بسم الله الرحمن الرحيم
المقدّمة:
عاشالأئمّة (عليهم السّلام) في بيت الوحي والرسالة، فعايشوا وقائع الإسلامالغيبيّة والشهوديّة، إذْ واكبوا نزولَ القرآن الكريم بآياته وسوره آناًآناً، وعلموا المُحْكَمات من المتشابِهات فيه، والناسخَ والمنسوخ، والظاهروالباطن، وعرفوا تأويله كما عرفوا تنزيله.
وكيف لا؟ وهم مَن حدّثواالناس بالقرآن وبالوحي، وفسّروا آيات الكتاب المجيد، وكشفوا بيانه وبعضأسراره، بعد أن وَعَوْه عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ووقفوا علىآثاره.
عن الحكَم بن عُيَينة قال: لقيَ رجلٌ الحسينَ بن عليّ (عليهماالسّلام) بالثعلبيّة وهو يريد كربلاء، فدخل عليه فسلّم عليه، فقال لهالحسين (عليه السّلام):
- مِن أيّ البلدان أنت؟
- مِن أهل الكوفة.
- يا أخا أهل الكوفة، أمَا واللهِ لو لقيتُك بالمدينةِ لأريتُك أثرَ جبرئيلمن دارنا ونزوله على جدّي بالوحي.. يا أخا الكوفة، مستقى العلم مِن عندنا،أفعَلِمُوا وجَهِلْنا؟! هذا ما لا يكون (1).
وتدور الأيّام، فيروي شيخمن أهل الكوفة يقول: رأيتُ عليَّ بن الحسين (عليه السّلام) بمنى، فقال لي: مِمّن الرجل؟ فقلت: رجلٌ من أهل العراق، فقال لي:
- يا أخا أهل العراق،أما لو كنتَ عندنا بالمدينة لأريناك مواطن جبرئيل مِن دُوَيرنا، استقاناالناسُ العلم، فتراهم عَلِموا وجَهِلْنا؟! (2)
ويحدّث يحيى بن عبد الله بن الحسن صاحب الديلم يقول: سمعتُ جعفرَ بن محمّد (عليه السّلام) يقول - وعنده أُناس مِن أهل الكوفة -:
- عجباً للناس أنّهم أخذوا علمهم كلَّه عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله)،فعملوا به واهتدوا، ويَرَون أنّ أهل بيته لم يأخذوا علمَه ونحن أهلُ بيتهوذُرّيّتُه، في منازلنا نزل الوحي، ومِن عندنا خرج العلم إليهم، أفيَرونأنّهم علموا واهتدَوا وجَهِلْنا نحن وضَللْنا؟! إنّ هذا لَمُحال (3).
وقدخصّ الله (تبارك وتعالى) أهلَ بيت النبوّة (صلوات الله عليهم) بآيات،عناهم فيها، وثبّت فيها فضائلهم وخصائصهم، داعياً المسلمين إلى فَهْم ذلك.. وكان الإمام الحسين (عليه السّلام) معنيّاً بجملةٍ وافرةٍ مِن آياتالذِّكر الحكيم، قد وعاها المسلمون، واشتهرت بين الصحابة وتناقلها الرواةلساناً عن لسان وروايةً عن رواية وكتاباً عن كتاب.
إليكم - أيّها الإخوة الأعزّة - باقة عاطرة منها:
• الآيات:[COLOR=#0000cd][SIZE=5]* الكلمات التي تلقّاها آدم من ربّه:
﴿فتلقّى آدمُ مِن ربِّه كلماتٍ فتابَ عليه إنّه هو التوّابُ الرحيم﴾ (4).
1 ـ العمدة: بإسناده إلى ابن المغازلي من مناقبه، عن أحمد بن محمّد بن عبدالوهّاب، عن محمّد بن عثمان، عن محمّد بن سليمان، عن محمّد بن علي بن خلف،عن حسين الأشقر، عن عثمان بن أبي المقدام، عن أبيه، عن ابن جبيرٍ، عن ابنعبّاسٍ قال: سُئل النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم) عن الكلمات الّتيتلقّاها آدم من ربّه فتاب عليه، قال: «سأله بحقّ محمّدٍ وعليٍّ وفاطمةوالحسن والحسين إلاّ ما تبت عليّ، فتاب عليه» (5).
2 ـ فراتٌ قال: حدّثنا محمّد بن القاسم بن عبيدٍ قال: حدّثنا الحسن بن جعفرٍ قال: حدّثناالحسين بن سواد [سوار] قال: حدّثنا محمّد بن عبد الله قال: حدّثنا شجاع بنالوليد أبو بدرٍ السكوني قال: حدّثنا سليمان بن مهران الأعمش عن أبي صالحٍ،عن ابن عبّاسٍ (رضي الله عنه) قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): «لمّا نزلت الخطيئة بآدم وأُخرج من الجنّة، أتاه جبرئيل (عليه السّلام) فقال: يا آدم! أُدعُ ربّك، قال: يا حبيبي جبرئيل! ما أدعو؟ قال: قل: رَبِّ[B]أسألd
المقدّمة:
عاشالأئمّة (عليهم السّلام) في بيت الوحي والرسالة، فعايشوا وقائع الإسلامالغيبيّة والشهوديّة، إذْ واكبوا نزولَ القرآن الكريم بآياته وسوره آناًآناً، وعلموا المُحْكَمات من المتشابِهات فيه، والناسخَ والمنسوخ، والظاهروالباطن، وعرفوا تأويله كما عرفوا تنزيله.
