* الصدّيقون والصالحون:
﴿ومَن يُطعِ اللهَ والرسولَ فأُولئك مع الّذين أنعَمَ اللهُ عليهم مِن النبيّين والصِّدّيقين والشهداءِ والصالحين وحَسُنَ أُولئك رفيقاً﴾ (26).
11 ـ من كتاب "مصباح الأنوار" لشيخ الطائفة، بإسناده عن أنس بن مالكٍ قال: صلّى بنا رسولُ الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) في بعض الأيّام صلاة الفجر، ثمّ أقبل علينا بوجهه الكريم، فقلت له: يا رسول الله، إن رأيتَ أن تفسّر لنا قوله تعالى: ﴿فأُولئك مع الّذين أنعم الله عليهم من النبيّين والصدّيقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً﴾، فقال (صلّى الله عليه وآله وسلّم): «أمّا النبيّون فأنا، وأمّا الصدّيقون فأخي عليٌّ (عليه السّلام)، وأمّا الشهداء فعمّي حمزة، وأمّا الصالحون فابنتي فاطمة وأولادها الحسن والحسين (عليهم السّلام)»، قال: وكان العبّاس حاضراً، فوثب وجلس بين يدي رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وقال: ألسنا أنا وأنت وعليٌّ وفاطمة والحسن والحسين من نبعةٍ (27) واحدةٍ؟ قال: «وما ذاك يا عمّ؟»، قال: لأنّك تعرّف بعليٍّ وفاطمة والحسن والحسين دوننا، قال: فتبسّم النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وقال: «أمّا قولك يا عمّ: ألسنا من نبعةٍ واحدةٍ؟ فصدقت، ولكن يا عمّ، إنّ الله خلقني وخلق عليّاً وفاطمة والحسن والحسين قبل أن يخلق آدم (عليه السّلام)، حين لا سماءٌ مبنيّةٌ ولا أرضٌ مدحيّةٌ (28) ولا ظلمةٌ ولا نورٌ ولا شمسٌ ولا قمرٌ ولا جنّةٌ ولا نارٌ»، فقال العبّاس: وكيف كان بَدءُ خلقكم يا رسول الله؟ فقال: «يا عمّ، لمّا أراد الله أن يخلقنا تكلّم بكلمةٍ خلق منها نوراً، ثمّ تكلّم بكلمةٍ أُخرى فخلق منها روحاً، ثمّ مزج النور بالروح فخلقني وخلق عليّاً وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السّلام)، فكنّا نسبّحه حين لا تسبيح، ونقدّسه حين لا تقديس.. فلمّا أراد الله تعالى إن ينشئ (29) الصنعة، فتق (30) نوري فخلق منه العرش، فالعرش من نوري ونوري من نور الله ونوري أفضل من العرش، ثمّ فتق نور أخي عليٍّ فخلق منه الملائكة، فالملائكة من نور أخي عليٍّ ونورُ عليٍّ من نور الله وعليٌّ أفضل من الملائكة، ثمّ فتق نور ابنتي فاطمة فخلق منه السماوات والأرض، فالسماوات والأرض من نور ابنتي فاطمة ونور ابنتي فاطمة من نور الله تعالى وابنتي فاطمة أفضل من السماوات والأرض، ثمّ فتق نور ولدي الحسن وخلق منه الشمس والقمر، فالشمس والقمر من نور ولدي الحسن ونورُ ولدي الحسن من نور الله والحسنُ أفضل من الشمس والقمر، ثمّ فتق نور ولدي الحسين فخلق منه الجنّة والحور العين، فالجنّة والحور العين من نور ولدي الحسين ونور ولدي الحسين من نور الله فولدي الحسين أفضل من الجنّة والحور العين» (31).
* بيعة غدير خُمّ:
﴿اليوم أكملتُ لكم دينَكم وأتممتُ عليكم نعمتي ورضِيتُ لكمُ الإسلامَ دِيناً فمَنِ آضْطُرّ في مَخْمصةٍ غيرَ متجانِفٍ لإثمٍ فإنّ اللهَ غفورٌ رحيم﴾ (32).
12 ـ في كتاب "كمال الدين"، بإسناده إلى سُلَيم بن قيسٍ الهلالي، عن أمير المؤمنين (عليه السّلام)، أنّه قال في أثناء كلام له في جمع من المهاجرين والأنصار في المسجد، أيّام حكم عثمان: «فأُنشدكم بالله في قول الله: ﴿يا أيّها الّذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأُولي الأمر منكم﴾ (33)، وقوله: ﴿إنّما وليُّكمُ اللهُ ورسولُه والّذين آمنوا الّذين يُقيمون الصلاةَ ويُؤتُون الزكاةَ وهم راكعون﴾ (34)» الآية.. ثمّ قال: «﴿ولم يتّخذوا من دونِ اللهِ ولا رسولهِ ولا المؤمنين وليجةً﴾ (35)، فقال الناس: يا رسول الله، أخاصٌّ لبعض المؤمنين أم عامٌ لجميعهم؟ فأمر الله (عزّ وجلّ) رسولَه أن يعلّمهم وأن يفسّر لهم من الولاية ما فسّر لهم من صلاتهم وصيامهم وزكاتهم وحجّهم، فنصبني للناس بغدير خمٍّ، وقال: إنّ الله أرسلني برسالةٍ ضاق بها صدري وظننت أنّ الناس مكذّبيّ بها، فأوعدني لأُبلغنّها أو يعذّبني، قم يا عليّ! ثمّ نادى بأعلى صوته بعد أن أمر بلالاً أن ينادي بالصلاة جامعةً، فصلّى بهم الظهر، ثمّ قال: أيّها الناس! إنّ الله مولاي وأنا مولى المؤمنين وأنا أولى بهم من أنفسهم، مَن كنتُ مَولاه فعليٌّ مولاه، اللّهم والِ مَن والاه وعادِ مَن عاداه، وانصر من نصره واخذل من خذله. فقام إليه سلمان الفارسي، فقال: يا رسول الله، ولاؤه في ماذا؟ فقال: ولاؤه كوِلايتي، من كنت أولى به من نفسه فعليٌّ أولى به من نفسه. وأنزل الله: ﴿اليومَ أكملتُ لكم دينَكم وأتممتُ عليكم نعمتي ورضيتُ لكم الإسلامَ ديناً﴾، فقال سلمان: يا رسول الله، أنزلت هذه الآيات في عليٍّ خاصةً؟ فقال: فيه وفي أوصيائي إلى يوم القيامة. فقال سلمان: يا رسول الله، بيّنهم لنا، فقال: عليٌّ أخي ووزيري ووصيّي وصنوي ووارثي وخليفتي في أُمّتي ووليّ كلّ مؤمنٍ بعدي، وأحد عشر إماماً من ولده: الحسن ثم الحسين ثمّ تسعةٌ من ولد الحسين، واحدٌ بعد واحدٍ، القرآن معهم وهم مع القرآن، لا يفارقونه حتّى يردوا علَيّ الحوض». فقام اثنا عشر رجلاً من البدريّين، فقالوا: نشهد أنّا سمعنا ذلك من رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) كما قلت سواءً، لم تزد حرفاً ولم تنقص حرفاً، وقال بقيّة السبعين: قد سمعنا ذلك ولم نحفظه كلّه، وهؤلاء الاثنا عشر خيارنا وأفضلنا، فقال: «صدقتم، ليس كلّ الناس يحفظ، بعضهم أحفظ من بعضٍ» (36).
(26) النساء: 69.
(27) نَبْعَة: النَبْع: عينُ الماء، النَبْع: شَجَرٌ تُتَّخَذُ منه السهام والقِسِيّ، النَبْعَة: واحدة شجر النبع.
(28) مَدْحِيَّة: دَحى يَدْحى دَحْياً الشَيءَ: بَسَطَهُ، مَدْحِيَّة: مَبْسوُطَة.
(29) يُنْشِئ: أنْشَأه: رَبّاه، أنْشَأَ الشَيْءَ: أَحْدَثَه، أنْشَأ اللهُ الشَيءَ: خَلَقَهُ.
(30) فَتَقَ: فَتَقَ يَفْتُقُ ويَفْتِقُ فَتْقاً الشَيْءَ: شَقَّهُ.
(31) تأويل الآيات: 1 / 137 ح 16، بحار الأنوار: 37 / 83 ح 51، البرهان: 1 / 392 ح 5، بحار الأنوار: 24 / 31 ح 2 مع نقيصة، بحار الأنوار: 25 / 16 ح 30 مع تفاوت، كنز الدقائق: 3 / 461.
(32) المائدة: 3.
(33) النساء: 59.
(34) المائدة: 55.
(35) التوبة: 16.
(36) بحار الأنوار: 33 / 148 ح 421، كتاب سُلَيم بن قيس: 187، البرهان: 1 / 444 ح 18، نور الثقلين: 1 / 644 ح 261، التحصين لابن طاووس: 633.
﴿ومَن يُطعِ اللهَ والرسولَ فأُولئك مع الّذين أنعَمَ اللهُ عليهم مِن النبيّين والصِّدّيقين والشهداءِ والصالحين وحَسُنَ أُولئك رفيقاً﴾ (26).
11 ـ من كتاب "مصباح الأنوار" لشيخ الطائفة، بإسناده عن أنس بن مالكٍ قال: صلّى بنا رسولُ الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) في بعض الأيّام صلاة الفجر، ثمّ أقبل علينا بوجهه الكريم، فقلت له: يا رسول الله، إن رأيتَ أن تفسّر لنا قوله تعالى: ﴿فأُولئك مع الّذين أنعم الله عليهم من النبيّين والصدّيقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً﴾، فقال (صلّى الله عليه وآله وسلّم): «أمّا النبيّون فأنا، وأمّا الصدّيقون فأخي عليٌّ (عليه السّلام)، وأمّا الشهداء فعمّي حمزة، وأمّا الصالحون فابنتي فاطمة وأولادها الحسن والحسين (عليهم السّلام)»، قال: وكان العبّاس حاضراً، فوثب وجلس بين يدي رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وقال: ألسنا أنا وأنت وعليٌّ وفاطمة والحسن والحسين من نبعةٍ (27) واحدةٍ؟ قال: «وما ذاك يا عمّ؟»، قال: لأنّك تعرّف بعليٍّ وفاطمة والحسن والحسين دوننا، قال: فتبسّم النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وقال: «أمّا قولك يا عمّ: ألسنا من نبعةٍ واحدةٍ؟ فصدقت، ولكن يا عمّ، إنّ الله خلقني وخلق عليّاً وفاطمة والحسن والحسين قبل أن يخلق آدم (عليه السّلام)، حين لا سماءٌ مبنيّةٌ ولا أرضٌ مدحيّةٌ (28) ولا ظلمةٌ ولا نورٌ ولا شمسٌ ولا قمرٌ ولا جنّةٌ ولا نارٌ»، فقال العبّاس: وكيف كان بَدءُ خلقكم يا رسول الله؟ فقال: «يا عمّ، لمّا أراد الله أن يخلقنا تكلّم بكلمةٍ خلق منها نوراً، ثمّ تكلّم بكلمةٍ أُخرى فخلق منها روحاً، ثمّ مزج النور بالروح فخلقني وخلق عليّاً وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السّلام)، فكنّا نسبّحه حين لا تسبيح، ونقدّسه حين لا تقديس.. فلمّا أراد الله تعالى إن ينشئ (29) الصنعة، فتق (30) نوري فخلق منه العرش، فالعرش من نوري ونوري من نور الله ونوري أفضل من العرش، ثمّ فتق نور أخي عليٍّ فخلق منه الملائكة، فالملائكة من نور أخي عليٍّ ونورُ عليٍّ من نور الله وعليٌّ أفضل من الملائكة، ثمّ فتق نور ابنتي فاطمة فخلق منه السماوات والأرض، فالسماوات والأرض من نور ابنتي فاطمة ونور ابنتي فاطمة من نور الله تعالى وابنتي فاطمة أفضل من السماوات والأرض، ثمّ فتق نور ولدي الحسن وخلق منه الشمس والقمر، فالشمس والقمر من نور ولدي الحسن ونورُ ولدي الحسن من نور الله والحسنُ أفضل من الشمس والقمر، ثمّ فتق نور ولدي الحسين فخلق منه الجنّة والحور العين، فالجنّة والحور العين من نور ولدي الحسين ونور ولدي الحسين من نور الله فولدي الحسين أفضل من الجنّة والحور العين» (31).
* بيعة غدير خُمّ:
﴿اليوم أكملتُ لكم دينَكم وأتممتُ عليكم نعمتي ورضِيتُ لكمُ الإسلامَ دِيناً فمَنِ آضْطُرّ في مَخْمصةٍ غيرَ متجانِفٍ لإثمٍ فإنّ اللهَ غفورٌ رحيم﴾ (32).
12 ـ في كتاب "كمال الدين"، بإسناده إلى سُلَيم بن قيسٍ الهلالي، عن أمير المؤمنين (عليه السّلام)، أنّه قال في أثناء كلام له في جمع من المهاجرين والأنصار في المسجد، أيّام حكم عثمان: «فأُنشدكم بالله في قول الله: ﴿يا أيّها الّذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأُولي الأمر منكم﴾ (33)، وقوله: ﴿إنّما وليُّكمُ اللهُ ورسولُه والّذين آمنوا الّذين يُقيمون الصلاةَ ويُؤتُون الزكاةَ وهم راكعون﴾ (34)» الآية.. ثمّ قال: «﴿ولم يتّخذوا من دونِ اللهِ ولا رسولهِ ولا المؤمنين وليجةً﴾ (35)، فقال الناس: يا رسول الله، أخاصٌّ لبعض المؤمنين أم عامٌ لجميعهم؟ فأمر الله (عزّ وجلّ) رسولَه أن يعلّمهم وأن يفسّر لهم من الولاية ما فسّر لهم من صلاتهم وصيامهم وزكاتهم وحجّهم، فنصبني للناس بغدير خمٍّ، وقال: إنّ الله أرسلني برسالةٍ ضاق بها صدري وظننت أنّ الناس مكذّبيّ بها، فأوعدني لأُبلغنّها أو يعذّبني، قم يا عليّ! ثمّ نادى بأعلى صوته بعد أن أمر بلالاً أن ينادي بالصلاة جامعةً، فصلّى بهم الظهر، ثمّ قال: أيّها الناس! إنّ الله مولاي وأنا مولى المؤمنين وأنا أولى بهم من أنفسهم، مَن كنتُ مَولاه فعليٌّ مولاه، اللّهم والِ مَن والاه وعادِ مَن عاداه، وانصر من نصره واخذل من خذله. فقام إليه سلمان الفارسي، فقال: يا رسول الله، ولاؤه في ماذا؟ فقال: ولاؤه كوِلايتي، من كنت أولى به من نفسه فعليٌّ أولى به من نفسه. وأنزل الله: ﴿اليومَ أكملتُ لكم دينَكم وأتممتُ عليكم نعمتي ورضيتُ لكم الإسلامَ ديناً﴾، فقال سلمان: يا رسول الله، أنزلت هذه الآيات في عليٍّ خاصةً؟ فقال: فيه وفي أوصيائي إلى يوم القيامة. فقال سلمان: يا رسول الله، بيّنهم لنا، فقال: عليٌّ أخي ووزيري ووصيّي وصنوي ووارثي وخليفتي في أُمّتي ووليّ كلّ مؤمنٍ بعدي، وأحد عشر إماماً من ولده: الحسن ثم الحسين ثمّ تسعةٌ من ولد الحسين، واحدٌ بعد واحدٍ، القرآن معهم وهم مع القرآن، لا يفارقونه حتّى يردوا علَيّ الحوض». فقام اثنا عشر رجلاً من البدريّين، فقالوا: نشهد أنّا سمعنا ذلك من رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) كما قلت سواءً، لم تزد حرفاً ولم تنقص حرفاً، وقال بقيّة السبعين: قد سمعنا ذلك ولم نحفظه كلّه، وهؤلاء الاثنا عشر خيارنا وأفضلنا، فقال: «صدقتم، ليس كلّ الناس يحفظ، بعضهم أحفظ من بعضٍ» (36).
(26) النساء: 69.
(27) نَبْعَة: النَبْع: عينُ الماء، النَبْع: شَجَرٌ تُتَّخَذُ منه السهام والقِسِيّ، النَبْعَة: واحدة شجر النبع.
(28) مَدْحِيَّة: دَحى يَدْحى دَحْياً الشَيءَ: بَسَطَهُ، مَدْحِيَّة: مَبْسوُطَة.
(29) يُنْشِئ: أنْشَأه: رَبّاه، أنْشَأَ الشَيْءَ: أَحْدَثَه، أنْشَأ اللهُ الشَيءَ: خَلَقَهُ.
(30) فَتَقَ: فَتَقَ يَفْتُقُ ويَفْتِقُ فَتْقاً الشَيْءَ: شَقَّهُ.
(31) تأويل الآيات: 1 / 137 ح 16، بحار الأنوار: 37 / 83 ح 51، البرهان: 1 / 392 ح 5، بحار الأنوار: 24 / 31 ح 2 مع نقيصة، بحار الأنوار: 25 / 16 ح 30 مع تفاوت، كنز الدقائق: 3 / 461.
(32) المائدة: 3.
(33) النساء: 59.
(34) المائدة: 55.
(35) التوبة: 16.
(36) بحار الأنوار: 33 / 148 ح 421، كتاب سُلَيم بن قيس: 187، البرهان: 1 / 444 ح 18، نور الثقلين: 1 / 644 ح 261، التحصين لابن طاووس: 633.