بسم الله الرحمن الرحيم
الشبهة
يردد كثير من الخطباء وشعراء واقعة الطف ضمن تعداد مصائب أبي عبد الله الحسين (ع) أنه دفن من غير غسل ولا كفن مع أن الفقهاء ذكروا أن الشهيد لا يغسل ولا يكفن بل يدفن بثيابه، فما هو وجه ذلك؟
الجواب:
النبي وأهل بيته صلوات الله عليهم هم أفضل الخلق وسادتهم، وقد نص الكراجكي تلميذ الشيخ المفيد أن الشيعة الإمامية قد أجمعت على أن الأئمة أفضل من جميع الأنبياء والرسل بما فيهم أولي العزم منهم. (رسالة التفضيل ص6 بتصحيح: مير جلال الدين محدث الأرموي - ونشر مؤسسة أهل البيت - بنياد بعثت - طهران)
وقد مضوا صلوات الله عليهم بين مقتول ومسموم، كما دلت عليه جملة من الروايات توجب بمجموعها الاطمئنان ومنها ما هو معتبر سندا كما في الرواية التي رواها الشيخ الصدوق عن الإمام الرضا (ع) قال: "والله ما منا إلا مقتول أو شهيد" (الأمالي ص 120 المجلس 15 ح8، وعيون أخبار الرضا ج1 ص287 ح9، عنه وسائل الشيعة ج14 ص568)
ولفظ الشهيد بمعنى المقتول في سبيل الله يطلق عليهم جميعا من هذه الجهة، غير أن أهل البيت (ع) في الفقه الوارد عنهم أعطوا للشهيد معنى خاصا، وحددوه بأحكام خاصة وهي سقوط الغسل والكفن فيدفن بثيابه، والمعنى الخاص للشهيد هو من يقتل في جهاد ومعركة تحت راية المعصوم (ع) من نبي أو إمام، وبحيث لا يدركه أحد من المسلمين وبه رمق من الحياة، فمن قتل في غير معركة كالمقتول غيلة وغدرا كأمير المؤمنين والإمام الحسن صلوات الله عليهما لا يكون مشمولا بحكم الشهيد من عدم الغسل والدفن، ولهذا نجد أن الروايات أكدت تغسيلهما وتكفينهما، وكذلك سائر الأئمة عليهم السلام، وهذا لا ينفي وجود خصوصيات في غسلهما ككون أن الإمام لا يغسله إلا إمام، وكذلك من مضى مقتولا ولكن أدركه أحد المسلمين وبه رمق فلا ينطبق عليه حكم سقوط الغسل والكفن.
ومن الواضح أن سيد الشهداء (ع) استشهد في معركة ولم يدركه أحد من المسلمين وبه رمق من الحياة، وإنما أدركه الكفار الذين حاربوه.
لم أجد في أي رواية تحسر المعصوم (ع) على عدم تغسيل سيد الشهداء وتكفينه، وإنما الذي ورد ذلك فهو من الشعراء والخطباء وبعض العلماء وهو محمول منهم على أحد أمرين: إما الغفلة عن حكم عدم الغسل والكفن كما في الصادر من الشعراء، وإما لبيان قبح فعل أعداء الإمام الحسين (ع) كما في الصادر من العلماء، فإن الإمام الحسين (ع) أعلن كفر من حاربه ولكن من حاربوه لم يعلنوا عن كفر سيد الشهداء (ع) إنما حاربوه لأجل عدم بيعته لمن زعموا أنه خليفة المسلمين أي يزيد بن معاوية لعنه الله، ومن هنا فإن هؤلاء وبناء على مدعاهم يعتبرون سيد الشهداء (ع) مسلما قد قتل بحق، وكل المسلمين يتفقون أن من كان كذلك يجب تغسيله وتكفينه ودفنه، ولا يجوز أن يترك بغير ذلك، ولكن هؤلاء الكفرة الفجرة لم يعاملوا سيد الشهداء (ع) كأي مسلم من المسلمين، وفي هذا أعظم المصيبة.
الشبهة
يردد كثير من الخطباء وشعراء واقعة الطف ضمن تعداد مصائب أبي عبد الله الحسين (ع) أنه دفن من غير غسل ولا كفن مع أن الفقهاء ذكروا أن الشهيد لا يغسل ولا يكفن بل يدفن بثيابه، فما هو وجه ذلك؟
الجواب:
النبي وأهل بيته صلوات الله عليهم هم أفضل الخلق وسادتهم، وقد نص الكراجكي تلميذ الشيخ المفيد أن الشيعة الإمامية قد أجمعت على أن الأئمة أفضل من جميع الأنبياء والرسل بما فيهم أولي العزم منهم. (رسالة التفضيل ص6 بتصحيح: مير جلال الدين محدث الأرموي - ونشر مؤسسة أهل البيت - بنياد بعثت - طهران)
وقد مضوا صلوات الله عليهم بين مقتول ومسموم، كما دلت عليه جملة من الروايات توجب بمجموعها الاطمئنان ومنها ما هو معتبر سندا كما في الرواية التي رواها الشيخ الصدوق عن الإمام الرضا (ع) قال: "والله ما منا إلا مقتول أو شهيد" (الأمالي ص 120 المجلس 15 ح8، وعيون أخبار الرضا ج1 ص287 ح9، عنه وسائل الشيعة ج14 ص568)
ولفظ الشهيد بمعنى المقتول في سبيل الله يطلق عليهم جميعا من هذه الجهة، غير أن أهل البيت (ع) في الفقه الوارد عنهم أعطوا للشهيد معنى خاصا، وحددوه بأحكام خاصة وهي سقوط الغسل والكفن فيدفن بثيابه، والمعنى الخاص للشهيد هو من يقتل في جهاد ومعركة تحت راية المعصوم (ع) من نبي أو إمام، وبحيث لا يدركه أحد من المسلمين وبه رمق من الحياة، فمن قتل في غير معركة كالمقتول غيلة وغدرا كأمير المؤمنين والإمام الحسن صلوات الله عليهما لا يكون مشمولا بحكم الشهيد من عدم الغسل والدفن، ولهذا نجد أن الروايات أكدت تغسيلهما وتكفينهما، وكذلك سائر الأئمة عليهم السلام، وهذا لا ينفي وجود خصوصيات في غسلهما ككون أن الإمام لا يغسله إلا إمام، وكذلك من مضى مقتولا ولكن أدركه أحد المسلمين وبه رمق فلا ينطبق عليه حكم سقوط الغسل والكفن.
ومن الواضح أن سيد الشهداء (ع) استشهد في معركة ولم يدركه أحد من المسلمين وبه رمق من الحياة، وإنما أدركه الكفار الذين حاربوه.
لم أجد في أي رواية تحسر المعصوم (ع) على عدم تغسيل سيد الشهداء وتكفينه، وإنما الذي ورد ذلك فهو من الشعراء والخطباء وبعض العلماء وهو محمول منهم على أحد أمرين: إما الغفلة عن حكم عدم الغسل والكفن كما في الصادر من الشعراء، وإما لبيان قبح فعل أعداء الإمام الحسين (ع) كما في الصادر من العلماء، فإن الإمام الحسين (ع) أعلن كفر من حاربه ولكن من حاربوه لم يعلنوا عن كفر سيد الشهداء (ع) إنما حاربوه لأجل عدم بيعته لمن زعموا أنه خليفة المسلمين أي يزيد بن معاوية لعنه الله، ومن هنا فإن هؤلاء وبناء على مدعاهم يعتبرون سيد الشهداء (ع) مسلما قد قتل بحق، وكل المسلمين يتفقون أن من كان كذلك يجب تغسيله وتكفينه ودفنه، ولا يجوز أن يترك بغير ذلك، ولكن هؤلاء الكفرة الفجرة لم يعاملوا سيد الشهداء (ع) كأي مسلم من المسلمين، وفي هذا أعظم المصيبة.
تعليق