بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
اللهُمَ صَلْ عَلىَ مُحَمَدٍ وََ آَلِ مُحَمَدٍ الطَيِبِين الطَاهِرَينْ المُنْتَجَبِين وَعَجِلْ فَرَجَهُمْ وَ سَهِلْ مَخْرَجَهُمّ الشَرَيفْ
وَإجْعَلْنا مِن شِيعَتَهُم وَ أنصَارِهِم وَخُدَام تُرَابَ أقْدَامِهْم أرْوَاحُنَا لهُمْ الفِداءْ وَإِلْعَنْ أَعدَائَهِمْ إَلىَ يَوم الّدِينْ
هي صرخة دوّت في أعماق الجحيم فتردد صداها في أرجاء الدنيا قاطبة يهيب ببني آدم الذين
ما زالوا على قيد الحياة الى الانتباه واتخاذ الحيطة والحذر ,
فيقول:
يا ساكني الأرض .
من أعماق الجحيم اناديكم .
من أعماق الظلمة ، من أعماق الشقاء ،
من أعماق اليأس أصرخ اليكم منبهاً ومنذراً . المكان موحش ، مرعب ، هائل ، . لا شبيه له في دنياكم .
هنا لقد اكتنفنا ليل ابدي لا يبزغ بعده فجر .
في هذا الظلام الدامس أطبق جفنيَّ لعلي أستمتع بقسط من النوم . ولكن كيف انام على هذا الفراش الحامي ؟ مسكين انا على هذا الفراش الملتهب كُتب على ان اسهد الى الابد . فيا لهول المصير !
لست ادري كيف جئت الى هذا المكان . كنت في عالمكم اسرح وامرح . وكنت كلما لاح في مخيلتي شبح الجحيم اشغل نفسي كي لا أراه .
ثم سرت في طريق هادئ البال غير مفكر او مكترث . وفي لحظة من
الزمن أغمضت طرفي وفتحته ـ واذا بذاك العالم الغرار قد توارى عن ناظري ـ فرأيت ارواح الآدميين ورسل الجحيم تتراقص حولي ؛ ثم رأيت الشيطان وقد صوب نحوي عينيه الناريتين وبسط علي جناحيه الأسودين ، فقبض على روحي وزج بها في أعماق الجحيم ، ثم صرخ صرخة دوت لها اركانه : "وسِّعي ايتها الجحيم فاكِ ، ها فريسة اخرى لكِ " .
آه ! لقد وقعت بين مخالب الجحيم الفولاذية ولن استطيع ان أنجو !
لا اقدر ان اصف لكم ما يجول في خاطري وانا أغوص في بحيرة النار ثم أطفو ! تتضارب في صدري عوامل عدة هي مزيج من الحزن والألم ، والحسرة والندم ! من حولي نار تستعر ، وفي صدري براكين تثور ، وقد قُضي عليَّ أن اقضي هنا الأبد الذي لا ينقضي ! أواه ! ليس للأبد بقية فهو مستمر لا ينتهي .
ألا حد لهذا العذاب المتقد ؟ أوليست هناك ميتة اخرى أموتها تضع حدا لما اعانيه ؟ الموت قد فارقنا وهو لدينا أحب حبيب . اللهم حنانك ورحمتك !! ولكن اين الرحمة ؟ ان هذا ليس مكان رحمة …..
ها انا أغوص تحت ثقل خطاياي ، أغوص الى حيث لا أعرف قراراً تحت هذا الحمل الثقيل ! لست ادري كيف استطاعت كرة الأرض ان تحملني وتحمل خطاياي .
بالأمس كنت منعدم الحس ، اما اليوم فكلني احساس وشعور . بالأمس كنت أعمى واليوم أبصر ، بالأمس كنت اهزأ واليوم ابكي دماً أحمر .
صراخ يصم أذنيَّ : " ويلاً! ويلاً طويلاً …" نم يا ضميري قليلاً ! آه ولكنه لن ينام بعد . لقد نام على الأرض طويلاً وها هو قد استيقظ يقظته الأبدية ليعذبني عذاباً ابدياً . وهو يصرخ بأعلى صوته : " يا لك من أحمق غبي ! لقد اخمدت صوتي على الأرض في ملذاتك العابرة واهواء نفسك الغرارة وأميالك الفاسدة وتقواك الزائفة وتديُّنك الذي صنعته يداك فرفضت صوت النصح والارشاد فحق عليك الآن ان تسمع صوتاً مجلجلاً في داخل كيانك يطالب بالانتقام والعذاب الذي تستحقه .
الويل ثم الويل ثم الويل .
أرى حولي نفوساً من مختلف الطبقات والمراكز والأجناس : أرى ملوكاً وأمراءَ ورؤساءَ واشرافاً ،
أرى نفوساً من ذوي الجمال والأدب ممن لقيت المديح الملق ، وهي لا تسمع غير اللعنات المرجفات وقد صارت طعمة للنار التي لا تفرق بين البشر .
أرى نفوساً ارتدت ثوب الرياء طويلاً الى ان احترق ذلك الثوب فظهر ما كانت تستر وبرز ما كانت تضمر .
أرى رجال الدين الذين خدعوا البشر باعطائهم رجاءً كاذباً . ظنوا ان الله ينسى او يتساهل ولكنهم ما كانوا إلا لنفوسهم خادعين .
أرى مبتدعين بدعاً واضاليل ولكنهم ما كانوا إلا لنفوسهم مضلِّين.
أرى اغنياء حفاة عراة لا يجدون نقطة ماء يبردون بها لهيبهم المستعر .
أرى اصحاب اللهو والطرب يرقصون ، ولكنها رقصة الطير المذبوح .
أسمع نفوساً تستنزل اللعنة على غيرها لانها كانت سبب شقائها : اسمع ابناً يسب اباه ، وأخاً يلعن اخاه ، وأماً تشتم ولدها … هنا لا نعرف غير لغة اللعنة المرَّة .
والآن ها انا أغوص في أعمق الاعماق فلا ارى شيئاً .
أحبتي
اتقوا الله في انفسكم
واعملوا خيرا فان الدنيا فانيه.. الى متى ونحن نلهث وراءها
لا نعلم اذا كنا سنعيش غدا
منقول
إليكم تحياتي
اللهُمَ صَلْ عَلىَ مُحَمَدٍ وََ آَلِ مُحَمَدٍ الطَيِبِين الطَاهِرَينْ المُنْتَجَبِين وَعَجِلْ فَرَجَهُمْ وَ سَهِلْ مَخْرَجَهُمّ الشَرَيفْ
وَإجْعَلْنا مِن شِيعَتَهُم وَ أنصَارِهِم وَخُدَام تُرَابَ أقْدَامِهْم أرْوَاحُنَا لهُمْ الفِداءْ وَإِلْعَنْ أَعدَائَهِمْ إَلىَ يَوم الّدِينْ
هي صرخة دوّت في أعماق الجحيم فتردد صداها في أرجاء الدنيا قاطبة يهيب ببني آدم الذين
ما زالوا على قيد الحياة الى الانتباه واتخاذ الحيطة والحذر ,
فيقول:
يا ساكني الأرض .
من أعماق الجحيم اناديكم .
من أعماق الظلمة ، من أعماق الشقاء ،
من أعماق اليأس أصرخ اليكم منبهاً ومنذراً . المكان موحش ، مرعب ، هائل ، . لا شبيه له في دنياكم .
هنا لقد اكتنفنا ليل ابدي لا يبزغ بعده فجر .
في هذا الظلام الدامس أطبق جفنيَّ لعلي أستمتع بقسط من النوم . ولكن كيف انام على هذا الفراش الحامي ؟ مسكين انا على هذا الفراش الملتهب كُتب على ان اسهد الى الابد . فيا لهول المصير !
لست ادري كيف جئت الى هذا المكان . كنت في عالمكم اسرح وامرح . وكنت كلما لاح في مخيلتي شبح الجحيم اشغل نفسي كي لا أراه .
ثم سرت في طريق هادئ البال غير مفكر او مكترث . وفي لحظة من
الزمن أغمضت طرفي وفتحته ـ واذا بذاك العالم الغرار قد توارى عن ناظري ـ فرأيت ارواح الآدميين ورسل الجحيم تتراقص حولي ؛ ثم رأيت الشيطان وقد صوب نحوي عينيه الناريتين وبسط علي جناحيه الأسودين ، فقبض على روحي وزج بها في أعماق الجحيم ، ثم صرخ صرخة دوت لها اركانه : "وسِّعي ايتها الجحيم فاكِ ، ها فريسة اخرى لكِ " .
آه ! لقد وقعت بين مخالب الجحيم الفولاذية ولن استطيع ان أنجو !
لا اقدر ان اصف لكم ما يجول في خاطري وانا أغوص في بحيرة النار ثم أطفو ! تتضارب في صدري عوامل عدة هي مزيج من الحزن والألم ، والحسرة والندم ! من حولي نار تستعر ، وفي صدري براكين تثور ، وقد قُضي عليَّ أن اقضي هنا الأبد الذي لا ينقضي ! أواه ! ليس للأبد بقية فهو مستمر لا ينتهي .
ألا حد لهذا العذاب المتقد ؟ أوليست هناك ميتة اخرى أموتها تضع حدا لما اعانيه ؟ الموت قد فارقنا وهو لدينا أحب حبيب . اللهم حنانك ورحمتك !! ولكن اين الرحمة ؟ ان هذا ليس مكان رحمة …..
ها انا أغوص تحت ثقل خطاياي ، أغوص الى حيث لا أعرف قراراً تحت هذا الحمل الثقيل ! لست ادري كيف استطاعت كرة الأرض ان تحملني وتحمل خطاياي .
بالأمس كنت منعدم الحس ، اما اليوم فكلني احساس وشعور . بالأمس كنت أعمى واليوم أبصر ، بالأمس كنت اهزأ واليوم ابكي دماً أحمر .
صراخ يصم أذنيَّ : " ويلاً! ويلاً طويلاً …" نم يا ضميري قليلاً ! آه ولكنه لن ينام بعد . لقد نام على الأرض طويلاً وها هو قد استيقظ يقظته الأبدية ليعذبني عذاباً ابدياً . وهو يصرخ بأعلى صوته : " يا لك من أحمق غبي ! لقد اخمدت صوتي على الأرض في ملذاتك العابرة واهواء نفسك الغرارة وأميالك الفاسدة وتقواك الزائفة وتديُّنك الذي صنعته يداك فرفضت صوت النصح والارشاد فحق عليك الآن ان تسمع صوتاً مجلجلاً في داخل كيانك يطالب بالانتقام والعذاب الذي تستحقه .
الويل ثم الويل ثم الويل .
أرى حولي نفوساً من مختلف الطبقات والمراكز والأجناس : أرى ملوكاً وأمراءَ ورؤساءَ واشرافاً ،
أرى نفوساً من ذوي الجمال والأدب ممن لقيت المديح الملق ، وهي لا تسمع غير اللعنات المرجفات وقد صارت طعمة للنار التي لا تفرق بين البشر .
أرى نفوساً ارتدت ثوب الرياء طويلاً الى ان احترق ذلك الثوب فظهر ما كانت تستر وبرز ما كانت تضمر .
أرى رجال الدين الذين خدعوا البشر باعطائهم رجاءً كاذباً . ظنوا ان الله ينسى او يتساهل ولكنهم ما كانوا إلا لنفوسهم خادعين .
أرى مبتدعين بدعاً واضاليل ولكنهم ما كانوا إلا لنفوسهم مضلِّين.
أرى اغنياء حفاة عراة لا يجدون نقطة ماء يبردون بها لهيبهم المستعر .
أرى اصحاب اللهو والطرب يرقصون ، ولكنها رقصة الطير المذبوح .
أسمع نفوساً تستنزل اللعنة على غيرها لانها كانت سبب شقائها : اسمع ابناً يسب اباه ، وأخاً يلعن اخاه ، وأماً تشتم ولدها … هنا لا نعرف غير لغة اللعنة المرَّة .
والآن ها انا أغوص في أعمق الاعماق فلا ارى شيئاً .
أحبتي
اتقوا الله في انفسكم
واعملوا خيرا فان الدنيا فانيه.. الى متى ونحن نلهث وراءها
لا نعلم اذا كنا سنعيش غدا
منقول
إليكم تحياتي
تعليق