وكيف لا؟ وهم مَن حدّثواالناس بالقرآن وبالوحي، وفسّروا آيات الكتاب المجيد، وكشفوا بيانه وبعضأسراره، بعد أن وَعَوْه عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ووقفوا علىآثاره.
عن الحكَم بن عُيَينة قال: لقيَ رجلٌ الحسينَ بن عليّ (عليهماالسّلام) بالثعلبيّة وهو يريد كربلاء، فدخل عليه فسلّم عليه، فقال لهالحسين (عليه السّلام):
- مِن أيّ البلدان أنت؟
- مِن أهل الكوفة.
- يا أخا أهل الكوفة، أمَا واللهِ لو لقيتُك بالمدينةِ لأريتُك أثرَ جبرئيلمن دارنا ونزوله على جدّي بالوحي.. يا أخا الكوفة، مستقى العلم مِن عندنا،أفعَلِمُوا وجَهِلْنا؟! هذا ما لا يكون (1).
وتدور الأيّام، فيروي شيخمن أهل الكوفة يقول: رأيتُ عليَّ بن الحسين (عليه السّلام) بمنى، فقال لي: مِمّن الرجل؟ فقلت: رجلٌ من أهل العراق، فقال لي:
- يا أخا أهل العراق،أما لو كنتَ عندنا بالمدينة لأريناك مواطن جبرئيل مِن دُوَيرنا، استقاناالناسُ العلم، فتراهم عَلِموا وجَهِلْنا؟! (2)
ويحدّث يحيى بن عبد الله بن الحسن صاحب الديلم يقول: سمعتُ جعفرَ بن محمّد (عليه السّلام) يقول - وعنده أُناس مِن أهل الكوفة -:
- عجباً للناس أنّهم أخذوا علمهم كلَّه عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله)،فعملوا به واهتدوا، ويَرَون أنّ أهل بيته لم يأخذوا علمَه ونحن أهلُ بيتهوذُرّيّتُه، في منازلنا نزل الوحي، ومِن عندنا خرج العلم إليهم، أفيَرونأنّهم علموا واهتدَوا وجَهِلْنا نحن وضَللْنا؟! إنّ هذا لَمُحال (3).
وقدخصّ الله (تبارك وتعالى) أهلَ بيت النبوّة (صلوات الله عليهم) بآيات،عناهم فيها، وثبّت فيها فضائلهم وخصائصهم، داعياً المسلمين إلى فَهْم ذلك.. وكان الإمام الحسين (عليه السّلام) معنيّاً بجملةٍ وافرةٍ مِن آياتالذِّكر الحكيم، قد وعاها المسلمون، واشتهرت بين الصحابة وتناقلها الرواةلساناً عن لسان وروايةً عن رواية وكتاباً عن كتاب.
* * * * *
• الآيات:[COLOR=#0000cd][SIZE=5]* الكلمات التي تلقّاها آدم من ربّه:
﴿فتلقّى آدمُ مِن ربِّه كلماتٍ فتابَ عليه إنّه هو التوّابُ الرحيم﴾ (4).
1 ـ العمدة: بإسناده إلى ابن المغازلي من مناقبه، عن أحمد بن محمّد بن عبدالوهّاب، عن محمّد بن عثمان، عن محمّد بن سليمان، عن محمّد بن علي بن خلف،عن حسين الأشقر، عن عثمان بن أبي المقدام، عن أبيه، عن ابن جبيرٍ، عن ابنعبّاسٍ قال: سُئل النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم) عن الكلمات الّتيتلقّاها آدم من ربّه فتاب عليه، قال: «سأله بحقّ محمّدٍ وعليٍّ وفاطمةوالحسن والحسين إلاّ ما تبت عليّ، فتاب عليه» (5).
2 ـ فراتٌ قال: حدّثنا محمّد بن القاسم بن عبيدٍ قال: حدّثنا الحسن بن جعفرٍ قال: حدّثناالحسين بن سواد [سوار] قال: حدّثنا محمّد بن عبد الله قال: حدّثنا شجاع بنالوليد أبو بدرٍ السكوني قال: حدّثنا سليمان بن مهران الأعمش عن أبي صالحٍ،عن ابن عبّاسٍ (رضي الله عنه) قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): «لمّا نزلت الخطيئة بآدم وأُخرج من الجنّة، أتاه جبرئيل (عليه السّلام) فقال: يا آدم! أُدعُ ربّك، قال: يا حبيبي جبرئيل! ما أدعو؟ قال: قل: رَبِّ[B]أسألd
تعليق