقد يترك المعصوم ما هو مستحب في حالات نادرة، ولا يكون ذلك منافياً للعصمة، فالمبادرة للامتثال أمر مستحب، وليس أمراً واجباً حتى تكون مخالفته معصية.
وأما لماذا كسر الله جناح الملَك، فذلك يتضح من معنى كسر الجناح، فهو ليس بمعنى إعطاب عضوٍ أو تهشيمه، لأن الملائكة من المجرّدات، والتعبير بالكسر إنما هو لتقريب المعنى للذهن، فمعنى أنه تعالى كسر جناحه هو أنه سلبه القدرة على التحليق، وذلك ليس من العقوبة بمعنى الجزاء على الذنب، حتى يقال أن ذلك ظلم بعد أن لم يكن الملك قد ارتكب ذنباً.
فالتحليق منحة إلهية أعطاها الله (عزّ وجل) للملك ثم سلبها عنه لمخالفته للأولى، فقد يمنح الله (عزّ وجل) بعض عباده نعمة، ثم إذا قصَّر هذا العبد في شيء ـ وإن كان مستحباً ـ يسلب عنه تلك النعمة، فقد يرزق الله بعض عباده رزقاً وافراً ثم يسلبه منه إذا لم يتصدق صدقة مستحبة، والأمر إليه تعالى.
هذا وقد ورد في رواية أخرى أن ملكاً حدّث نفسه بشيء لا يليق بساحة قدسه تعالى، فكسر الله جناحه، فتشفع بالحسين فأعاد الله تعالى إليه جناحه.
فإذا كان سؤالكم عن هذه الرواية، فالجواب عنها أوضح من الأولى، وذلك لأن حديث النفس ليس من الذنوب كما هو واضح، وعادة ما ينشأ مثل هذا الحديث النفسي بسبب القصور في العلم بالله (عزّ وجل)، والملائكة وإن كانوا معصومين إلا أنهم لا يعلمون بكل شيء، كما يتضح ذلك من الآيات الواردة في بداية سورة البقرة: (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ * وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلاَئِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ * قَالُواْ سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ).