اسأل الله تعالى جنة الخلد واحذر أن تسأله دار الخلد
للجنة أسماء كثيرة وردت في القرآن الكريم .... ومن هذه الأسماء (جنة الخلد)؛
قال تعالى: (قُلْ أَذَلِكَ خَيْرٌ أَمْ جَنَّةُ الْخُلْدِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ كَانَتْ لَهُمْ جَزَاء وَمَصِيرًا (15) الفرقان.
فهذا وصف بين للجنة من الله تعالى بأنها جنة الجلد ....
وسمى الله تعالى الجنة: (دار السلام) 177 الأنعام، وسماها (دار المتقين) 30 النحل، وسماها (دار المقامة) 35 فاطر، وسماها (دار القرار) 39 غافر ...
وسمى الله تعالى النار: (دار الفاسقين) 145 الأعراف، وسماها (دار البوار) 28 إبراهيم، وسماها تعالى: (دار الخلد)؛
قال تعالى: (ذَلِكَ جَزَاء أَعْدَاء اللَّهِ النَّارُ لَهُمْ فِيهَا دَارُ الْخُلْدِ جَزَاء بِمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ (28) فصلت
الدار اسم للمكان الذي يلزمه المرء في إقامته، وتكثر حركته فيه، وهي تسمية تصلح مع أهل الجنة وأهل النار لأن كل منهما يتحرك في المكان الذي هو فيه .. لكن الدار لم تأت إلا بالإضافة لبيان خاصية هذه الدار، وصفة، وأحوال من فيها.. فالجنة دار سلام، ومقامة، وقرار، للمتقين.... والنار دار بوار، وخلد، للفاسقين.
فلما ذكرت الجنة أنها "جنة الخلد" وأنها "دار ..." كذا، فتساهل الناس في جمع اللفظين معًا، بتسمية الجنة بدار الخلد .. وهذه التسمية خصت في القرآن للنار وليس للجنة.
والسر في تخصيصها للنار دون الجنة؛ أن الدار اسمها جاء من الجذر "دور" المستعمل في الحركة، والدوران، وحركة الناس في الدنيا يتبعها راحة واستقرار، فإن كانت الحركة خالدة فلا راحة لصاحبها .. فيكون في شقاء دائم لا يجد فسحة يستريح فيها ... فهذا حال أصحاب النار في الآخرة؛ قال تعالى: (يَطُوفُونَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ (44) الرحمن، وقال تعالى: (ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ (32) الحاقة ليظل يدور في النار بلا توقف، كما سلك تعالى المار في الأرض في حركة مستمرة حتى يخرج ينابيع في الأرض، وقال تعالى: (خَالِدِينَ فِيهَا لاَ يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلاَ هُمْ يُنظَرُونَ (162) البقرة، فكيف يهدأ من لا يتوقف عنه العذاب، ولا يخفف عنه العذاب، وقال تعالى: (وَقَالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْمًا مِّنَ الْعَذَابِ (49)غافر... لذلك صلح أن توصف النار بأنها دار الخلد.
أما الجنة فأكثر حال أصحابها ما يبينه قوله تعالى: (مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ لَا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا وَلَا زَمْهَرِيرًا (13) الإنسان
وقوله تعالى: (إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ (47) الحجر، وقوله تعالى: (مُتَّكِئِينَ فِيهَا يَدْعُونَ فِيهَا بِفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ وَشَرَابٍ (51) ص، وقوله تعالى: (عَلَى سُرُرٍ مَّوْضُونَةٍ (15) مُتَّكِئِينَ عَلَيْهَا مُتَقَابِلِينَ (16) يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُّخَلَّدُونَ (17) بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِّن مَّعِينٍ (18) الواقعة، وغير ذلك من الآيات التي تبين أن أصحاب الجنة لا يحتاجون إلى الدوران والحركة، وكل ما يشتهونه ويطلبونه، ومن غير ما يطلبونه، يأتيهم وهم متكئين على سررهم ... فأين هذا الحال الذي هم عليه من حال أهل النار الذي لا يتوقف طوافهم بين النار والحميم، كلما اشتعلوا من النار أخذوا إلى حميم يطفئ النار المشتعلة في أجسامهم التي تنضج جلودهم... هذا حال يصلح معه تسمية النار بدار الخلد.
فاحذروا يا إخواني ويا أخواتي المؤمنين أن تسألوا الله في دعائكم دار الخلد فتطلبون لأنفسكم العذاب بدل الجنة والرحمة .. وأنتم لا تعلمون ... هذا والله تعالى أعلم .. وسبحانك الله ... لا علم لنا إلا ما علمتنا.
بسم الله الرحمن الرحيم
للجنة أسماء كثيرة وردت في القرآن الكريم .... ومن هذه الأسماء (جنة الخلد)؛
قال تعالى: (قُلْ أَذَلِكَ خَيْرٌ أَمْ جَنَّةُ الْخُلْدِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ كَانَتْ لَهُمْ جَزَاء وَمَصِيرًا (15) الفرقان.
فهذا وصف بين للجنة من الله تعالى بأنها جنة الجلد ....
وسمى الله تعالى الجنة: (دار السلام) 177 الأنعام، وسماها (دار المتقين) 30 النحل، وسماها (دار المقامة) 35 فاطر، وسماها (دار القرار) 39 غافر ...
وسمى الله تعالى النار: (دار الفاسقين) 145 الأعراف، وسماها (دار البوار) 28 إبراهيم، وسماها تعالى: (دار الخلد)؛
قال تعالى: (ذَلِكَ جَزَاء أَعْدَاء اللَّهِ النَّارُ لَهُمْ فِيهَا دَارُ الْخُلْدِ جَزَاء بِمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ (28) فصلت
الدار اسم للمكان الذي يلزمه المرء في إقامته، وتكثر حركته فيه، وهي تسمية تصلح مع أهل الجنة وأهل النار لأن كل منهما يتحرك في المكان الذي هو فيه .. لكن الدار لم تأت إلا بالإضافة لبيان خاصية هذه الدار، وصفة، وأحوال من فيها.. فالجنة دار سلام، ومقامة، وقرار، للمتقين.... والنار دار بوار، وخلد، للفاسقين.
فلما ذكرت الجنة أنها "جنة الخلد" وأنها "دار ..." كذا، فتساهل الناس في جمع اللفظين معًا، بتسمية الجنة بدار الخلد .. وهذه التسمية خصت في القرآن للنار وليس للجنة.
والسر في تخصيصها للنار دون الجنة؛ أن الدار اسمها جاء من الجذر "دور" المستعمل في الحركة، والدوران، وحركة الناس في الدنيا يتبعها راحة واستقرار، فإن كانت الحركة خالدة فلا راحة لصاحبها .. فيكون في شقاء دائم لا يجد فسحة يستريح فيها ... فهذا حال أصحاب النار في الآخرة؛ قال تعالى: (يَطُوفُونَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ (44) الرحمن، وقال تعالى: (ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ (32) الحاقة ليظل يدور في النار بلا توقف، كما سلك تعالى المار في الأرض في حركة مستمرة حتى يخرج ينابيع في الأرض، وقال تعالى: (خَالِدِينَ فِيهَا لاَ يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلاَ هُمْ يُنظَرُونَ (162) البقرة، فكيف يهدأ من لا يتوقف عنه العذاب، ولا يخفف عنه العذاب، وقال تعالى: (وَقَالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْمًا مِّنَ الْعَذَابِ (49)غافر... لذلك صلح أن توصف النار بأنها دار الخلد.
أما الجنة فأكثر حال أصحابها ما يبينه قوله تعالى: (مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ لَا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا وَلَا زَمْهَرِيرًا (13) الإنسان
وقوله تعالى: (إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ (47) الحجر، وقوله تعالى: (مُتَّكِئِينَ فِيهَا يَدْعُونَ فِيهَا بِفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ وَشَرَابٍ (51) ص، وقوله تعالى: (عَلَى سُرُرٍ مَّوْضُونَةٍ (15) مُتَّكِئِينَ عَلَيْهَا مُتَقَابِلِينَ (16) يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُّخَلَّدُونَ (17) بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِّن مَّعِينٍ (18) الواقعة، وغير ذلك من الآيات التي تبين أن أصحاب الجنة لا يحتاجون إلى الدوران والحركة، وكل ما يشتهونه ويطلبونه، ومن غير ما يطلبونه، يأتيهم وهم متكئين على سررهم ... فأين هذا الحال الذي هم عليه من حال أهل النار الذي لا يتوقف طوافهم بين النار والحميم، كلما اشتعلوا من النار أخذوا إلى حميم يطفئ النار المشتعلة في أجسامهم التي تنضج جلودهم... هذا حال يصلح معه تسمية النار بدار الخلد.
فاحذروا يا إخواني ويا أخواتي المؤمنين أن تسألوا الله في دعائكم دار الخلد فتطلبون لأنفسكم العذاب بدل الجنة والرحمة .. وأنتم لا تعلمون ... هذا والله تعالى أعلم .. وسبحانك الله ... لا علم لنا إلا ما علمتنا.
تعليق