م / برهان النظم يتمثل في النملة ( من كلام امير الكلام في نهج البلاغة )
بسم الله الرحمن الرحيم
في البداية اود ان اعطيكم ايها الاعزة توضيحا مختصرا عن برهان النظم ثم بعد ذلك نربطه بكلام مولى الموحدين علي عليه السلام ....
وابدأ من مقولة معروفة مشهورة ربما سمعناها كثيرا ولكننا نحملها على محمل المبالغة في الكثرة .. وهي :
ان الطرق الموصلة الى الله تعالى بعدد انفاس الخلائق وهذه الكلمة منهم لا يُقصد منها المبالغة في كثرة البراهين وانما المقصود منها المعنى الحقيقي لان كل موجود فيه جهتان من الكشف والدلالة :
الاولى : وجوده الخاص به الذي على اساسه تتمايز الموجودات فنحن بماذا نميز الخروف عن البقرة والبقرة عن النملة ؟
الجواب : كلٌ له وجوده وخواصه ومشخصاته الخاصة به التي على اساسها يتميز عن غيره ..
والثانية : له كشف ودلالة اخرى هي لا تختص بموجود دون اخر .. وهي جهة كشفه عن مُوجده وعلته بحيث يكون الموجود كاشفا ودالا عن بعض خصائص تلك العلة ..
على سبيل المثال : لو نظرتَ الى كتاب نهج البلاغة فانك بلا ادنى شك ولا ريب ستحكم بحكمين اثنين لا حكم واحد في عين ان الكتاب واحد :
الحكم الاول : ان هذا الكتاب بما يشتمل عليه من كلام وخطب وحكم ووالخ لابد من وجود متكلم قد تكلم به بمعنى ستحكم على الكتاب بانه يستحيل ان يصدر لوحده بل لابد من وجود صاحب له صدر منه ..
الحكم الثاني : ان صاحب هذا الكتاب من افصح الفصحاء وابلغ البلغاء واحكم الحكماء .. في حين لو كان هذا الكتاب قد كتبه احد الكتاب المعاصرين اليوم فقد تحكم بالحكم الاول دون الثاني .. وهذا باخصتار هو عمدة ما يعتمد عليه برهان النظم ..
ولكننا نريد ان نخبركم ان امامكم امير المؤمنين عليه السلام قد صور لكم برهان النظم في النملة .. كيف واين ذلك ؟
الجواب في نهج البلاغة واليكم بيان امير البيان ..
النملة:
و لو فكّروا في عظيم القدرة، و جسيم النّعمة، لرجعوا إلى الطّريق، و خافوا عذاب الحريق، و لكن القلوب عليلة، و البصائر مدخولة أ لا
ينظرون إلى صغير ما خلق، كيف أحكم خلقه، و أتقن تركيبه، و فلق له السّمع و البصر، و سوّى له العظم و البشر انظروا إلى النّملة في صغر جثّتها، لطافة هيئتها، لا تكاد تنال بلحظ البصر، و لا بمستدرك الفكر، كيف دبّت على أرضها، و صبّت على رزقها، تنقل الحبّة إلى جحرها، و تعدّها في مستقرّها. تجمع في حرّها لبردها، و في وردها لصدرها، مكفول برزقها، مرزوقة بوفقها، لا يغفلها المنّان، و لا يحرمها الدّيّان، و لو في الصّفا اليابس (من ط 180).
بسم الله الرحمن الرحيم
في البداية اود ان اعطيكم ايها الاعزة توضيحا مختصرا عن برهان النظم ثم بعد ذلك نربطه بكلام مولى الموحدين علي عليه السلام ....
وابدأ من مقولة معروفة مشهورة ربما سمعناها كثيرا ولكننا نحملها على محمل المبالغة في الكثرة .. وهي :
ان الطرق الموصلة الى الله تعالى بعدد انفاس الخلائق وهذه الكلمة منهم لا يُقصد منها المبالغة في كثرة البراهين وانما المقصود منها المعنى الحقيقي لان كل موجود فيه جهتان من الكشف والدلالة :
الاولى : وجوده الخاص به الذي على اساسه تتمايز الموجودات فنحن بماذا نميز الخروف عن البقرة والبقرة عن النملة ؟
الجواب : كلٌ له وجوده وخواصه ومشخصاته الخاصة به التي على اساسها يتميز عن غيره ..
والثانية : له كشف ودلالة اخرى هي لا تختص بموجود دون اخر .. وهي جهة كشفه عن مُوجده وعلته بحيث يكون الموجود كاشفا ودالا عن بعض خصائص تلك العلة ..
على سبيل المثال : لو نظرتَ الى كتاب نهج البلاغة فانك بلا ادنى شك ولا ريب ستحكم بحكمين اثنين لا حكم واحد في عين ان الكتاب واحد :
الحكم الاول : ان هذا الكتاب بما يشتمل عليه من كلام وخطب وحكم ووالخ لابد من وجود متكلم قد تكلم به بمعنى ستحكم على الكتاب بانه يستحيل ان يصدر لوحده بل لابد من وجود صاحب له صدر منه ..
الحكم الثاني : ان صاحب هذا الكتاب من افصح الفصحاء وابلغ البلغاء واحكم الحكماء .. في حين لو كان هذا الكتاب قد كتبه احد الكتاب المعاصرين اليوم فقد تحكم بالحكم الاول دون الثاني .. وهذا باخصتار هو عمدة ما يعتمد عليه برهان النظم ..
ولكننا نريد ان نخبركم ان امامكم امير المؤمنين عليه السلام قد صور لكم برهان النظم في النملة .. كيف واين ذلك ؟
الجواب في نهج البلاغة واليكم بيان امير البيان ..
النملة:
و لو فكّروا في عظيم القدرة، و جسيم النّعمة، لرجعوا إلى الطّريق، و خافوا عذاب الحريق، و لكن القلوب عليلة، و البصائر مدخولة أ لا
ينظرون إلى صغير ما خلق، كيف أحكم خلقه، و أتقن تركيبه، و فلق له السّمع و البصر، و سوّى له العظم و البشر انظروا إلى النّملة في صغر جثّتها، لطافة هيئتها، لا تكاد تنال بلحظ البصر، و لا بمستدرك الفكر، كيف دبّت على أرضها، و صبّت على رزقها، تنقل الحبّة إلى جحرها، و تعدّها في مستقرّها. تجمع في حرّها لبردها، و في وردها لصدرها، مكفول برزقها، مرزوقة بوفقها، لا يغفلها المنّان، و لا يحرمها الدّيّان، و لو في الصّفا اليابس (من ط 180).
تعليق