بسم الله الرحمن الرحيم
(الدنيادار إمتحان)
الدنيادار إمتحان وإختبار فإذاأُحسن استخدامها وتمكن من السيطرة
عليهاونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى،وأما إذا لم يحسن إستخدامها ولم يتمكن من التغلب عليها وتغلبت هي عليه
وطغى واستكبر وآثر الحياة على الدنيا فإن الجحيم هي المأوى.
قيل لأمير المؤمنين علي ( عليه السلام ) صف لنا الدنيا,
قال ((ما أصف داراً أوّلها عناء،وآخرها فناء،في حلالها حساب،
وفي حرامها عقاب،من استغى فيها فتن،ومن افتقر فيها حزن،
ومن سعى لها فاتته،ومن قعد عنها أتته،
الحمد لله الذي عرّف أولياءة غوائل الدنيا وآفاتها،وكشف لهم عن عيوبهاوعوراتها،حتّى نظروا في شواهدها آياتها،
فعلموا أنه يزيد فكرها على معروفها،وقد وصفت الدنيا في صورة إمرأةحسناء مليحة تستميل الناس بجمالها،ولها أسرار سوء قبايح
تهلك الراغبين في وصالها،لذتها قصيرة ألمها طويل،إن أحسنت
ساعة أساءت سنة،سلامتها،تعقب السقم وشبابها لايسوق إلاّ إلى الهرم،نعيمها لايثمر إلاّحسرة وندم ،فهي خدّاعة مكّارة طيّارة
فرّارة ،لاتزال تتزين لطلابها حتّى إذا صاروا من أحبابها كشّرت
لهم عن أنيابها وشوهت لهم جمالها ،تُمنّي أصحابها سروراً،
وتعدهم غروراً،حتّى يأملون كثيراً ويبنون قصوراً،فتصبح
قصورهم قبوراً،وجمعهم بوراً وسعيهم هباءاً منثوراً ،وكان
أمرالله قدراً مقدوراً.
تعليق