النبوةُ هي الأصلُ الثالثُ من اصول الدين الإسلامي الحق
===========================-== ==
: النبوة واجبة في الحكمة الإلهية :
=====================
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله المعصومين
قال الله تعالى في مُحكم كتابه العزيز:
(( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراً وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ )) سبأ28
((وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ ))الأنبياء107
من المعلوم أنَّ النبيَ هو الإنسان المُخبر عن الله تعالى بغير واسطة أحد من البشر
قال تعالى:
(( وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْياً أَوْ مِن وَرَاء حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ ))الشورى51
بمعنى:
وما ينبغي لبشر من بني آدم أن يكلمه الله إلا وحيًا يوحيه الله إليه
أو يكلمه من وراء حجاب، كما كلَّم الله سبحانه موسى عليه السلام تكليما
أو يرسل رسولا كما ينزل جبريل :عليه السلام : إلى المُرسل إليه كنبينا محمد:صلى الله عليه وآله وسلّم:
فيوحي بإذن ربه لا بمجرد هواه ما يشاء الله إيحاءه
إنه تعالى عليٌّ بذاته وأسمائه وصفاته وأفعاله
قد قهر كل شيء ودانت له المخلوقات
حكيم في تدبير أمور خلقه.
وفي الآية إثبات صفة الكلام لله تعالى على الوجه اللائق بجلاله وعظيم سلطانه
أي يخلق الكلام خلقا فيُلقيه إلى رسله أو أنبياءه ..
والنبوة تتفرع على العدل الإلهي وجودا وتحققا.
قال تعالى:
(( شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ )) آل عمران18
بمعنى:
شهدَ اللهُ أنه سبحانه المتفرد بالإلهية
وقَرَنَ شهادته بشهادة الملائكة وأهل العلم على أجلِّ مشهود عليه وهو توحيده تعالى
وقيامه بالعدل,الذي يستلزم بعثة الأنبياء وإرسال الرسل
لا إله إلا هو العزيز الذي لا يمتنع عليه شيء أراده, الحكيم في أقواله وأفعاله
كما قال تعالى:
(( لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ )) الحديد25
وقد اختلف الناس في حسن البعثة؟
فذهب المسلمون كافة وجميع ارباب الملل وجماعة من الفلاسفة الى حسن البعثة عقلا.
أما البراهمة وهي فرقة من كفرة الهند - تقدس العقل
وترى أنه يغني عن النبوة
فذهبتْ الى امتناع وجوب البعثة عليه تعالى.
:الارشاد:المفيد:ج1:ص341.
والدليل على حسن البعثة أنَّها قد اشتملت على فوائد
وخلَتْ عن المفاسد
فكانت البعثة حسنة قطعا وعقلا.
فمن أهم فوائد حسن البعثة عقلا
:1:
ببعثة الأنبياء :عليهم الصلاة والسلام: يعتضد العقل بالنقل:النبوة:
أي الإخبار عن الله تعالى فيما يدل عليه العقل من الأحكام العقدية كوحدة الصانع تعالى وغيرها.
:2:
إزالة الخوف الحاصل للمكلّف عند تصرفاته
فإنَّه إن قد علِمَ بالدليل العقلي أنه مملوك لغيره
وإنّ التصرف في ملك الغير بغير إذنه قبيح
فلولا بعثة الأنبياء لم يعلم المكلّفُ حسن تصرفاته
فيحصل الخوف عنده بالتصرف وعدمه.
:3:
إنَّ بعض الأفعال حسنة وبعضها قبيحة
ثم الحسنة منها ما يستقل العقل بمعرفة حسنه
ومنها ما لايستقل بمعرفة حسنه
وكذا الأفعال القبيحة
ومع البعثة يحصل معرفة الحسن والقبح اللذين قد لا يستقل العقل بمعرفتها.
:4:
بالبعثة النبوية الشريفة يُحفظ دوام النوع البشري على الآرض
وذلك بإقامة نظام التعايش الإنساني والحياتي العام
من خلال تبيان النافع لهم والضار لهم بهم
وكذا ببيان قانون الحلال والحرام ونفوذه الى يوم القيامة.
(بيان بطلان شبهة البراهمة)
================
الذين قالوا بعدم وجوب البعثة على الله تعالى عقلا ونفوا النبوات.
(تصوير شبهة البراهمة)
============
احتجت البراهمة على إنتفاء البعثة بأنَّ الرسول
إما أن يأتي بما يوافق العقول أوبما يُخالفها
فإنْ جاء الرسول بما يوافق العقول لم يكن بحاجة إليه
لأنه تحصيل حاصل بزعمهم ولا فائدة في بعثته .
وإن جاء بما يُخالف العقول وجب ردَّ قوله.
(رد شبهة البراهمة)
=========
وهولِمَ لا يجوز أن يأتي الرسول بما لا تقتضيه العقول
ولا تهتدي إليه سبيلا وإن لم يكن مخالفا للعقول
بمعنى أنه لا يأتي الرسول بما يقتضي العقل تقبيحه مثل كثير من الشرايع والعبادات التي لا يهتدي العقل الى تفصيلها سبيلا.
وهذا ما وقع فعلاً فقد جائت الرسلُ بما أعجزت العقول في فهمه ووعيه وسلَّمتْ إليه تسليما.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مرتضى علي الحلي : النجف الأشرف :
تعليق