مؤاساته في غيبته تألماً وبكاءً والتشوق لرؤيته

[عقيل العامري]

مؤاساته في غيبته تألماً وبكاءً والتشوق لرؤيته

وهذه الاداب مما تواترت بها الروايات والأدعية والزيارات عن أئمة الهدى عليهم السلام والتي تؤكد في النفس شدة تألمه هو نفسه من طول غيبته وغربته الموجبة لتألم وتحرق محبيه مواساتاً له فمن دعاء الندبة نقرأعزيز علي ان ارى الخلق ولا ترى، ولا اسمع لك حسيساً ولا نجوى، عزيز علي ان لا تحيط بي دونك البلوى...).وهذا يومىء الى ضرورة تأصيل ليس فقط الحرقة والغصة والألم لفراقه وطول غيابه بل المشاركة له في تحمله الم الفراق لأنه اشد شوقاً الى الإياب من غيبته من اي مشتاق اخر ولذا هو اشد الماً من اي متألم اخر. ويفترض ان تكون هذه الشكوى وهذا الألم والبكاء بشكل جماعي ومشترك... هل من معين فأطيل معه العويل والبكاء، هل من جزوع فاساعد جزعه إذا خلا، هل قذيت عين فساعدتها عيني على القذى).ولقد كان أئمة أهل البيت يتحرقون شوقاً اليه ويتألمون من غيبته فهذا امير المؤمنين علي عليه السلام يضرب عند ذكره له على صدره قائلاً (هاه) من شدة شوقه، وهذا صادق أهل البيت عليهم السلام يناديه ملتاعاً متألماًسيدي غيبتك نفت رقادي، وضيقت علي مهادي، وابتزت مني راحة فؤادي سيدي غيبتك اوصلت مصابي بفجائع الأبد، فقد الواحد بعد الواحد يفني الجمع والعدد فما احس بدمعة ترقى من عيني وانين يفتر من صدري عن دوارج الرزايا وسوالف البلايا...).فاذا كان هذا حال أئمة الهدى فما بالنا لا نردد بالقلب قبل اللساناللهم ارني الطلعة الرشيدة والغرة الحميدة واكحل ناظري بنظرة مني اليه...)ولعلنا نستطيع ان نعد من ايات الشوق لرؤية طلعته البهية في دعاء الندبة أكثر من ثلاثين فقرة ينادي بها الدعاء اين... اين... اين.وهي امنية الشائق... بنفسي انت امنية شائق يتمنى من مؤمن ومؤمنة إذا حنا) اذاً بعد كل هذا يتبين ان الامام(ع) ارواحنا له الفداء يتألم من شدة الفراق اكثر من المنتظرين كون مدة الفراق طويلة وهو يرى محبيه وشيعته ولا يستطيع ان يلتقي بهم بشكل علني طاعتاً منه الى ربه تحقيقاً الى اهداف الدين الاسلامي الذي تطلب هذا الامر الا ان الامام(ع) استجاب اليه بكل معاني الصبر والاسى والالم ... اللهم عجل فرجه والهمنا الصبر على فراقه.....